حكم صلة الرحم الكافرة

حكم صلة الرحم الكافرة

حكم صلة الرحم الكافرة ، من الأحكام التي يجب على المسلمين التعرّف عليها، فصلة الرحم من الأمور التي قدسها الإسلام، واعتنى بها وحثّ المسلمين عليها، فلها أجر عظيم ويقع على تاركها اثم عظيم، ولكنّ ماذا إن كانت هذه الرحم كافرة وليست على الإسلام، فهل من الجائز صلتها، هذا ما سنعرفه في هذا المقال.

معنى صلة الرحم

قبل معرفة حكم صلة الرحم الكافرة، من الجيد أن نتحدث عن صلة الرحم في الإسلام بشكلٍ عامّ، وهي من الأمور الواجبة في الشريعة الإسلاميّة، ومعناها العامّ هو المحافظة على العلاقة الرابطة بين الأقارب بعضهم ببعض، وذلك بالإحسان إليهم ودفع الخيرات نحوهم وكفّ الأذى عنهم، وقد حرم الله سبحانه وتعالى قطيعة الرحم، وأمر بصلة الرحم وذلك في قوله تعالى في سورة البقرة:وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ[1]، والمقصود بذي القربى في الآية الكريمة هم الأرحام.[2]

حكم صلة الرحم الكافرة

في الحديث عن حكم صلة الرحم الكافرة في الإسلام فهي جائزة وذلك وفق المذاهب الأربعة الشافعيّ والمالكيّ والحنبليّ والحنفيّ، ودليلهم من القرآن الكريم على جواز صلة الرحم الكافرة قوله تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”[3]، أيّ أنّ الله تعالى لم ينهَ عن صلة الكفار غير المحاربين للإسلام، وهذا ما ينطبق على الأقارب وسواهم، أمّا دليلهم من السنّة النبوية على جوازها قول أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها: “أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً، في عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: آصِلُهَا؟ قالَ: نَعَمْ[4]، إذًا فقد سمح الرسول لأسماء أن تصل أمها وكانت غير مسلمة.[5]

فضل صلة الرحم

بعد معرفة حكم صلة الرحم الكافرة، من الجيد أن نتعرف فضل وأهمية صلة الرحم في الإسلام من خلال إدراج الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحدثت عن هذا الأمر:[6]

  • جعل الله تعالى لصلة الرحم شأنًا عظيمًا في كتابه العزيز، وأمر بصلة الأرحام ونهى عن مقاطعتهم، وقال تعالى في ذلك في سورة النساء: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا“.[6]
  • يجب على المؤمن العاقل أن يكون حريصًا على صلة رحمه فمن يقطعها لعنه الله، وقال الله تعالى في ذلك في سورة محمد: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ.[7]
  • وضح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضل صلة الرحم وبأنّها تصل من وصلها بربّه، وقد قال في ذلك في حديث روته السيدة عائشة رضي الله عنه:الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ.[8]

وهكذا نكون قد عرفنا الرحم في الإسلام، وعرفنا حكم صلة الرحم الكافرة، كما تحدّثنا عن أهمية صلة الرحم في الإسلام وعن فضلها العظيم، وبأنّ الأمر بها جاء في آيات القرآن الكريم وفي أحاديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة , الآية 83
  2. ^ saaid.net , صلة الرحم , 08-12-2020
  3. ^ سورة الممتحنة , الآية 8-9
  4. ^ صحيح البخاري , أسماء بنت أبي بكر،البخاري،5978،حديث صحيح
  5. ^ dorar.net , صِلةُ الرَّحِمِ الكافِرةِ , 08-12-2020
  6. ^ سورة النساء , الآية 1
  7. ^ سورة محمد , الآية 22-23
  8. ^ صحيح مسلم , عائشة أم المؤمنين،مسلم،2555،حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *