هل المطلقه لها عدة

هل المطلقه لها عدة؟، معلومٌ أنَّ الشرعَ الحنيفَ شرع الزواجَ، وشرع إلى جانبِ الزواجِ ما يسمَّى بالطلاقِ عند استحالةِ استمرار الحياةِ الزوجية بين الزوجينِ، لكن هل من يقع عليها الطلاق تعتد؟ وما هي العدة بالمفهومِ الشرعي؟ وما هي أنواع العدةِ للمطلقةِ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.

هل المطلقه لها عدة

نعم، لقد أوجب الشرع الحنيف على المرأة المدخول بها العدة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا).[1]

أمَّا المرأة المطلقة غير المدخولِ بها فلا عدةَ عليها، ودليل ذلك قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا).

شاهد أيضًا: هل للرجل عدة

تعريف العدة اصطلاحًا

يُمكن تعريف العدةِ في الاصطلاح الشرعي على أنَّها مدة تتربصها المرأة وتمنع فيها من الزواجِ، عند مفارقةِ زوجها، سواء أكانت هذه الفرقة بسبب الطلاقِ أو الموتِ،[2] وحكم العدةِ في حقِّ المرأةِ المطلقةِ هي الوجوب، وقد تضافرت الأدلةُ الشرعية التي تدلُّ على ذلك سواء من القرآن الكريمِ أم من السنةِ النبوية المطهرة.[3]

شاهد أيضًا: كم عدة المتوفى عنها زوجها وما هي أنواع العدة

أنواع العدة للمطلقة

تختلف أنواع عدة المرأة المطلقة باختلافِ حالها، فمن النساء من تكن عدتها بالإقراء، ومنهم من تكونُ بالأشهرِ، ومنهنَّ من تعتدُّ بوضع الحملِ، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال سيتمُّ بيانُ ذلك بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك:

العدة بالأقراء

إنَّ المرأة التي ترى الحيضَ تكونُ عدتها بالإقراء، وتعتدُ ثلاثةُ قروءٍ، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ)،[4] وقد تباينت آراء أهل العلمِ في معنى القروءِ، وفيما يأتي ذكر آرائهم في ذلك:[5]

• الرأي الأول: ذهب الحنفية إلى أنَّ القروءَ في هذه الآية تأتي بمعنى الحيض، وبناءً على ذلك فإنَّ المرأة المطلقة التي ترى الحيض تعتدُّ ثلاث حيضاتٍ.
• الرأي الثاني: ذهب المالكية والشافعية إلى أنَّ القروءَ في هذه الآية تأتي بمعنى الأطهارِ، وبناءً على ذلك فإنَّ المرأة التي ترى الحيضَ تعتدُّ بثلاثة أطهارٍ.

شاهد أيضًا: كم عدة المطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة

العدة بالأشهر

أمَّا المرأة الصغيرةِ التي لم ترَ الحيضَ بعدْ، وكذلك المرأة الكبيرة اليائسة من رؤية الحيضِ، فإنَّ عدتها ثلاثةُ أشهرٍ، وقد جاء ذلك صراحةً في الآية الرابعة من سورة الطلاق حيث قال الله تعالى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ).[6]

العدة بوضع الحمل

أمَّا المرأة الحامل، فإنَّ عدتها تكون بوضعِ الحملِ، وقد جاء ذلك صراحةً في قول الله تعالى من سورة الطلاق، وبالتحديد في الآية الرابعة: (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا).[7]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل المطلقة لها عدة، وفي تمَّ بيانُ وجوبِ العدةِ على المرأةِ المطلقةِ المدخولِ بها، وعدم وجوبها على المرأة غير المدخولِ بها، كما تمَّ بيان تعريفِ العدةِ في الاصطلاحِ الشرعي مع بيان أنواعها بشيءٍ من التفصيلِ.