هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة ابن باز

هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة ابن باز؟، معلومٌ أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- شرع للمسلمين صلاةَ الوترِ، لكن كم عددُ ركعاتِ هذه الصلاةِ؟ وهل يجوزُ للمسلمِ أن يكتفي بركعةٍ واحدةٍ؟ وما هو أقل عددٍ لها؟ وما أكثر عدداً؟ وهل هي واجبة؟ أم سنةٌ مستحبةٌ عن النبيِّ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ تفاصيل الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتوياتٍ، بحسب العناوين الآتية.

هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة ابن باز

بعد البحث في موقع ابنِ بازٍ، تبيَّن جواز الاكتفاء بركعةٍ واحدةٍ لصلاةِ الوترِ، حيث استدلَّ الشيخ بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الوِترُ حقٌّ فمن شاءَ أوترَ بسبعٍ، ومن شاءَ أوترَ بخمسٍ ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ ومن شاءَ أوترَ بواحدةٍ)،[1][2] ولا بأس في هذه الفقرة من بيان أقوال أهل العلم في أقل الوتر وأكثره:

أقل الوتر

ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنَّ أقلَّ الوترِ ركعةً واحدةً، وهذا اختيار ابن باز، إلَّا أنَّ الاقتصار عليها يعدُّ خلاف الأولى؛ إذ أنَّ أدنى الكمال هو ثلاث ركعاتٍ، بينما ذهب الحنفية إلى عدم جواز الاقتصار على ركعةٍ واحدةٍ، والله تعالى أعلى وأعلم.[3]

أكثر الوتر

ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنَّ أكثر الوترِ إحدى عشرة ركعةً، وذهب الشافعية في روايةٍ أخرى إلى أنَّ أكثرها ثلاث عشرة ركعةٍ؛ مستدلين بقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: حيث قالت: (انَ يوترُ بأربعٍ وثلاثٍ وستٍّ وثلاثٍ وثمانٍ وثلاثٍ وعشرٍ وثلاثٍ، ولم يَكُن يوتِرُ بأنقصَ من سبعٍ ولا بأكْثرَ من ثلاثَ عَشرةَ).[3]

حكم صلاة الوتر

لقد تباينت آراء أهل العلم في حكم صلاةِ الوتر، حيث ذهب بعضهم إلى وجوبها، وذهب آخرون إلى استحبابها، وفي هذه الفقرة من هذا المقال، سيتمُّ التفصيل في بيان هذين القولينِ، وفيما يأتي ذلك:

القول بوجوب صلاة الوتر

ذهب فقهاء الحنفية إلى أنَّ صلاةَ الوترِ واجبةٌ على المسلم، وقد استدلَّ أصحاب هذا القول بعددٍ من النصوص الشرعية، وفيما يأتي ذكرها:[3]

• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الوِترُ حقٌّ فمن شاءَ أوترَ بسبعٍ ومن شاءَ أوترَ بخمسٍ ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ ومن شاءَ أوترَ بواحدةٍ).[1]
• قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ زادَكُم صلاةً, وهي الوِترُ, فصلُّوها بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجرِ).[4]
• أنَّ صلاة الوتر تُقضى.

القول باستحباب صلاة الوتر

ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى استحباب صلاة الوترِ لا وجوبها، وقد استدلَّ أصحاب هذا القول بعددٍ من الأدلة الشرعية، وفيما يأتي ذكرها:[3]

• الحديث الذي رواه طلحة بن عبيد الله حيث قال: (جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولَا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتَّى دَنَا، فَإِذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ).[5]
• الحديث الذي رواه عبادة بن الصامت حيث قال: (خمسُ صلواتٍ افترضَهُنَّ اللَّهُ علَى عبادِهِ فمن جاءَ بِهِنَّ لم ينتقِصْ منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ فإنَّ اللَّهَ جاعلٌ لَه يومَ القيامةِ عَهْدًا أن يُدْخِلَهُ الجنَّةَ ومن جاءَ بِهِنَّ قدِ انتقَصَ منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ لم يَكُن لَه عندَ اللَّهِ عَهْدٌ إن شاءَ عذَّبَهُ وإن شاءَ غفرَ لَهُ).[6]

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة ابن باز؟ كما تمَّ بيان أقلِ الوتر عند الأئمة الأربعة، وأكثر، بالإضافة إلى بيان أدنى الكمال، ثمَّ تمَّ بيان حكم صلاةِ الوترِ عند الأئمة الأربعة مع ذكر الأدلة الشرعية لكلِّ فريقٍ.