هل يفطر من تناول حبة الدواء بدون ماء

هل يفطر من تناول حبة الدواء بدون ماء ؟ هو الموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال. فالصيام من أكثر العبادات في الإسلام الّتي تكثر أحكامها. وتفصيلاتها الدّقيقة. و كذلك الصّيام هو عبادةٌ خاصّةٌ تعتمد على أمانة المسلم في المقام الأوّل. وفي شهر الصّيام ترد العديد من الأسئلة عن أحكام الصيام، و كذلك يبحث المسلم عن فتاوى الفقهاء في بعض الأمور المستجدّة. ويهتمّ موقع محتويات في بيان بعض الأحكام كتناول الدّواء عند الصّيام. كذلك حكم الإفطار في نهار رمضان، وبعض الأحكام الأخرى.

حكم الإفطار في شهر رمضان

قبل كل شيء وقبل بيان هل يفطر من تناول حبة الدواء بدون ماء لا بدّ من الإشارة إلى حكم الإفطار في شهر رمضان. فقد حذّر وشدّد بالتّحذير رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من يفطر في رمضان من غير عذرٍ شرعيّ. وقد استحلّ ذلك لنفسه فهو قد خرج عن ملّة الإسلام، ويجب أن يستتاب. أمّا من أفسد صيام يومه وهو عالمٌ بحرمانيّة هذا الأمر، وتاب إلى الله تعالى ورجع عن ذنبه، فتجب عليه الكفّارة. وحسب ما جاء عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ كفّارة الصّيام هي إعتاق رقبةٍ فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين. ومن لم يستطع فإطعام ستّين مسكيناً.

وقيل عن بعض العلماء كأبي حنيفة ومالك بأنّ هذه الكفّارة واجبةٌ على من جامع في نهار رمضان ومن أفطر لشيءٍ آخر كالأكل أو الشّرب وغيرها من مفسدات الصّيام. أمّا في المذهب الحنبليّ والمذهب الشّافعيّ فقد ذهبوا إلى أنّ من يفطر في نهار رمضان بغير الجماع في نهاره. فلا كفّارة عليه سوى قضاء اليوم الّذي أفطره. وإنّ من أفطر في نهار رمضان لعذرٍ شرعيٍّ كالسفر أو المرض، فلا حرج عليه ولا إثم. ولكن وجب عليه قضاء الأيّام الّتي أفطرها، فأما من لم يكن بمقدوره فعل ذلك، وجبت عليه الكفّارة وهي إطعام عن كلّ يومٍ مسكيناً، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم سماع الأغاني في رمضان

هل يفطر من تناول حبة الدواء بدون ماء

ومن الأسئلة التي ترد في أيّام شهر رمضان المبارك: هل يفطر من تناول حبة الدواء بدون ماء ؟ إنّ تناول الدّواء في نهار رمضان يفسد الصّيام سواءً كان بماء أو بدون ماء. شهر رمضان هو أعظم شهرٍ في السّنة الهجريّة، فهو الشٍهر الّذي نزل فيه القرآن الكريم على قلب النّبيّ عليه الصّلاة، وهو الشّهر الّذي فرض فيه الله تعالى الصّيام على المسلمين، قال الله تعالى في محكم تنزيله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.[2]

والله -تبارك وتعالى- قد شرّع عند الصّيام بعضاً من الأعذار الشّرعيّة. والّتي إذا توافرت عند الصّائم، جاز له أن يفطر. وهي السّفر والمرض. وبما أنّ الله تعالى هو من أحل للعبد عند مرضه وتعبه أن يُفطر، فلا حرج عليه بذلك. أمّا من أصرّ على الصّيام وهو يأخذ دواءً وعلاجاً. فعليه إن استطاع أن يصبر على الصّيام، فإن جاء وقت الإفطار أخذ علاجه. وغير ذلك لا يجوز له أخذ الدّواء خلال الصّيام. و كذلك الفطر له أفضل. وعند انتهاء علاجه يقضي الأيّام الّتي أفطرها، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما حكم من جامع زوجته في نهار رمضان جاهلا

حكم إفطار المريض في رمضان

كذلك بعد بيان هل يفطر من تناول حبة الدواء بدون ماء لا بدّ من بيان حكم إفطار المريض في رمضان. وفي ذلك قال الله تعالى في محكم تنزيله: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.[5] أحل ّالله تعالى لعباده في الأرض الإفطار لسببين اثنين فقط، وكان ذلك رحمة ًمنه -جلّ وعلا- بعباده الضّعفاء، والأعذار الشّرعيّة للإفطار في شهر رمضان هي السّفر أي عندما يخرج المسلم في نهار رمضان مسافراً، فلا حرج عليه إذا أفطر، والسّبب الثّاني أن يكون المسلم مريضاً مرضاً مزمناً أو مؤقّتاً، فلا بأس إن أفطر في نهار رمضان يوماً أو أكثر، حتّى يتمّ شفاؤه.

وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- واجب المسلم إن أفطر لهذه الأسباب الشّرعيّة في رمضان، وهو أنّ عليه أن يقضي الأيّام الّتي أفطرها، إنّ شاء قضاها متتاليةً وهذا أفضل وأصوب، وإن شاء قضاها متفرّقةً بحسب استطاعته، لكن من كان مرضه مزمناً، ولم يُشف منه، وكان علاجه طويلاً والمريض غير قادرٍ على الصّيام، في رمضان أو غير رمضان، وجبت عليه الكفّارة، وهي أطعام عن كلّ يومٍ قد أفطر فيه مسكيناً، بحيث يطعمه نصف صاعٍ من التّمر أو الرّز أو أي شيءٍ تقتات منه النّاس أو المشهور في بلده، وكذلك الإفطار مباحٌ للعجائز وكبار السّنّ الّذين يكونو غير قادرين على الصّيام، لكن أيضاً تجب عليهم الكفّارة نفسها، والله أعلم.[6]

أحكام أخذ العلاج في رمضان

إنّ تناول الدّواء خلال الصّيام في نهار رمضان، قد عدّه علماء المسلمين من مفسدات الصّيام. فالدّواء يعطي الجسم ما يحتاجه من نواقص، فلا يجوز تناوله خلال الصّيام. وقد اُختصر النّقاش والحكم بتناول الدّواء من عدمه في رمضان بالآية الكريمة الّتي تبيح الإفطار لمن كان مريضاً ويتناول جرعاتٍ منتظمةٍ من الدّواء. فيقضي من أفطر أيّام صومه، وفي حال عدم قدرته على القضاء، أحلّ الله تعالى له الكفّارة بدلاً عن الصّوم وعوضاً عنه. لكنّ من استطاع من المرضى الصّيام وتنظيم الدّواء وجرعات العلاج بحسب وقت الإفطار ووقت السّحور. فالواجب عليه أن يفعل ذلك ويصوم نهار رمضان. فينظّم بذلك صيامه مع جرعات الدّواء الّتي يتناولها. فلا يضيّع أجر الصّيام في رمضان. و كذلك ولا يضيّع منفعة الدّواء فيزيد مرضه، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: ما حكم دعاء نية الصيام في رمضان

هل يفطر من تناول حبة الدواء بدون ماء مقالٌ فيه تمّ الإشارة إلى أنّ الله تعالى قد أعطى كلّ يسيرٍ لعباده الضّعفاء في الأرض. و كذلك سخره لهم في كل ّالتّكاليف الشّرعيّة في الإسلام. ولم يشقق عليهم في شيءٍ ولم يحمّلهم ما لا طاقة لهم به. و كذلك أحد التّسهيلات والتيسيرات في العبادات هو الإفطار في رمضان عند المرض أو السّفر. حيث قدّم هذا المقال حكم الإفطار عند المرض وحكم أخذ الدّواء في شهر رمضان أثناء الصّيام.