هل يجوز اصلي العشاء مع التراويح

هل  يجوز اصلي العشاء مع التراويح

هل يجوز اصلي العشاء مع التراويح، أقبل شهر رمضان حاملًا معه معاني الإيمان التي تتجدد في القلوب، فتزيد المؤمن قربًا من الله، ولا يمكن حصر هذه المعاني فهي أكبر من أن تحصر، بل أن كل معنى منها يعلو وينمو حتى يستوعب النفس، فلا يجد المؤمن فيها إلا لذة القيام والصيام وصلة الرحم، ويكون الذكر قرين الشكر والصبر، ويأنس بمداومة الإحسان وتلاوة القرآن، وينهل من العلم مجالس العلماء، وترفع أكف الدعاء بتضرع إلى الله عز وجل مع اليقين بالإجابة، إن شهر رمضان المبارك دعوة من الله عز وجل للرجوع إليه، والأنس بنعيم جنته والإحساس برحمته، حيث تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغل فيه الشياطين.[1]

هل يجوز اصلي العشاء مع التراويح

نعم يجوز, فإذا جاء شخص وإمام المسجد يصلي صلاة التراويح، وهذا الشخص لم يقم بأداء صلاة العشاء فإنه يدخل مع الإمام بنية صلاة العشاء، فإذا دخل معه في أول ركعة وسلم الإمام،  فإنه إذا سلم الإمام وقد صلى معه ركعتين فقط يقوم فيصلي ما فاته أي الركعتين الباقيتين، وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على هذه المسألة وفي هذه الحالة يكون المسلم مقيمًا في دولته.

أما في حالة السفر فالمسافر يشرع له القصر في  الصلاة، فيجوز له أن يقصرها في المسجد ولاحرج  عليه في ذلك, كما أنه يجوز لمن يصلي العشاء وهو مسافر أن يقتدي بالإمام في صلاة التراويح بالاعتماد على جواز الاقتداء بالإمام مع  اختلاف النية، فإذا كان المسلم ممن يجوز له القصر وصلى العشاء خلف الإمام أثناء التراويح شرع له قصرها ركعتين، عند البعض من أهل العلم ولا يجب عليه الإتمام، ويسعه الأخذ بهذا القول ما دام الأمر قد قضي، قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين  رحمه الله: هناك مسألة مهمة يسأل عنها الناس كثيرًا في رمضان، وهي إذا جاء شخص والإمام يصلي صلاة التراويح، وهذا الشخص لم يصل صلاة العشاء، ويسأل هل يجوز اصلي العشاء مع التراويح، فهل يدخل مع الإمام بنية صلاة العشاء أو يصلي وحده؟ والجواب على ذلك أن نقول: إنه يدخل مع الإمام بنية صلاة العشاء فإذا دخل معه في أول ركعة وسلم الإمام فإن كان مسافراً سلم معه، لأن المسافر يصلي العشاء ركعتين، وإن كان مقيماً فإنه إذا سلم الإمام وقد صلى معه ركعتين يقوم فيأتي بما تبقى أي الركعتين الباقيتين، وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على هذه المسألة.[2]

اقرأ أيضًا: هل صلاة التراويح تغني عن قيام الليل؟

أخطاء يقع فيها المصلين في صلاة التراويح

الإكثار والمبالغة في تتبع المساجد

ويشمل ذلك التنقل طلبًا لجمال الصوت فقط ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : (ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد) رواه الطبراني، وقد نهى السلف الصالح عن ذلك لما فيه من الهجر لبعض المساجد، وتأخير الناس عن تكبيرة الإحرام ، وما قد يحصل للمصلين من عشق الأصوات وغير ذلك ، ولكن لا حرج في التزام المصلين بمسجد معين ولو كان غير مسجده ويستمر في الصلاة فيه إلى نهاية شهر رمضان المبارك، إن وجد ذلك سببًا في الوصول للخشوع وتدبر آيات الكتاب.

الصراخ والعويل عند البكاء

وتشمل رفع الصوت في البكاء والتكلف، لأن هذا ليس من هدي السلف الصالح رضي الله عنهم، بل كان قدوتنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذا بكى سمع له صوت أزيز كأزيز المرجل فقط، فالتكلف شيء منهي عنه ، وفيه مدعاة للرياء كما أن فيه إزعاج للمصلين، إلا من غلبه البكاء فهو معذور، ولكن وجبت عليه مجاهدة نفسه، وخير الهدي هدي النبي محمد عليه أفضل السلام وأتم التسليم.

التأثر من كلام البشر ، وعدم التأثر من كلام رب البشر

ذلك بالبكاء من الأدعية فقط وأما القرآن فلا ، والله تعالى يقول : ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ).

انتظار الإمام أن يسجد والانشغال بالكلام

ويكثر هذا الفعل في الحرم الشريف، وهذا العمل فيه ترك للمتابعة مع الإمام وتفويت تكبيرة الإحرام وقراءة سورة الفاتحة، فلا يليق بالمسلم فعله.

الاكتفاء بأربع أو ست ركعات مع الإمام

من ثم خروج الرجل إلى دنياه، وفي هذا تضييع الاجر العظيم ، وقال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم 🙁 من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة )، رواه أهل السنن وهو صحيح].

الإكثار من الأكل عند الإفطار

فيأتي المصلي إلى المسجد وهو متخم بالطعام فلا يستطيع إكمال الصلاة ، أو يقوم بمضايقة المصلين بالجشاء.[3]

اقرأ أيضًا: كم ركعة صلاة التراويح في رمضان؟

حكم من لم يصلي التراويح في رمضان

صلاة التراويح سنة ،والسنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، ثبت في الصحيحين حديث عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها، أن النبي مح صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة من ليالي رمضان، فصلى الناس بصلاته، ثم صلى من القابلة فكثُر عدد الناس ثم اجتمعوا في الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلم يخرج بعد ذلك إليهم النبي محمد الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال : (قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم ). قال وذلك في ليالي في رمضان.

وفي رواية أخرى للشيخين : أن رسـول الله محمد صلى الله عليه وسلم خـرج في الليل فصلى في المسجـد، فصلى معه رجال بصلاته ، فأصبح الناس يتحدثون عن ذلك، فاجتمع أكثر منهم ، فخرج عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية أيضًا فصلوا بصلاته ، فأمسى الناس يذكرون ذلك لبعضهم، فكثر عدد أهل المسجد في الليلة الثالثة ، فخرج النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة لم يخرج إليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم، وعجز المسجد عن أهله، فطفق رجال منهم يقولون الصلاة، فلم يخرج إليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لموعد صلاة الفجر ، فلما قضيت صلا الفجر أقبل على الناس، ثم تشهد عليه السلام، فقال : أما بعد : (فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة، ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل ، فتعجزوا عنها) .[4]

هل يجوز اصلي العشاء مع التراويح، نعم يجوز ويتبعه ما له من شروط، فإذا كان المصلي مقيمًا، يقوم بالصلاة مع الإمام ويكمل ما بقى عليه من ركع، مع استحضار نية صلاة العشاء، أما المسافر فيجوز له القصر في الصلاة، فيصلى ركعتين مع الإمام باستحضار نية صلاة العشاء قصرًا.

المراجع

  1. ^ al-maktaba.org , [معاني الإيمان في شهر رمضان , 14/4/2021
  2. ^ islamweb.net , صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح , 14/4/2021
  3. ^ saaid.net , وقفات مع صلاة التراويح , 14/4/2021
  4. ^ saaid.net , فتاوى الصيام , 14/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *