هل الحجر الاسود من الجنة

هل الحجر الاسود من الجنة

هل الحجر الاسود من الجنة، معلومٌ أنَّ الحجر الأسود يعدُّ من أشرف الحجارة على وجه الأرض، لكن هل هو بالفعل نزل من الجنةِ؟ وما سبب نزوله؟ وهل يجوز تقبيله؟ وما هي الشبهات المثارة حوله؟ وكيف يُمكن الرد عليها؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ بيان الإجابة عليها في من خلال هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات، حيث سيجد الإجابات بشيءٍ من التفصيل.

هل الحجر الاسود من الجنة

نعم، لقد أنزل الله -عزَّ وجلَّ- الحجرَ الأسود من الجنة إلى الأرض، وقد كان لونه أبيضًا، لكن خطايا بني البشر سودته،[1] وقد جاء ذلك في السنة النبوية المطهرة، حيث روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ).[2]

وهنا قد يُطرح في ذهن القارئ سؤالًا، وهو: كيف لخطايا البشر أن تسوِّد الحجر الأسود، ولا تبيِّضه طاعة الصالحين، ويُمكن الإجابة على ذلك بأنَّ إرادة الله -عزَّ وجلَّ- شاءت أنَّ اللون الأسود يصبغ ولا يُصبغ، خلافًا للونِ الأبيض الذي ينصبغ، والله تعالى أعلى وأعلم.[1]

شاهد أيضًا: هو مكان بين الحجر الأسود وباب الكعبة وهو موضع إجابة الدعاء

سبب نزول الحجر الأسود من الجنة

يرجع سبب نزول الحجر الأسود من الجنة إلى الأرض ليكون أنسًا لآدم -عليه السلام- فيها، حيث أنَّ الحجر نزل في ذات الليلة التي أُنزل بها آدم -عليه السلام- وجاء ذلك عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: (إن الله تعالى أنزل الركن يعني الحجر الأسود والمقام مع آدم عليه السلام ليلة نزل ليستأنس بهما، وأنه كان يأنس بالحجر).[3]

حكم تقبيل الحجر الأسود

يعدُّ تقبيل الحجر الأسود من الأمور المشروعة في الشرع الحنيف؛ حيث أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبَّله، وكذلك فعل الصحابة من بعده،[4] ودليل ذلك الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حيث قال: (وَاللَّهِ، إنِّي لأُقَبِّلُكَ، وإنِّي أَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، وَأنَّكَ لا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- قَبَّلَكَ ما قَبَّلْتُكَ).[5]

وهنا قد يُطرح عددٌ من الشبهات، وفيما يأتي ذكرها، وبيان الإجابة عليها:[6]

شاهد أيضًا: الذي وضع الحجر الأسود مكانه بعد تساقط الكعبة وإعادة بنائها هو

الشبهة الأولى

لقد ذهب البعض إلى جواز تقبيل الأضرحة، بناءً على مشروعية تقبيل الحجر الأسود، وفيما يأتي الردُّ على تلك الشبهة:

  • أنَّ تقبيل الحجر الأسود واردٌ في السنة النبوية المطهرة، وقد فعل ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينما تقبيل الأضرحة لم يرد فيه نصٌ صحيحٌ يبيِّن مشروعيته.
  • أنَّ تقبيل الأضرحة قد يؤدي إلى الغلوِّ، وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الغلوِّ؛ إذ أنَّه قد يجرُّ صاحبه إلى المهالك.

شاهد أيضًااسم يطلق على الحجر الاسود

الشبهة الثانية

لقد ذهب البعض إلى أنَّ الدين الإسلامي ليس دينًا سماويًا، بل هو دينٌ وثنيٌ، بدليل مشروعية تقبيل الحجرِ الأسود، وفيما يأتي بيان الردِّ:

  • أنَّ المسلمين يقبلون الحجر عبادةً لله -عزَّ وجلَّ- وتطبيقًا لسنة نبيِّه، وهم يعتقدون تمام الاعتقاد بأنَّ الحجرَ الأسود مجرد حجرٌ لا يضرُّ ولا ينفع.
  • إن عبَّاد الأوثان يعتقدون بأوثانهم أنَّها تضرُّ وتنفع.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل الحجر الاسود من الجنة؟ وفيه تمَّ بيان أنَّ الحجرَ الأسودَ حجرٌ من الجنة، وقد نزل أبيضًا لكنَّ ذنوب وخطايا بني آدم قد سودته، وأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أنزله ليأنس به آدم -عليه السلام- كما تمَّ ذكر بعض الشبهات المتعلقة بالحجرِ الأسود وبيان كيفية الردِّ عليها.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , أهمية الحجر الأسود , 03/09/2022
  2. ^ صحيح الترمذي , الألباني، عبدالله بن عباس، 877، صحيح
  3. ^ كتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام , التقي الفاسي، 255، بتصرف , 03/09/2022
  4. ^ islamweb.net , مذاهب العلماء في تقبيل الحجر بغير طواف , 03/09/2022
  5. ^ صحيح مسلم , مسلم، عمر بن الخطاب، 1270، صحيح
  6. ^ islamweb.net , شبهة وجوابها حول تقبيل الحجر الأسود , 03/09/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *