هل الخوف من الموت دليل على قربه

هل الخوف من الموت دليل على قربه

هل الخوف من الموت دليل على قربه ، هو عنوان هذا المقال، وفيه سيجد القارئ الإجابة على هذا السؤال الوارد في مقدمة المقال، وبيان أسباب هذا الخوف وطرق علاجه، وإن كان الإنسان يشعر بقرب موته أم لا، وبيان العلامات التي تدل على قرب الموت، وماذا عليه أن يفعل إذا شعر بقرب موته، ثم سيتم بيان مراحل الموت.

تعريف الموت

يمكن تعريف الموت اصطلاحًا على أنَّه انفصال الروحِ عن الجسدِ، عندما يكون الجسدُ غيرُ أهلٍ لبقاء الروحِ فيهِ، وهو عبارة عن حقيقة لا بدَّ منها، حيث أنَّها ستصيب كلَّ مخلوقٍ سواء كان على وجهِ الكرة الأرضية أو على غيرها، ودليل ذلك قول الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، ولن يبقى على قيدِ الحياة، سوى وجه الله -عزَّ وجلَّ- وحده الذي لا يموتُ أبدًا.

هل الخوف من الموت دليل على قربه

ليس هناك دليلٌ شرعيٌ من القرآنِ الكريمِ ولا من السنة النبوية المطهرة ما يدلُّ على أنَّ الخوفَ من الموتِ دليلٌ على قربِ أجلِ الخائفِ منه، ويُمكن تعريفُ الخوف من الموتِ على أنَّه مرضٌ يُصيب الإنسان ويعتريه من الموتِ على العمومِ، أو من ظواهره المتفرعة عنه.[1]

أسباب الخوف من الموت

إنَّ للخوفِ من الموتِ عددٌ من الأسباب، وفيما يأتي ذكر بعضها:[2]

  • الغموض الذي يلفَّ حقيقة الموت.
  • شعور الإنسان بالخطيئةِ جرَّاء ارتكاب الذنوب والمعاصي.
  • الافتراق عن الأهل والأصحاب.
  • انفصال الروح عن الجسد، وفقدان الجسد لقيمته، وتحلله.
  • التفسيرات المختلفة للحياة ما بعد الموت، وحقيقة أنَّ الإنسانَ محاسبٌ على عمله في الدنيا.

علاج الخوف من الموت

لا يُمكن التخلصُ من الخوفِ من الموتِ بشكلٍ تامٍ؛ إذ أنَّ الخوفَ منه يعدُّ أمرًا فطريًا، لكن يُمكن التخفيف من هذا الخوفِ بعدةِ طرقٍ، وفيما يأتي بيان ذلك:[3]

  • إدراك المرء لعدم قدرته على التخلص منَ الموتِ.
  • إدراك المرء إلى أنَّ بالموتِ بدايةُ حياةٍ جديدةٍ له دائمة له، وبذلك تكون مجرد مرحلةٍ جديدةٍ لحياةٍ جديدة.
  • إدراك المرء بأنَّ هذه الحياة الجدية هي أفضلُ من الحياة الدنيا الفانية، ما دام قام بما عليه من واجباتٍ وفرائضٍ، انتهى عن كلِّ من نهى الشرع الحنيف عنه.
  • إدراك المرء لحقية وجود الله تبارك وتعالى معه أينما كان.

طرق عملية لعلاج الخوف من الموت

يهناك عددٌ من الطرق العملية التي يُمكن لها مساعدةِ من عنده رهاب الموتِ، للتخلصِ من ذلك، وفيما يأتي ذكر بعضها:[4]

  • كثرة تذكُّر الموت، ومشاركة المرء في الجنازات، وتكرار زيارة المقابر.
  • قيام المرء برحلاتٍ طويلة، ليعتادة على أمرِ الفراقِ.
  • عزل المصابينَ برهاب الموتِ في بيوت الصحة منفردينَ عن عائلاتهم.

هل الإنسان يشعر بقرب موته

إنّ دنوَ الأجلِ مما استأثر الله -عزَّ وجلَّ- بعلمه، ودليل ذلك قول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}،[5] لكن من الممكن أن يأتي شعورًا للإنسانِ باقتراب أجله، لكن لا يُمكن له أن يعلمَ وقتَ أجله بالتحديدِ.[6]

شاهد أيضًا: من الاعمال التي يستمر اجرها بعد الموت

العلامات التي تدلُّ على قرب الموت

ليس هناكَ أيُّ علاماتٍ تدلُّ على اقترابِ الأجلِ، لكن هناكَ علاماتٌ قدريةٌ قد تكونُ علامةٌ، وفيما يأتي ذكر بعض الأمثلة عليها:[7]

  • إصابة الإنسان بمرض خطير لا يكاد يسلم منه النَّاس عادة.
  • وصول الإنسانِ إلى أرذلِ العمرِ.
  • تعرض الإنسان لحادث مهلك.

الحكمة من عدم معرفة الإنسان لساعة موته

إذا علم الإنسانُ ساعة موته، وعلم أنَّ التوبة تجبُّ ما قبلها، قد يؤدي به ذلك إلى الوقوعُ في الذنوب والمعاصي، ممنيًا نفسه بالتوبةِ قبل الموتِ، بينما عندما يخفى عليه ساعة أجله، يبقى مستمرًا على العمل الصالح، وإن عصى ربَّه يبادر فورًا إلى التوبةِ، خشية أن تأتي ساعته بغتةً، وهذه هي صورة الإنسان الذي يصلح أن يكونَ عبدًا لله.[8]

شاهد أيضًا: هل التبرع بالاعضاء بعد الموت حرام

ماذا يفعل من شعر بقرب موته

على المسلمِ الذي شعرَ بقربِ موتِه أن يُبادر إلى التوبةِ، وأن يقومَ بردِّ الحقوق إلى أصحابها، وأن يسارع أيضًا إلى العمل الصالحِ، وأن يتفرغ كذلك إلى عبادة الله وطاعته، وعليه أيضًا الإكثار من مكفرات الذنوبِ، كما يجب عليه أن يحسنَ الظنَّ بربِّه، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ”.[9]

مراحل الموت

إنَّ للموتِ عددٌ من المراحلِ، وفي هذه الفقرة من مقال هل الخوف من الموت دليل على قربه، سيتمُّ بيانها بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:

سكرات الموت

وهي أول مراحلِ الموتِ، حيث يبدأ الإنسان بالشعورِ بآلامِ الموتِ، بقدر ما قدَّر الله -عزَّ وجلَّ- بها على كلِّ إنسانٍ، لكنَّها تختلف من المسلمِ للكافرِ، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: عن سكرات المؤمن: “فتخْرُجُ تَسِيلُ كما تسِيلُ القَطْرَةُ من فِي السِّقَاءِ”، أمَّا عن سكرات الكافر فقد قال: “فَتَفْرُقُ في جَسَدِهِ فيَنتَزِعُهَا كَما يُنتَزَعُ السَّفُّودُ من الصُّوفِ المَبْلُولِ”.

صعود الروح إلى السماء

بعد أن ينتزع ملك الموت روح الإنسان، فإنَّها تصعد إلى السماء، فإن كان الإنسان مؤمنًا، فإنَّ روحه تصعد إلى عليين، أمَّا إن كان كافرًا، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “فيَأْخذَها ، فإذا أخذَها لَم يَدعُوها في يَدِهِ طَرْفَةَ عَينٍ حتى يَجْعَلُوهَا في تِلْكَ الْمُسُوحِ ، يخرجُ منها كأَنْتَنِ ريحِ جِيفَةٍ، وُجِدَتْ على ظَهْرِ الأَرضِ فيصْعَدُونَ بِها، فلا يَمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ إلَّا قَالُوا: ما هذا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟ فيَقُولُونَ: فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَقْبَحِ أسْمَائِهِ التي كان يُسَمَّى بِهَا في الدُّنْيَا، حتى يَنْتَهِيَ بِهَا إلى سمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لهُ، فلا يُفْتَحُ لهُ، ثُمَّ قَرَأَ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّمَاءِ قال : فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَه في سِجِّينٍ في الْأَرْضِ السُّفْلَى، قال : فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا”.

شاهد أيضًا: ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت تعرف عليها

وبذلك تم الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل الخوف من الموت دليل على قربه ، وفيه تم بيان عدم ورود دليل شرعي على ذلك، وفيه تم بيان بعض المعلومات المتعلقة بأسباب الموت وطرق العلاج منه، وغير ذلك من المعلومات المتعلقة فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *