هل يجوز اصلي التراويح اربع ركعات

هل يجوز اصلي التراويح اربع ركعات

هل يجوز اصلي التراويح اربع ركعات ؟، صلاة التراويح من العبادات المباركة التي تحمل الكثير من الذكريات الجميلة الرمضانية، حيث الوحدة والاجتماع والدعاء والتضرع والقنوت، وسماع القرآن الكريم يأصوات جميلة، وكثير من العبادات الإيمانية والروحانية الرائعة، وكان المقصد الأول من العبادات هو التطلع إلى خير الجزاء في جنات النعيم، ونيل القبول عند الله سبحانه وتعالى، تحتم هذه العبادات على كل مسلم مخلص أن يلم بآدابها وأحكامها، طلبًا لعظيم ثوابها، ورجاء نيل بركتها، وتخليصها من الآفات والبدع التي ربما تفتك بها، ويصير تعبها هباء منثورًا، فهل هل يجوز اصلي التراويح اربع ركعات.[1]

هل يجوز اصلي التراويح اربع ركعات

لا يجوز أن يصلي المسلم التراويح أربع ركعات بتشهد واحد، حسب المعتمد في المذهب الحنفي المعتمد، وإن من يفعل ذلك من المسلمين لم تصح صلاته، ولا يكتب له أجرها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى) متفق عليه، فصلاة التراويح هي صلاة مخصوصة، لها أحكام شرعية محددة، فلا يجوز التغيير في صفاتها الثابتة في السنة النبوية الشريفة.

كما لم يثبت عن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أو الصحابة رضوان الله عليهم أنهم صلوها على غير تلك الهيئة، يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: “لو صلى أربعاً بتسليمة لم تصح؛ لأنه خلاف المشروع، بخلاف سنة الظهر والعصر، والفرق بينهما أن التراويح لمشروعية الجماعة فيها أشبهت الفرائض فلا تغير عما وردت”. “مغني المحتاج”.

وهو رأي وقول فقهاء المذاهب الأربعة المعتمدة أيضًا، فشرعت صلاة التراويح ركعتين ركعتين، وليس مشروعًا أن تصلى أربعًا بقعود وتسليم واحد، فمن فعل ذلك من المسلمين فقد خالف السنة النبوية الشريفة، وارتكب بذلك ما نهى العلماء عنه، ولكن لم يفت الحنابلة والمالكية والحنفية بالبطلان كما فعل الشافعية، ولكنهم قالوا بالكراهة.

يقول الكاساني الحنفي رحمه الله: “تجديد التحريمة لكل ركعتين ليس بشرط عندنا، هذا إذا قعد على رأس الركعتين قدر التشهد، فأما إذا لم يقعد فسدت صلاته عند محمد، وعند أبي حنيفة وأبي يوسف يجوز”. “بدائع الصنائع” .

وقالوا أيضًا: انها تجوز على ركعتين فقط، فلا يكتب أجر الأربع، وأما حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة رضي الله عنها، كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: (ما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيرِه على إِحدى عشرة ركعة يصلي أربعًا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا) متفق عليه.

وقد قال العلماء في تفسير الحديث: إنه صلى الله عليه وسلم كام يصلي أربعًا يسلم فيهم بين كل ركعتين، كما قال ابن بطال رحمه الله: “قول عائشة رضي الله عنها (يصلى أربعاً) ذلك مرتب على قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى)؛ لأنه قاض على المجمل ومفسر، وقد جاء بيان ذلك في بعض طرق الحديث، روى عن عائشة، قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بالليل إحدى عشرة ركعة بالوتر، يسلم بين كل ركعتين)رواه مسلم.

لذلك يوصى المسلم باتباع الدليل الشرعي، والسير على نهج ما ذكره فقهاء الأمة المتبوعين، وعدم الارتكان إلى الأقوال التي توقع الناس في الحرج في الصلاة، سواء أعادت عليها بالكراهة أو البطلان، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة التراويح مع الشفع والوتر

فضائل شهر رمضان

من حكمة الله عز وجل أنه فاضل بين خلقه مكانًا وزمانًا، ففضل سبحانه بعض الأزمنة على بعض، وفضل بعض الأمكنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان المبارك على سائر الشهور، فهو كالشمس بين الكواكب، فاختص هذا الشهر الكريم بفضائل عظيمة، ومزايا كثيرة، فهو الشهر الذي انزل فيه القرآن الكريم هدى للناس، قالى تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان)، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان) رواه أحمد.

فهو شهر المغفرة والتوبة، وتكفير السيئات والذنوب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم، من قامه وصامه إيمانًا واحتسابًا للثواب والأجر عند الله تعالى، غفر له ما تقدم من ذنبه، ففي “الصحيح” أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه).

فشهر رمضان هو شهر الصبر، والصبر يتجلى في الصوم، كما لا يتجلى في سائر العبادات الأخرى، ففيه يحبس المسلم نفسه عن محبوباتها وشهواتها، فجزاء الصبر الجنة، وكان الصوم نصف الصبر، قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، فهو الإحسان والجود، وفيه ليلة القدر، التي جعل فيها العمل خيرًا من الف شهر، والمحروم هو من حرم من خير هذه الليلة، روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم).

فالناظر إلى هذه الفضائل والمزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك يعرف ويقدر ثوابه جيدًا، فحري بالمسلم أن يقدره حق قدره، وأن تعرف له حقه، وأن يغتنم لياليه وأيامه، عسى أن يفوز برضوان الله تعالى، ويكتب له السعادة في الدنيا والآخرة، ويغفر له ذنوبه، وييسر له كل عسير من أمره.[3]

اقرأ أيضًا: صلاة التراويح كم ركعه في البيت

هل يجوز اصلي التراويح اربع ركعات، سميّ قيام الليل في شهر رمضان المبارك بصلاة التراويح، لأن السلف رحمهم الله كانوا إذا صلوها استراحوا قليلًا بعد كل ركعتين أو أربع ركع من اجتهادهم في تطويل الصلاة لاغتنام مواسم الأجر العظيم، وللحرص على الأجر المذكور، لا يجوز أن يصلي المسلم التراويح أربع ركعات بتشهد واحد، حسب المعتمد في المذهب الأربعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *