من يرث الأخ بعد وفاته

من يرث الأخ بعد وفاته

من يرث الأخ بعد وفاته؟ هو من الأسئلة المهمّة التي لا بدّ أن نجيب عليها، فالموت حقّ على كل المخلوقات ومنها الإنسان، وقد نظم الإسلام حياة الإنسان، وحتّى بعد مماته فيما يتركه من التركة أو الإرثّ، كما نظّمت الشريعة الإسلاميّة أمور الإرث بأدقّ تفاصيله، ومن ذلك ميراث الأخ بعد وفاته والذي سيشرحه لكم موقع محتويات في هذا المقال.

ما هو الإرث في الإسلام

الإرث في اللغة العربيّة هو ما يتركه الشخص بعد وفاته، وينتقل لمن يرثه بعد موته، وفي الاصطلاح الشرعيّ فالإرث هو عملية انتقال الأموال التي تركها المتوفّى بعد وفاته لورثته الشرعيين، وذلك وفق القوانين التي تحددها الشريعة الإسلاميّة، ويُقال عن الإرث أيضًا التركة، فهي تعني كل ما تركه المتوفى من الأملاك والأموال عمومًا، فهي ما يتركه الميت من أموال منقولة مثل النّقود العينيّة، والذّهب، والفضّة، والأثاث، والسّيارات، أو كانت أموالاً غير منقولة؛ مثل الأراضي، والمزارع، والبيوت، والعمارات، ونحوه، وتوزّع هذ الممتلكات كلّها على من يستحقّها بعد وفاة أصحابها.[1]

شاهد أيضًا: جدول تقسيم الميراث في الاسلام

من يرث الأخ بعد وفاته

في الإجابة على سؤال من يرث الأخ بعد وفاته فهم أصحاب العصبة النسبية وأصحاب الفرائض، وهذه المسألة من المسائل المهمّة المتعلقة بالإرث وبأحكامه الكثيرة والمتشعبة، كما أنّ لها عددًا من الأحكام، ويحتاج تحديد الميراث إلى دراسة العائلة التي مات عنها المورّث، وبناءً عليها يتمّ تحديد الإرث وذلك بحسب ما توصي الشريعة الإسلاميّة الحكيمة، والله أعلم.[2]

من يرث الأب بعد وفاته

وفي الحديث عمن يرث الأب بعد موته، فالميراث من الأمور المهمّة التي لا بدّ أن تعامل بحذر شديد وأن يتمّ تحرّي العدل فيها، فقد أشار أهل العلم أن لكلّ حالة من حالات الميراث حكم خاصّ بها، ولا بدّ من وجود قانونيين وشرعيين مختصيين بعلم المواريث حيث يتمّ توازع الميراث على كلّ أصحابه،فينظر هؤلاء المختصون إلى مال الأب ويحصونه، ثم يحددون الأشخاص الذين لهم حقّ في الميراث، ويقسم هؤلاء إلى أصحاب الفروض والعصبات، فيُعطى كلّ منهم بحسب ما يقول الشرع الإسلاميّ.[3]

شاهد أيضًا: طريقة حساب نصيب الزوجة من الميراث

ميراث الأخ من أخيه بعد وفاته

يحصل الأخ على ميراث من أخيه إذا كان الأب متوفيًا، أو في حال كان الأخ هو الوارث الوحيد لأخيه بعد موته، ولم يخلّف الأخ الميت وراءه ذكرًا يخلفه، ويمكن أن يحصل الأخ على ميراث أخيه في حال كان له ابن ابنٍ وحيد، أمّا في حال وجود الأب أو الجدّ فذلك يحجب الميراث عن الأخوة، وفي حال كان للأخ الميت زوجة فلا يقسم الميراث إلّا بعد أن تأخذ حقها منه وهو الربع والله تعالى أعلم.[4]

ميراث الأخت من أخيها بعد وفاته

أمّا عن ميراث الأخت بعد موت أخيها، فإنّ للمرأة الحقّ في الميراث مثلها كمثل الرجل، وفي حال كان الميت أخوها، فتستطيع أن ترث منه، ولكنّ العلم وضع بعض الشروط لذلك، نذكر منها ما يأتي:[5]

  • إذا كانت الأخت الشقيقة: ترث الأخت من أخيها في هذه الحالة، ولكن بشروط وهي أن لا يكون لأخيها فروع ترثه من الذكور، وأن لا يكون أبو الميت على قيد الحياة، كما أنّ إرثها من أخيها يختلف في حال وجود أخوة معها أو أنها الأخت وحيدة.
  • إذا كانت الأخت من الأم: ترث الأخت من الأم  من أخيها بشرطين هما أن لا يكون لأخيها المتوفى أية فروع، وأن لا يكون أحد من أصوله الذكور حيًّا.
  • إذا كانت الأخت من الأب: ترث من أخيها بشروط ثلاثة لا بدّ أن تتحقق وهي أن لا يكون لأخيها فرع ذكر يرثه، وأن يكون الأب متوفيًا، وألّا يوجد أخ شقيق لأخيها أو أختين شقيقتين، إلّا أن يوجد أخٌ من الأب، فإنّه يعصمها من الميراث.

شاهد أيضًا: كيفية حساب الميراث بالرياضيات

ميراث الأب والأم من الابن الميت

تحدث أهل العلم عن ميراث الأب والأم من ابنهما الميت، وقالوا بأنّه يكون في حال ترك الابن المتوفى ولدًا أو حفيدًا، فيكون للأب سدس ما تركه ابنه، وفي حال لم يترك الابن أولاً ولا أحفادًا من الذكور قسّم لمن يشرك الأب من أهل الفرائض فيعطون فرائضهم، فلو زاد الميراث عن السدس، فما فوقه للأب وإن لم يزد عن السدس، فيأخذ الأب السدس فريضة، أمّا فيما يخصّ ميراث الأم من ابنها المتوفى ففي حال ترك الابن ابنًا أو حفيدًا من الذكور أو الإناث، أو كان له إخوة اثنين أو أكثر من الإناث أو الذكور، فللأم السدس، وإن لم يترك خلفه أبناءً فللأم الثلث من ميراث ابنها، أما في حال ترك زوجة وأبوين، فللزوجة الربع وللأمّ الثلث مما بقي والله أعلم.[6]

هل يرث المتوفى قبل أمه منها

الابن المتوفى قبل أمّه ليس له نصيب من ميراثها، فالمتقدّم في الموت لا يرث المتأخر عنه موتًا وذلك باتفاق العلماء، وكذلك أبناؤه لا يرثون أيضًا في وجود أبناء الأم المتوفاة، إلّا في حال أوصت الأم لأبناء ابنها المتوفى بالميراث، فالوصية هنا صحيحة واجبة، ويرثون ما لا يزيد عن الثلث، وفي حال زادت عن الثلث لا يتم توزيعه إلّا بموافقة الورثة، ويمكن للأم، أو تعطي أولادها وهي على قيد الحياة، وهذا يعدّ هبة ولا يعد ميراثًا، ولكن لا يجوز أن تُكره على العطية أو الهبة، وفي حال تم أجبراها على ذلك فالهبة باطلة، فهو باب من أبواب أخذ أموال الناس بالباطل، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: ما هو نصيب الام من الميراث

ما هي موانع الإرث

هناك موانع للإرث أيّ أنّه لا وجود للإرث بوجودها سنذكرها فيما يأتي:[8]

  • الرقّ: هناك اتفاق بين العلماء على أنّ الرقّ هو واحد من موانع الإرث، فالعبد لا يرث من أقربائه ولا يورّثهم، فهو مالك لسيده وماله ينتقل إليه.
  • القتل: هناك اتفاق أيضًا بين العلماء في مسألة حرمان القاتل من الميراث، سواء كان القتل متعمدًا أو شبهاً متعمّد أو عن طريق الخطأ، وذلك لأنّ القاتل تعجّل الميراث وقتل، وعقابه هو أن يحرم من الميراث، وهناك قاعدة فقهية معروفة تقول: “من استعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه”.
  • اختلاف الدين: المسلم لا يرث من الكافر، والكافر أيضًا لا يرث من المسلم وذلك باتفاق المذاهب جميعها، وثبت ذلك في الحديث الشريف: “لَا يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ وَلَا الكَافِرُ المُسْلِمَ”، ولوكان بهما صلة قرابة وثيقة أو زواج أو ولاء، وقال بعض العلماء أنّه يجوز أن يأخذ الكافر من الميراث في حال دخل الإسلام قبل أن يقسّم الميراث، وذلك في سبيل ترغيبه في الإسلام.
  • الردّة: وهي ترك الإسلام، وقد اتفق جمهور العلماء على أنّه لا ميراث للمرتد، ولا يرثه أحد من المسلمين، ولا من أصحاب الديانة التي ارتدّ إليها، ويعود ماله إلى بيت مال المسلمين، ويرى بعض العلماء أن تذهب تركته لمن يرثه من المسلمين، وفي حال كانت المرتدة امرأة فيرثها أقاربها في أحد أقوال الحنفية.
  • الدور الحكمي: وهو أن يقرّ أخ الميّت بوجود ابن للمتوفّى مجهول النّسب، فإنّه يثبت نسبه ويُمنع توريثه؛ لأنّه لو ورث الابن لحجب الورثة عن الأخ، وهذا المانع قال به بعض الشّافعيّة فقط، مخالفين فيه جمهور الفقهاء.

شاهد أيضًا: موانع الميراث

وبهذا نكون قد بيّنا من يرث الأخ بعد وفاته، كما أوضحنا بعض الأحكام التي تتعلق بالميراث مثل من يرث الأب بعد وفاته، وهل يرث الأم أو الأب من ابنهما المتوفى، وبيّنا أيضًا ميراث الأخت من أخيها، وأدرجنا أخيرًا الأمور التي تمنع من الميراث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *