ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت تعرف عليها

ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت تعرف عليها هو عنوان هذا المقال الذي سنُعرف من خلاله بهذه العلامات ونشرحها بالتفصيل، فإنَّ الموت هو أمرٌ لا مفرَّ لأي إنسان منه وهو النهاية الحتمية لكل مخلوق حي، ولطالما كان الموت هو الهاجس الذي يُرافق الإنسان في مراحل حياته، فهو أمرٌ مجهول الزمان والمكان والسبب، ومن خلال هذا المقال سنُعرِّف بالموت وعلامات اقترابه بالإضافة إلى شرح بعض الأمور المُتعلقة بانتهاء الأجل.

الموت

الموت في اللغة هو ضد الحي وهو يُشير إلى النوم والسكون والبلي، واستمات في طلب الشيء يعني أنَّه سلك كل الطرق في سبيل هذا الشيء، أمَّا معنى الموت في الاصطلاح يُشير إلى خروج الروح من الجسد، وانقطاع تصرف الجسد وفق طاعة الروح، والموت هو من الأمور التي ليس لأي مخلوق حي في كل هذا الكون مفر منه، وهو النهاية الحتمية لكل شيء، وقد يُنكر بعض الكافرين البعث بعد الموت أو الحساب بعده، لكن من المُتفق عليه بين كل البشر هو حتمية الموت كنهاية لا بدَّ منها.[1]

ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت تعرف عليها

إنَّ موعد موت الإنسان أو اقتراب أجله هو أمرٌ لا يعلمه إلَّا الله تعالى، فلا تعلم أي نفس أين تموت ومتى تموت، ولكن مع ذلك فإنَّ هناك بعض الإشارات التي يُظهرها الله تعالى لعباده ليشعروا باقتراب الأجل ودنو الموت منهم، والعلامات الثلاث التي يُرسلها الله قبل الموت هي:[2]

• موت الأقران: حيث أنَّ موت أقارب الإنسان أو جيرانه، هو أمرٌ يُذكر الإنسان بأنَّ الموت قريب من الإنسان، وأنَّ الموت هو المصير الذي سيلقاه عاجلًا أم آجلًا.
• ظهور الشيب: إنَّ ظهور الشيب لدى الإنسان هو دليلٌ على التقدم بالعمر، إنَ التقدم بالعمر هو دليلٌ على اقتراب الموت والأجل، وإنَّ من واجب الإنسان المُسلم الاتّعاظ من ظهور هذه العلامة والعمل على الاقتراب من الله تعالى، والابتعاد عن المعاصي وارتكاب الذنوب، والتوبة إلى الله تعالى.
• التقدم في العمر: ويتمثل ذلك بظهور علامات العمر على الإنسان ومن ذلك انحناء الظهر أو تراجع وظائف جسم الإنسان، وكثرة مرضه وعلّته، فإنَّ ذلك مُؤشر وعلامة تدل على دنو الأجل واقترابه من الإنسان.

علامات الموت

تظهر على الإنسان قبل الموت بفترة وجيزة بعض العلامات التي تُشير إلى أنَّ موت الإنسان بات قريبًا ولعلَّ أبرز هذه العلامات هي خشرجة الصدر والشعور بضيقه والغرغرة، وهي علامة تمَّ ذكرها في حديث رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم- في قوله: “إنَّ اللهَ يَقبَلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ“[3]، أمَّا علامات موت الإنسان وانتهاء أجله فهي علامات عديدة بيّنها الأطباء والعلماء، ومن هذه العلامات نذكر:[4]

• سقوط القدمين.
• انعدام التنفس.
• تمدد جلد الوجه.
• ميل الأف.
• برودة الأطراف.
• شخوص البصر.

علامات الموت المفاجئ

إنَّ الموت المُفاجئ هو من الأمور التي كثُرت في عصرنا هذا حيث أنَّ موت الفجأة أصبح ينجم عن الكثير من المُسببات ومنها حوادث السير أو عمليات الاعتداء والسطو والسرقة، أو الحوادث والإصابات أثناء العمل، وإنَّ موت الفجأة هو موت الإنسان وانتهاء أجله بشكل مُفاجئ دون ظهور أب علامات لاقتراب الأجل مثل المرض أو تقدم العمر، وإنَّ الموت المُفاجئ هو رحمة للإنسان المؤمن الذي استعدَّ للقاء ربّه وعمل الأعمال الصالحة وحافظ على عباداته، فهو يُبعده عن عذاب ومشاق وكروب الموت، أمَّا موت الفجأة بالنسبة للفاجر فهو نقمة عليه من الله تعالى، حيث يذهب إلى أجله في غفلة من أمره وهو غارق في ذنوبه، والله أعلم.[5]

علامات الموت عند كبار السن

إنَّ الله تعالى وحده هو عنده علم أجل الإنسان وموته، وقد قل تعالى في كتابه الكريم: “وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”[6]، إلَّا أنَّه من الجدير بالذكر أنَّ الموت هو انتهاء حياة الإنسان وإنَّه كلما تقدَّم الإنسان بالعمر كلّما ازدادت نسبة اقتراب أجله، ولعلَّ أبرز أسباب اقتراب الموت عند كبار السن هي وجود مرض مُحدد وعدم وجود علاج له أو عدم استجابة المُسن إلى العلاج، وأيضًا فإنَّ تراجع العمليات الحيوية لوظائف جسم الإنسان، وظهور علامات الهرم عليها هو مُؤشر لقرب الموت إلَّا أنَّ وقت موت الإنسان لا يعلمه إلَّا الله عزَّ وجل، والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل التبرع بالاعضاء بعد الموت حرام

علامات تدل على الصلاح عند الموت

إنَّ سعي الإنسان المُؤمن في الحياة الدنيا يتركز على نيل رضا الله تعالى وتحقق صلاح دينه، وإنَّ لصلاح الإنسان عدد من العلامات التي تظهر قبل وبعد الموت، وهي:[7]

• علامات تدل على الصلاح قبل الموت: من هذه العلامات إقبال العبد على الخير والأعمال الصالحة والحسنة، والمحافظة على العبادات، والتوبة من المعاصي والذنوب، والابتعاد عن كل ما فيه إثم.
• علامات تدل على الصلاح بعد الموت: ليس هناك علامات دقيقة تُشير إلى صلاح لإنسان بعد الموت إلَّا أنَّه يُستبشر ببعض العلامات ومنها ابتسامة الميت وبياض وجهه، وذلك في حال حُسن دين الإنسان، وهي ليست علامة جازمة تدل على الصلاح، كما يُستبشر بكثرة دعاء الناس للميت وذكره بالخير والصُحبة الحسنة، والله أعلم.

ماذا يفعل الإنسان إذا شعر بقرب الأجل

لو علم الناس بدنو الأجل واقترابه لانغمس كثيرٌ منهم في المعاصي والذنوب في الحياة ثم سارعوا إلى التوبة قبل انقضاء الأجل، ولكنَّ الحكمة الإلهية جعلت الموت أمرًا مجهولًا وغيبيًا، ولكن هناك بعض المؤشرات التي قد تظهر على الإنسان وتُشير إلى قرب موته مثل الإصابة بمرض خطير لا شفاء منه، وإنَّه على الإنسان في هذه الحالة القيام ببعض الأعمال ومنها:[8]

• المُسارعة إلى التوبة إلى الله تعالى من كل ذنب ومعصية توبة صادقة ونصوح.
• رد الحقوق والمظالم إلى أصحابها وأهلها، فإذا كان عليه دينٌ قضاه، وإذا كان عنده أمانة أدّاها.
• الإكثار من العمل الصالح والاجتهاد في العبادة.
• طلب المغفرة من الله تعالى والإكثار من الاستغفار.
• الإكثار من الأمور التي تُكفر الذنوب والمحافظة الدائمة على الوضوء.

سكرات الموت

إنَّ للموت سكرات تظهر على الإنسان ويُلاقيها عند اقتراب الأجل، والسكر هي حالة تغيّب عقل الإنسان، وسكرات الموت هي حالة من اشتداد أوجاع الموت وآلامه، وقد ظهرت سكرات الموت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسَّم- بشكل كبير وقوي واشتدّت آلام الموت عليه، ومن الجدير بالذكر أنَّه كل ما يُصيب الإنسان المُسلم من سكرات الموت أو آلامه أو معاناته هو سبيلٌ لرفع درجاته وتكفير سيئاته بإذن الله تعالى، والله أعلم.[9]

حسن الختام

حسن الختام هو موت الإنسان وهو في غمرة  من الإيمان والصلاح والخير، وفي ابتعاد عن كل الذنوب والمعاصي والآثام، ويتمثل حسن الختام في التوبة الصادقة من كل الآثام قبل إقبال الموت على الإنسان، وقد بيَّن الله تعالى في كتابه الكريم أنَّ حسن الخاتمة يُبشر به المؤمن عند احتضاره، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ”[10]، ومن العلامات التي تدل على حسن الختام نذكر:[11]

• النطق بالشهادتين قبل الموت.
• الموت مستشهدًا في ساحات المعارك في سبيل الله تعالى والجهاد.
• الموت في يوم الجمعة.
• موت المرأة أثناء النفاس أو الحمل بسبب طفلها.
• الموت أثناء أداء الإنسان لعمل صالح.

الخوف من الموت

لا شكَّ في أنَّ الموت وتحديد وقته وزمانه هو أمرٌ يشغل تفكير الكثير من الناس، ويدور في ذهنهم الكثير من الأفكار التي تتعلق به، وإنَّ الخوف من الموت له شكلان أثنان:[12]

• خوف من الموت طبيعي: حيث أنَّه لا شكَّ في أنَّ كل الغيبيات والأمور المجهولة التي تدور حول الموت والتي تتعلق بالحياة بعد الموت ومرحلة عذاب القبر والعذاب والعقاب في الآخرة، هي أمور تدعو إلى الخوف من الموت، ويكون هذا الخوف بشكله الطبيعي عندما يكون مصدرًا لتحفيز الإنسان لزيادة الأعمال الصالحة والزهد من الحياة الدنيا، والإكثار من الاجتهاد والقرب من تقوى الله تعالى.
• خوف من الموت مرضي: أمَّا الخوف المرضي من الموت هو الخوف الذي يُعيق حياة الإنسان ويُعطلها، فيُصبح هذا الخوف هو محور تفكير الإنسان، وشغله الشاغل، فيُغرقه في ظلمات العزلة والاكتئاب والحزن الدائمين، ويُعد هذا النوع من الخوف هو أحد الأمراض النفسية التي يجب على الإنسان السعي لمعالجتها وإزالة آثارها على حياة الإنسان.

شاهد أيضًا: من الاعمال التي يستمر اجرها بعد الموت

إنَّ الموت هو أمرٌ مكتوب على كل إنسان في زمان ومكان لا يعمهما إلَّا الله تعالى، وإنَّ على المرء فقط السعي للوصول إلى حسن الختام والصلاح قبل الموت، وفي هذا المقال تعرَّفنا على ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت، كما عرَّفنا ببعض الأمور المُتعلقة بالموت مثل كيفية معرفة حسن الختام، وعلامات الصلاح عند الموت، والأمور التي يجب أن يفعلها الإنسان عند الشعور باقتراب الأجل.