كم عدة المطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة

عدة المطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة

كم عدة المطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة، هو عنوان هذا المقال، وقد ورد في القرآن الكريم عدة آياتٍ تتحدث عن مشروعية الطلاق، مثل قول الله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}،[1] ومن المعلوم أنَّ الطلاق في الشريعة الإسلامية يعدُّ من الأمور المهمة التي ينبغي للمسم أن يتعلَّم أحكامه ةما يترتب عليه من آثار،[2] ومن هذا المنطلق سيتم تخصيص هذا المقال للحديث عن الطلاق وما يترتب عليه من آثار، وفيما يأتي ذلك:

تعريف الطلاق والحكمة من مشروعيته

إنَّ الطلاق معناه الشرعي عبارة عن حل الرابطة الزوجية وإنهاء العلاقة الزوجية، وقد جاء الشرع بجوازه ودليل ذلك قول الله تعالى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً}،[3] أمَّا الحكمة من مشروعيته فتتلخص فيما يأتي:[4]

  • زوال المفسدة التي قد تحصل بين الزوجين بسبب سوء خلق أحدهما.
  • زوال الضرر الذي قد بيتج عن سوء العشرة بين الزوجين.

أنواع الطلاق

ينقسم الطلاق باعتبار الأثر المترتب عليه إلى قسمين، وهما: الطلاق الرجعي والطلاق البائن،[5] وفيما يأتي تفصيل هذه الأقسام:

  • الطلاق الرجعي: وهو أن يقوم الزوج بتطليق زوجته الطلقة الأولى أو الثانية من غير عوض، وفي هذه الحالة يجوز للزوج مراجعة الزوجة من غير مهرٍ ولا عقدٍ جديدين، كما لا يُشترط في رضا الزوجة، ما دامت في العدة، أمَّا إذا انقضت عدتها، فيصبح الطلاق هنا طلاقًا بائنًا.[6]
  • الطلاق البائن: وهو عبارة عن قسمان، بائنٌ بينون صغرى وبائنٌ بينونة كبرى، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[7]
    • البائن بينونة صغرى: وهو أن يقوم الزوج بتطليق زوجته الطلقة الأولى أو الثانية وتنهتي قبل أن يُعيدها إلى عصمته، أو أن يكون الطلاق مقابل عوض مالي -المعروف بالخلع– أو أن يتمَّ الطلاق قبل الدخول بالزوجة، وفي هذه الحالة يجوز له مراجعتها، ولكن يُشترط مهرٍ وعقدٍ جديدين، كما يُشترط موافقة ورضا الزوجة.
    • البائن بينونة كبرى: ويكون بطلاق الزوج لزوجته للمرة الثالثة، وفي هذه الحالة لا تحلُّ له إلَّا إذا تزوجت رجلًا آخر وفارقها بوفاةٍ أو طلاق.

شاهد أيضًا: هل يجوز ارجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون علمها.

كم عدة المطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة

إنَّ مجرد الخلوة الصحيحة توجب على الزوجة العدة بعد الطلاق وإن لم يتمَّ الدخول بها،[8] وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ المطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة الشرعية تعتدُّ ثلاثة قروء إن كانت من ذوات الحيض، أو ثلاثة أشهر إن كانت يائسة أو صغيرة.

العدة

إنَّ العدة عبارة عن مدة تتربصها المرأة بعد فراق زوجها، سواء أكان هذا الفراق ناتجًا عن وفاةٍ أو طلاق،[9] وقبل بيان الحكمة من العدة لا بدَّ أولًا من التأكيد على أنَّ العدة أمرٌ تعبديْ لا بدَّ للمسلمة من الانصياع له،[10] وفيما يأتي بيان الحكمة من العدة:[11]

  • التأكد من براءة رحم المرأة، لئلا تختلط الأنساب.
  • تعظيمًا لقدر الزواج ورفع شأنه.

أنواع العدة

العدة ثلاث أنواع، عدةٌ بالأشهر وعدةٌ بالأقراء وعدةٌ بوضع الحمل، وكلُّ امرأةٍ تعتدَُ بحسب حالها، وفيما يأتي تفصيل أنواع العدة:[12]

  • العدة بالأشهر: المرأة اليائسة والصغيرة التي لا تحيض عدتها ثلاثة أشهر، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}.[13]
  • العدة بالأقراء: المرأة التي تحيض تعتدُّ بالأقراء، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}،[14] وقد اختلف الأئمة الأربعة في معنى القرء، فذهب الشافعية والمالكية إلى أنَّ القرء هو الطهر، وذهب الحنفية والحنابلة إلى أنَّ القرء هو الحيض، وعلى ذلك فإنَّ عدَّة المرأة التي تحيض إمَّا ثلاثة حيضات أو ثلاثة أطهار.
  • العدة بوضع الحمل: أمَّا المرأة الحامل فتنتهي عدتها بوضع حملها ودليل ذلك قول الله تعالى: { وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}.[15]

شاهد أيضًا: كم عدة المتوفي زوجها .. متى تبدأ عدة المرأة المتوفي زوجها.

تعريف الخلوة

بعد الحديث عند عدة المطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة، لا بدَّ بعدها من بيان معنى الخلوة الشرعية عند الفقهاء، وفيما يأتي ذلك:[16]

  • الأحناف: إنَّ الخلوة الشرعية عند فقهاء الحنفية تعني اجتماع الزوجين في مكانٍ ما، مع انتفاء الموانع الشرعية والحسية والطبيعة للدخول.
  • المالكية: إنَّ الخلوة عند علماء المالكية على قسمين، هما:
    • خلوة اهتداء: وهي اجتماع الزوجين في مكانٍ تُرخى فيه الستور، أو تُغلق في الأبواب بحيث يأمنان اطِّلاع النَّاس عليهم.
    • خلوة الزيارة: وهي زيارة أحد الزوجين للآخر في بيت أهله، أو زيارة الزوجين أحد بيوت الأصدقاء والمعارف.
  • الشافعية: إنَّ الخلوة الشرعية عند فقهاء الشافعية تعني اجتماع الزوجين في مكانٍ تُرخى فيه الستور وتُغلق فيه الأبواب.
  • الحنابلة: أمَّا الخلوة عند فقهاء الحنابلة تعني انفراد الزوجين بعد إبرام العقد الصحيح.

شاهد أيضًا: حكم الخلوة بالمخطوبة .. الخلوة الشرعية قبل الزواج.

كم عدة المطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة، مقال تمَّ الحديث فيه عن الطلاق وأحكامه وأنواعه وآثاره، وتمَّ بيان أنواع العدة، كما تمَّ الإشارة إلى معنى الخلوة، وأخيرًا تمَّ الإجابة على سؤال “كم عدة المطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة”.

المراجع

  1. ^ البقرة، 229
  2. ^ www.alukah.net , الطلاق وأحكامه في الإسلام , 6-2-2021
  3. ^ البقرة، 236
  4. ^ www.alukah.net , الطلاق وأحكامه في الإسلام , 6-2-2021
  5. ^ islamqa.info , أنواع الطلاق , 6-2-2021
  6. ^ www.islamweb.net , أحكام الطلاق الرجعي , 6-2-2021
  7. ^ islamqa.info , أنواع الطلاق , 6-2-2021
  8. ^ www.aliftaa.jo , الطلاق بعد الخلوة الصحيحة يوجب العدة , 6-2-2021
  9. ^ dorar.net , تعريفُ العِدَّةِ , 6-2-2021
  10. ^ www.islamweb.net , الحكمة من اختلاف عدة الوفاة عن عدة الطلاق , 6-2-2021
  11. ^ www.naasan.net , الحكمة من العدة , 6-2-2021
  12. ^ www.islamweb.net , أحكام الطلاق الرجعي , 6-2-2021
  13. ^ الطلاق، 4
  14. ^ البقرة، 228
  15. ^ الطلاق، 4
  16. ^ arab-ency.com , الخلوة الشرعية , 6-2-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *