هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التهاب الحلق

هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التهاب الحلق

هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التهاب الحلق ؟ هو السّؤال الّذي يشكّل محور هذا المقال. حيث أنّ الكثير من المسلمين يعانون من بعض الأمراض المزمنة. ومنهم من يصيبهم أمراضٌ مؤقتةٌ في شهر رمضان الفضيل. فينصحهم الأطّباء بالإفطار خلال رمضان من أجل تناول جرعاتٍ منتظمةٍ من العلاج والدّواء. و كذلك يتساءل النّاس عن حكم الإفطار بسبب المرض. ويساعدنا موقع محتويات على معرفة الأمراض الّتي يجوز للمصابين بها الإفطار في شهر رمضان. و كذلك معرفة الأعذار الشّرعيّة الموجبة للفطر. بالإضافة إلى بيان الأسباب المعينة على الصّيام.

صيام رمضان

فرض الله تعالى الصّيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك، في السّنة الثّانية للهجرة المباركة، وقد ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّه قد صام رمضان في تسع سنوات قبل وفاته، ونزل الأمر بالصّيام في قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.[1] وقد مرّ أمر فرض الصّيام بثلاث مراحل، تختلف أحكام كلّ مرحلةٍ عن الأخرى. حيث كانت آخر مرحلةٍ منه هي الّتي استقرّ عليها الشّرع، أي أنّها صفة الصّيام في الوقت الحاليّ.

وفي صيام رمضان العديد من الفوائد والفضائل، فمثلاً الصّيام يقي ويعالج العديد من الأمراض والأسقام، كالتهاب الكلى وأمراضها. كذلك أمراض الجهاز الهضمي، ويساعد على تحسين عمل الغدد الّتي من شأنها الإشراف على عمليّات الهدم والبناء في الجسم، وإنّ من فضائل الصّيام الدّينيّة والأخرويّة، أنّ بفضل الصّيام وتأديته على أتمّ وجه، يدخل الإنسان يوم القيامة للجنّة من باب الرّيّان، ويتجاوز الله سبحانه وتعالى عن خطاياه وآثامه، كما يباعد الصّيام بين المسلم والنّار مقدار سبعين سنة، ومن الصّائمين من يمنّ الله عليهم بالعتق من النّار والنّجاة منها يوم الحساب. كما ينبغي للمسلم أن يستثمر وقته في رمضان المبارك، وأن يقضيه في العبادة والطّاعة والدّعاء. و كذلك التّضرّع والتذلّل لله سبحانه وتعالى. لينال الأجر والفضل والرّضا من الله جلّ جلاله، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: متى فرض صيام شهر رمضان المبارك

هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التهاب الحلق

إنّ إجابة هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التهاب الحلق هي أنّه يجوز الإفطار في حالة كان الالتهاب وأعرضاه في غاية الشدّة، ممّا يسبّب التّعب والإرهاق للمريض، أو إن كان الصّيام يزيد من مرضه، لكن إن كانت الحالة خفيفة ويمكن تحمّلها خلال الصّيام، وإن كان الصّيام يزيد من المرض أو يأخّر شفائه، فلا يجوز للمريض أن يفطر، فقد أباح الله -سبحانه وتعالى- للمريض بأن يفطر في شهر رمضان الكريم، لكن وجب عليه أن يقضي الأيّام الّتي أفطرها بعد انتهاء شهر رمضان، فإن لم يستطع قضائها لأنّه لم يُشفى فعليه فدية، وذلك أن يطعم عن كلّ يومٍ أفطره مسكيناً.

كذلك قال تعالى في محكم تنزيله: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.[3] لكنّ الفقهاء والعلماء المسلمين قد بيّنوا وشرحوا أحكام هذا التّشريع، وكذلك أنواع الأمراض الّتي توجب الإفطار خلال أيّام رمضان المبارك، وكذلك قد انتهت الآية الكريمة بأنّ تحمّل المشقّة والمرض مع الصّيام أفضل للمسلم، وأثوب له وأفضل، فقد أشارت الآية إلى أنّ الصّيام في حالة المرض خيرٌ للمسلم من الإفطار، لكن إن لم يصم المريض وأفطر فلا حرج عليه بذلك إطلاقاً، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يفطر من تناول حبة الدواء بدون ماء

ما هو المرض الذي يبيح للصائم أن يفطر؟

قد أُجيب فيما سبق على السّؤال المطروح والّذي يقول: هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التهاب الحلق  وبُنيت الإجابة على ما أفاد فيه العلماء من أحكام المرض الّذي يُوجب الإفطار في رمضان، وهذه الأحكام هي ما اتّفقت عليه المذاهب الفقهيّة الأربعة، وما ذهب إليه الكثير من علماء الأمّة الإسلاميّة، فقد قالوا بأنّ المسلم الصّائم لا يصحّ ولا يجوز له الإفطار في رمضان الكريم إلّا إن أصابه مرضٌ شديد، وما عنوه بالمريض الشّديد أن يكون به أحد الشّروط الآتية:[5]

  • أوّلاً: المرض الّذي يمكن أن يزداد بسبب مشقّة الصّيام وتعبه.
  • ثانياً: المرض الّذي يتأخر شفاؤه مع الصّيام في رمضان.
  • ثالثاً: المرض الّذي لا يمكن أن يحتمل صاحبه مشقّة الصّيام مع أعراض مرضه.
  • رابعاً: الخوف من حدوث المرض أو تجدّده بسبب الصّيام وجهده والإرهاق الّذي يحدث بسببه.
  • أمّا من يقول أنّ يجوز لمرض أن يُفطر ولو كان مرضه يسيراً، فهذا قولٌ لا صحّة له عند جمهور العلماء وقد ردّوه لما فيه من خطأ، فكما جاء عن ابن عثيمين أن لا يجوز للمسلم أن يُفكر عند الإصابة بالأمراض اليسيرة والبسيطةى، كصداع الرّأس أو الزّكام، فهذه الإصابات يمكن للمسلم أن يتحمّلها أثناء الصّيام، ولا يتأثّر كثيراً بها خلال النّهار، والله أعلم.

الأعذار الموجبة لإفطار رمضان

رحم الله تعالى عباده الفقراء في الأرض. و كذلك خفّف عنهم الكثير من الأحكام الشّرعيّة في الفروض والتّكاليف. وذلك لئّلا تكون العبادة شاقّةٌ وصعبةٌ عليهم. ومن الأحكام الّتي  خُفّفت في دين الإسلام، عبادة الصّيام. فقد جعل الله تعالى أعذاراً شرعيّةً تبيح لمن كانت لديه هذه الأعذار أن يُفطر ولا يصوم. وهذه الأعذار هي:[6]

  • الحيض أو النّفاس عند المرأة المسلمة، حيث عليها أن تقضي أيّام فطرها بعد انتهاء فترة الحيض أو النّفاس.
  • صاحب المرض الشّديد الّذي يلاقي المشقة مع الصّيام، عليه قضاء أيّام إفطاره بعد الشّفاء، أمّا إن كان مرضه مزمناً، فوجبت عليه الفدية.
  • المسافر الّذي قد قطع ما يزيد عن الواحد والثّماني كيلو متراً، وعليه قضاء الأيّام الّتي أفطرها المسافر، فإن  لم يستطع القضاء، فوجبت له الفدية كفدية المريض.
  • المجنون لا يصوم حتّى يعود عقله، وليس عليه فديةٌ أو قضاء.
  • المغمى عليه: لا يصوم حتّى يفيق من إغمائته، ووجب عليه القضاء.
  • الصّبيّ الصّغير غير المكلّف، وليس عليه قضاءٌ أو فدية.
  • الجوع والعطش الشّديد الّذي يودي إلى الهلاك، فيفطر المسلم وعليه القضاء.
  • الحامل والمرضع إذا حدث لهما ضررٌ لنفسيهما أو لطفليهما، ووجبت عليهما القضاء مع الافتداء.
  • صاحب العمل الشّاق المتعب، جاز له الإفطار مع القضاء.
  • المسنّون والشّيوخ، إذا شقّ عليهم الصّيام يفطرا ويفتديا إن لم يستطيعا القضاء.

الأسباب المعينة على صيام رمضان

كذلك الإجابة على سؤال هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التهاب الحلق وبيان الأعذار الموجبة للإفطار. يدفع إلى ذكر الأسباب المعينة على صيام رمضان. فإنّ الصيام عبادةٌ عظيمة وجليلة، وينبغي على كلّ مسلمٍ أن يؤدّيها على أتمّ وجهٍ، وعلى الصّفة العظيمة الّتي أمر بها الله تعالى، ولا يجوز له التّكاسل عن العبادة أو التّقاعص عنها، فينقص من أجره ويفوته الخير الكثير، ولذلك ستُذكر فيما يأتي بعض الأسباب الّتي تعين على صيام شهر رمضان:[7]

  • معرفة أجر الصّائم والخير الّذي يناله.
  • معرفة منزلة ودرجة الصّائم عند الله تعالى.
  • إلمام الصّائم بأحوال الفقراء والمحتاجين والشّعور بهم.
  • معرفة فضائل الصّيام والإعجاز العلميّ فيه.
  • الإقدام على التّوبة قبل بدء الصّيام.
  • اغتنام الوقت بالدّعاء والعبادة.
  • اتّباع سنّة نبيّ الله -صلّى الله عليه وسلّم- في رمضان.

شاهد أيضًا: حكم العادة السرية في نهار رمضان

الصيام ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وله المكانة العظيمة في الإسلام، ووجب على المسلمين تقدير مكانة الصيام ومنزلته الكبيرة، ويكون ذلك بالتزام أمر الله بالصيام، والتّعرّف على أحكامه والتزامها، في جميع الأحكام والظّروف. و كذلك قد بيّن المقال هل يجوز الافطار في رمضان بسبب التهاب الحلق ، بالإضافة إلى الأمراض التي توجب الإفطار. والأسباب المعينة على صيام شهر رمضان المبارك.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة , الآية 185
  2. ^ alukah.net , فضل شهر رمضان , 12/04/2021
  3. ^ سورة البقرة , الآية 184
  4. ^ islamweb.net , ماهية المرض المبيح للإفطار في رمضان , 12/04/2021
  5. ^ islamqa.info , ما هو المرض الذي يبيح للصائم أن يفطر؟ , 12/04/2021
  6. ^ alukah.net , الرخصة والفدية والقضاء في رمضان , 12/04/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *