هل يجوز صيام عاشوراء بنية قضاء رمضان

هل يجوز صيام عاشوراء قبل قضاء رمضان

هل يجوز صيام عاشوراء بنية قضاء رمضان من الأسئلة التي سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي يصادف اليوم العاشر من شهر محرم، أحد أشهر السنة الهجرية، ويطلق عليه المسلمون لهذا السبب “اليوم العاشر”، إنه يوم مهم لجميع المسلمين، ويعتبره الشيعة من أهم أيامهم، إذ في هذا اليوم قتل “الحسين بن علي” حفيد رسولنا الكريم محمد “صلى الله عليه وسلم”، وقتل في معركة كربلاء، ولهذا يعتبر الشيعة هذا اليوم يوم حزن، وهم يقومون بشعارهم الخاص في هذا اليوم، ,يعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في إيران والعراق والبحرين والهند وباكستان ولبنان.

هل يجوز صيام عاشوراء بنية قضاء رمضان

نعم يجوز للعبد المسلم أن يصوم يوم عاشوراء بنية القضاء، ولا شك في أن قضاء الصوم الواجب أهم من صيام النافلة، فإذا كان للإنسان أيام من رمضان، أو أيام حج، أو كفارات، فهي أهم من صيام النافلة، لا شيء يمنعه من صيام عاشوراء إلا لقضاء اليوم الذي عليه والأيام التي عليه فيها.[1]

هل يجوز الصيام بنية القضاء والتطوع

وما أفطره المندوب من رمضان لسبب ما، فعليه أن يقضيه؛ لقول الله تعالى: (ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر)، ولكن لا يجب القضاء في الحال، ولا يشترط القضاء بالتتابع، إلا إذا بقي في شعبان نفس القدر الذي يمكن قضاؤه فلا يجوز في هذه الحالة تأخير القضاء، ذلك لأنه ثبت في صحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان على أن أصوم من رمضان إلا في شعبان،

من أخره القضاء حتى دخله رمضان آخر بغير عذر: من سفر أو مرض فقد أثم، وعليه قضاء كفارة صغرى، وهي إطعام مسكين عن كل يوم، إذا دخل في صيام يوم بقصد قضاء رمضان فلا يجوز له قطعه بغير عذر لأن مكان التوسع وقت القضاء عليه قبل بدئه ولكن بعده، البداية، يجب أن يكملها، أما من تأمل في الأيام التي يريد أن يصومها – كالأيام البيض ويوم عرفة ونحوها – أو فاتها وهو يتابع صيامه لقضائها، فيصومها مع نية قضاءه دون أن يقصد غيره يأمل أن ينال مثل أجر من صام تلك الأيام، هل يعتبر صومه صوماً قضاءًا أم نافلة أم لا يقع على أحدهما؟ الخلاف بين العلماء، وحرصًا على الأحوط في أداء الواجب على الوجه الذي لا خلاف فيه، فالأولى لمن كان عليه قضاء القضاء ألا يشرك غيره في ذلك النية، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما هي قصة صيام يوم عاشوراء

أحكام متعلقة بيوم عاشوراء

وفيما يأتي بيان بعض الأحكام المتعلقة بيوم عاشوراء:

  • كان صوم يوم عاشوراء واجباً على المسلمين قبل فرض صيام رمضان، لكن فرض عاشوراء ألغى بفرض رمضان.
  • ويستحب صيام عاشوراء بعد فرض رمضان، فالذي أنقذ الله فيه موسى، وأغرق فرعون ومن معه، فصام موسى عليه الشكر والحمد لله، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أنا أولى بموسى منهم”، أي أن الرسول صامه، وأمر بصيامه.
  • يجوز للمسلم أن ينوي صيام عاشوراء والتوسع في النهار، ولكن الأفضل والأكثر اكتمالاً جعل النية من الليل صيامهما.
  • ويجوز صيام عاشوراء لمن عليهما أن يصومهما، إلا أن النية في القضاء، فينال العبد أجر الحكم وأجر عاشوراء على الأقوال الصحيحة.
  • واعلم أنه لا يجوز قضاء يوم عاشوراء، ولأنها تحدد بوقت، وبمرور الوقت ينقطع الصيام، فتقيد صلاة النافلة بقيد وسبب، وزوال السبب ينفي القضاء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تكفير عاشوراء: “كفارة الطهارة والصلاة وصوم رمضان وعرفة وعاشوراء في وقتها فقط”، ويؤيده قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الصَّلواتُ الخمسُ والجمُعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ ما بينَهنَّ إذا اجتنَبَ الْكبائرَ)، فلا دليل من السنة النبوية، أو من أفعال الصحابة، أو التابعين لإثبات صحتها أو ضعفها، أو من أقوال أئمة علماء المسلمين، أو أقوال أئمة المذاهب الأربعة التي تدل على التعبير عن السعادة والمصافحة وطبخ الحبوب وأكل يوم عاشوراء.[3]

هل يجوز الصيام بنيتين

إن الجمع بين عبادتين من جنس واحد بنية واحدة، يُعرف عند العلماء بمسألة التشريك، وحكمه أنه إذا كان في ما يتداخل أو كان في الوسائل، صح وحصل المطلوب من العبادتين، كاغتسال الجنب يوم الجمعة عن الجنابة والجمعة معاً، وكذلك الحكم لو كانت إحداهما مقصودة بذاتها، والأخرى مقصودة لغيرها، كتحية المسجد مع السنة الراتبة فإن السنة الراتبة مقصودة لذاتها، وتحية المسجد مقصودة لشغل البقعة بالصلاة.

وأما إذا كانت العبادات مما لا تداخل بينها أو كانت كلها مقصودة لذاتها فلا يصح التشريك كصيام القضاء أو المنذور مع الستة من شوال بنية التشريك، فهذا لا يصح لأن القضاء والنذر والستة من شوال كلها مقصودة لذاتها، وكما لو صادف يوم عاشوراء الخميس، فلا يصح أن ينوي الاثنين معاً فيجعل ذلك اليوم الواحد عن عاشوراء وسنة صيام الخميس، لكن للخروج من الخلاف في هذه الحالة ينوي يوم عاشوراء وحده لعدم صحة التشريك، ويُرجى له حصول ثواب سنة صيام الخميس، لكنه لا يكون مثل صيامه منفرداً.

قال الطبلاوي في حاشيته على تحفة المحتاج: قال في النهاية: “وَلَوْ صَامَ فِي شَوَّالٍ قَضَاءً أَوْ نَذْرًا أَوْ غَيْرَهُمَا أَوْ فِي نَحْوِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ حَصَلَ لَهُ ثَوَابُ تَطَوُّعِهَا كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ رحمه الله تعالى تَبَعًا للبارزين والأسفون والناشرين وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ لَكِنْ لَا يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ الْكَامِلُ الْمُرَتَّبُ عَلَى الْمَطْلُوبِ”.

فضل صيام يوم عاشوراء

سيتم فيما يأتي بيان الأحاديث الدالة على فضل صيام يوم عاشوراء:

  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: ما هذا؟، قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).
  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: (ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ، يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ).

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده

حكم صيام عاشوراء قبل القضاء

اختلف الأئمة الأربعة في حكم صيام عاشوراء قبل قضاء رمضان على ثلاثة أقوال:

  • القول الأول: يجوز للمسلم أن يصوم يوم عاشوراء قبل قضاء الصوم بغير مكروه، وهذه هي المذهب الحنفي، لا يجب أن يتم القضاء على الفور.
  • القول الثاني: صيام يوم عاشوراء قبل قضاء رمضان جائز، مع أنه مكروه، وهذا هو المذهب المالكي والشافعي.
  • القول الثالث: لا يجوز صيام عاشوراء قبل رمضان إذا كان لدى المسلم وقت كاف ليقضي فيه أيامه، وهي المذهب الحنبلي.

حكم إفراد عاشوراء بالصيام

تفرد صيام عاشوراء جائز عند العلماء، لكن وقع بينهم خلاف في كره صيامه، فقد ذهب بعضهم إلى جواز إفراده بالصيام بغير كره، وذهب آخرون إلى جواز إفراد الصوم، ولم يحصل اتفاق على ذلك.

دليل صيام يوم عاشوراء

عن ابن عباسٍ -رضي الله عنه- حيث قال: “قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِ”.

بينا في هذا المقال الإجابة على سؤال هل يجوز صيام عاشوراء بنية قضاء رمضان ؟ وبينّا أن الأولى لمن عليه قضاء رمضان أن يسارع بالصيام، ممّا يعني عدم جواز الإشراك بنيّة الصيام، والله تعالى أعلم وأحكم.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , حكم صيام عاشوراء قضاء , 06-08-2021
  2. ^ islamweb.net , حكم إشراك النية , 06-08-2021
  3. ^ islamweb.net , الجمع بين الصيام بنيتين , 06-08-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *