هل اتى على الانسان حين من الدهر

هل اتى على الانسان حين من الدهر

هل اتى على الانسان حين من الدهر هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه المقال، قد نزل القرآن الكريم على النّبيّ محمّدٍ عليه الصّلاة والسّلام ليكون الدّليل والمرشد للبشريّة فتخرج من ظلمات الضّلال إلى نور الهدى والحقّ والطّاعة فكان الدّستور الّذي يسير عليه العباد كما أنّه سفينة النّجاة في طوفان الضّلال والفساد فيصل بها إلى برّ الأمان والرّضا من الله تعالى وجنّات الخلد مع النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام.[1]

سورة الإنسان

سورة الإنسان هي سورةٌ عظيمةٌ من سور القرآن الكريم يبلغ عدد آياتها إحدى وثلاثين آيةً وقد اختلف العلماء المسلمون في تحديد الفترة الّتي نزلت فيها هذه السّورة فمنهم من يقول أنّها مكّيّةٌ ومنها من يقول أنّها مدنيّة لكن الرّاجح من القولين هي أنّها مكّيّة النّزول وهذا ما يتبيّن من سياقها ومضمونها الّذي يشابه السّور المكيّة حيث تضمّنت تذكير الإنسان بالآخرة ووصف بعضٍ من أحداث يوم الحشر وأهواله وكيف يجمع الله تعالى الخلائق جميعها يوم القيامة كما تحدّثت هذه السّورة عن كيفيّة خلق الإنسان وأنّ الله تعالى جعل له الإرادة الحرّة ليختار طريقه الّذي سيسير فيه طوال حياته إمّا طريق الهداية والحقّ فيفوز برضا الله تعالى وجنّته ويحشر مع الأبرار الّذين ذكرت السّورة ثوابهم والفضل الّذي ينالونه في الآخرة أو طريق الكفر والمعصية فيلقى العذاب المهين والأليم في الآخرة، وكذلك ورد في هذه السّورة الأمر بالصّبر على المحن والأذى والكربات والأمر بقيام اللّيل والتّعبّد فيه لله سبحانه وتعالى وأهمّ نقطةٍ قد وردت في سورة الإنسان هي أنّ الله تبارك وتعالى قد خلق الإنسان خلقاً محكماً في أحسن وأفضل صورةٍ وكلّ ما يحصل للإنسان هو بمشيئة الله سبحانه وتعالى، وقيل عن أهل العلم أنّ لسورة الإنسان أسماءٌ عديدةٌ منها الأمشاج والدّهر وهل أتى على الإنسان والأبرار ولكن ثبت اسمها بأنّها سورة الإنسان والله أعلم.[2]

هل اتى على الانسان حين من الدهر

إنّ أكثر سؤالٍ قد سأله الإنسان لنفسه منذ أن خلقه الله تعالى وحتّى الآن هو كيف خلقه على هذه الصّورة وماذا كانت قبل أن يُخلق وما هي ماهيّته وقد جاء القرآن الكريم ليجيب على الأسئلة الّتي تدور في العقول وليخرج الإنسان من الحيرة ويعطيه العلم والمعلومات عن كلّ شيءٍ عن الإنسان والكون والمخلوقات جميعها حيث ذكر الله تعالى في محكم تنزيله قوله جلّ وعلا: {هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} وهذه الآية وهي أوّل آيةٍ من سورة الإنسان وما تلاها من آياتٍ كريمةٍ قد أجابت عن السّؤال المطروح حيث بيّنت أنّ الإنسان لم يكن شيئاً قبل خلقه وشرحت أطوار خلق الإنسان وممّ خلقه الله تعالى وهو في رحم أمّه كما بيّنت الآية قدرة الله تعالى على الخلق من العدم والإبداع والإعجاز في هذا الخلق فقدرته جلذ وعلا مطلقةٌ دون حدود، وتبيّن الآية تكريم الله تعالى للإنسان بأن خلقه في هذا الكون وأعطاه النّعم والخير وسخّر له الأرض والسّماء وهو عبده كما جعله خليفته في الأرض يعبده ويطيعه ويحكم بشرعه عليها والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: الدهر كم سنة ومعنى الدهر في القرآن الكريم

تفسير هل اتى على الانسان حين من الدهر

قد ذكر فيما سبق وقفةٌ تأمليّةٌ مع آية هل اتى على الانسان حين من الدهر وذُكر ما أشارت إليه هذه الآية الكريمة من سورة الإنسان وفيما يأتي سيرد ذكر تفسير هذه الآية العظيمة كما ورد عن أهل العلم من المفسّرين قال تبارك وتعالى: {هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا}،[4] حيث نبّهت هذه الآية الإنسان إلى حقيقةٍ عظيمةٍ وهي أنّه كان عدماً وبأنّه كان لاشيء بالفعل قبل أن يخلقه الله تعالى من طينٍ وصلصالٍ لفترةٍ طويلةٍ لا يعلمها إلّا الله تعالى وهذه الحقيقة قد ذُكرت في غير موضعٍ من القرآن الكريم ومعنى الآية أنّ الإنسان في دهرٍّ طويلٍ من الدّهور لم يكن له وجودٌ أبداً ولا حتّى وجود اسمه في هذا الكون الكبير وكان وجوده الوحيد هو ذكره في اللّوح المحفوظ أي في علم الله وحده لم يعلم به أحدٌ حتّى خاطب الله الملائكة وأخبرهم بالخلق الجديد الّذي سيخلقه من التّراب والماء ليكون خليفةً له في الأرض يقيم شرعه فيها والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم نسبة الحوادث إلى الدهر

هل اتى على الانسان حين من الدهر مقالٌ تحدّث عن القرآن الكريم وعن سورة الإنسان وتحدّث أيضاً عن الآية هل اتى على الانسان حين من الدهر كما جاء فيه تفسير هل اتى على الانسان حين من الدهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *