هل يجوز جمع العصر مع الجمعة

هل يجوز جمع العصر مع الجمعة

هل يجوز جمع العصر مع الجمعة من أكثر الأسئلة التي تهم الكثير من المسلمين، حيث أن الجمع في الصلوات هو الجمع بين اثنين من الصلوات في وقت واحد، ويعد ذلك الحكم من ضمن الأحكام المباحة شرعًا مثل الجمع بين المغرب والعشاء فيقوم المصلي بتقديم صلاة العشاء وصلاتها مع صلاة المغرب، وذلك هو الجمع بالتقديم، ومن الممكن للمصلي تأخير صلاة المغرب لتأديتها مع صلاة العشاء وذلك يسمى جمع بالتأخير.

هل يجوز جمع العصر مع الجمعة

اختلف الفقهاء في جواز الجمع بين صلاة العصر مع الجمعة، كالآتي:

  • أولًا الحنفيّة: أجاز الحنفية جمع صلاة العصر مع الجمعة ولكن في غير النسك يكون عرفة والمزدلفة
  • ثانيًا المالكيّة والحنابلة: لو يجز المالكية والحنابلة الجمع بين كل من صلاة العصر والجمعة، وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك مطلقًا، حيث ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الجمع بين صلاة الظهر والعصر، والضهر ليس كصلاة الجمعة فبالتالي لا يجوز القياس عليه بالنسبة لصلاة الجمعة.
  • ثالثًا الشافعيّة: أجاز الشافعية الجمع بين صلاة الجمعة والعصر مطلقًا قياسًا على الجمع بين صلاة الظهر والعصر.

كما أن الصلوات التي يجوز أن يجمع بينها وبين غيرها هي العصر والظهر والمغرب والعشاء، ودل على ذلك ما ورد عن الصحابيّ الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه إذ قال:”أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في غزوةِ تبوكٍ، إذا ارتحلَ قبلَ زيغِ الشمسِ، أخَّرَ الظهرَ إلى أن يجمعَها إلى العصرِ، فيصليهِما جميعًا، وإذا ارتحلَ بعدَ زيغِ الشمسِ، عجَّلَ العصرَ إلى الظهرِ، وصلى الظهرَ والعصرَ جميعًا، ثم سار، وكان إذا ارتحلَ قبلَ المغربِ، أخَّرَ المغربَ حتى يصليها مع العشاءِ، وإذا ارتحلَ بعد المغربِ عجَّل العشاءَ فصلاها مع المغربِ”.

ورد أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: “جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعصرِ والمغربِ والعشاءِ بالمدينةِ من غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ”.

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر

ما هي سنن يوم الجمعة؟

يسن يوم الجمعة العديد من الأمور التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعلها الصحابة رضوان الله عليهم من بعده، من أهم تلك الأمور، ما يلي:

الاغتسال

حيث ورد عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم قال: “إِذَا جَاءَ أحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ”. استعمال الطيب وارتداء أجمل الثياب حيث ورد عن سلمان الفارسيّ رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم-قال: “لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى”.

التكبير للصلاة

وذلك بدليل ما ورد عن أبو هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى كُلِّ بَابٍ مِن أبْوَابِ المَسْجِدِ المَلَائِكَةُ، يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ”.

يستحب الذهاب لصلاة الجمعة مشيًا

بدليل ما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ، وبَكَّرَ وابتَكرَ ، ومشى ولم يرْكب ، ودنا منَ الإمامِ ، فاستمعَ ولم يلغُ ، كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ ، أجرُ صيامِها وقيامِها”.

الانصات والاستماع للخطبة

بدليل ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَومَ الجُمُعَةِ: أنْصِتْ، والإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ”.

صلاة تحية المسجد

بدليل ما روي عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه إذ قال: “جَاءَ سُلَيْكٌ الغَطَفَانِيُّ يَومَ الجُمُعَةِ، وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، فَجَلَسَ، فَقالَ له: يا سُلَيْكُ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا، ثُمَّ قالَ: إذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِمَا”.

قراءة سورة الكهف

بدليل ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا”.

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

حيث روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: “إنَّ من أفضلِ أيَّامِكم يومَ الجمعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ وفيهِ النَّفخةُ وفيهِ الصَّعقةُ فأَكثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ فقالَ رجلٌ يا رسولَ اللَّهِ كيفَ تُعرضُ صلاتُنا عليْكَ وقد أرِمتَ يعني بَليتَ قالَ إنَّ اللَّهَ حرَّمَ على الأرضِ أن تأْكلَ أجسادَ الأنبياءِ”.

وفي النهاية نكون قد عرفنا هل يجوز جمع العصر مع الجمعة حيث اختلف الفقهاء في جواز الجمع بين صلاة العصر مع الجمعة، حيث أجاز الحنفية جمع صلاة العصر مع الجمعة ولكن في غير النسك يكون عرفة والمزدلفة، ولم يجز المالكية والحنابلة ذلك مطلقًا، مع جوازه من قبل الشافعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *