شروط صيام رمضان في المذاهب الأربعة

شروط صيام رمضان في المذاهب الأربعة يبحث عنه الكثير خاصة عند دخول شهر رمضان المبارك، وتختلف المذاهب الأربعة عن بعضها البعض في الشروط التي وضعتها لصيام شهر رمضان المبارك فالشرط هي الأمر المستقل عن الشيء والذي لا يمكن العمل ولا يتم قبوله إلا من خلاله لذا فأن هذه الشروط مهمة للغاية في التعرف عليها حتى يكون الصوم بشكل صحيح، وفي هذا المقال سوف نقوم بتناول كافة المذاهب في شروط الصيام فتابعوا معنا.

شروط صيام رمضان في المذاهب الأربعة

يجب معرفة أن الركن والشرط من أساسيات قبول الأعمال حيث أن الشرط لا يلزم من وجوده الوجود، أما الركن الذي يشترط من وجوده الوجود هو الإسلام الذي يلزم من وجوده وجود الصلاة، ومن أهم شروط صيام رمضان في المذاهب الأربعة ما يلي:-

شروط الصيام عند الشافعيّة

قام اتباع الشافعية بوضع البعض من الشروط التي يجب توافرها عند من يرغب في صيام شهر رمضان المبارك ومن الشروط التي وضعتها الشافعية هي:

• الإسلام: حيث أن المسلم مطالب بالصيام وسوف يحاسب عليه في الآخرة.
• التكليف: ويقصد بالتكليف هو البلوغ والعقل فالشخص الغير مكلف لا يوجد عليه تكليف من التكاليف الشرعية.
• الخلو من الأعذار التي قد تمنع الشخص من الصيام: ومنها الحيض والنفاس والإغماء وكذلك الجنون على أن تكون طوال اليوم، أما في حالة أفاق في أي وقت من نهار رمضان فيجب عليه الإمساك باقي اليوم، كما يوجد بعض الأعذار المبيحة للإفطار ومنها المرض الشديد ولكن يجب أن يكون المرض مؤدي إلى الهلاك، كما يمكن الإفطار بسبب السفر الطويل والذي لا تقل مسافته عن ثلاثة وثمانين كيلومتر.

شروط الصيام عند الحنفيّة

قامت الحنيفة بوضع بعض الشروط حتى يمكن صيام شهر رمضان وهذه الشروط مهمة للغاية ومنها ما يلي:

• الإسلام: حيث يجب معرفة أن الصيام عبادة للمسلم.
• العقل: فلا يمكن الصيام بالنسبة للشخص المجنون أو الصغير أو المغمى عليها لما ورد عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه (رُفِعَ القلَمُ عن ثلاثة ٍعن النائمِ حتى يستيقظَ وعن الطفل ِحتى يحتلِمَ وعن المجنونِ حتى يبْرَأَ أو يعقِلَ).
• البلوغ: حيث لا يجب الصيام على الصبي المميز ولكن يمكن أن يصوم.
• العلم: بوجوب الصيام حيث يمكن للشخص الجاهل بالصيام في حالة نشأ بعيداً عن الإسلام والمسلمين ولا يعذر العالم الصيام.

هناك بعض الشروط لوجوب الصيام وهي:

• السلامة من المرض: وذلك لقوله تعالى (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
• الطهارة من الحيض والنفاس: فلا يمكن الصيام على المرأة الحائض أو المرأة النفساء.
• الإقامة: حيث أنها مهمة للغاية في وجوب الصيام.
• النية :كذلك من أهم شروط الصيام وهي العزم على الصيام.

شروط الصيام عند المالكيّة

لقد قام المالكية أيضًا بوضع بعض الشروط حتى يكون الصيام صحيح بالنسبة لشهر رمضان ومن هذه الشروط ما يلي:

• البلوغ: حيث أن الصبي لا يوجد عليه صيام حتى وإن كان الطفل مميز.
• القدرة على الصيام: وهي واحدة من أهم شروط الصيام فالعاجز لا يجب الصيام عليه.
• الإسلام: كذلك من شروط صحة الصيام حيث أن المسلم مخاطب بأوامر الشريعة الإسلامية.
• النية: كذلك من أهم الاشياء التي تحقق صحة الصيام فلابد من النية في الصيام وذلك حتى تتميز العبادة عن العادة ويمكن للصائم نطقها.
• الزمان الذي يمكن فيه الصيام: حيث أنه لا يمكن الصيام يوم العيد.

شاهد أيضًا: هل خروج الدم من الانف يبطل الصيام

شروط الصيام عند الحنابلة

قام الحنابلة بوضع بعض الشروط التي يجب وضعها في الاعتبار حتى يمكن صيام شهر رمضان بالطريقة الصحيحة التي تقرب العبد من ربه ومن هذه الشروط ما يلي:

• الإسلام: حيث أن لا يفرض الصيام إلا على المسلم.
• العقل: فلا يمكن الصيام على من أصابه الجنون أو الإغماء بعد أن عَقد النيّة على الصيام.
• البلوغ: وهو من شروط وجوب الصيام حيث أن الغير بالغ لا يؤمر بالصيام.
• القدرة على الصيام: كذلك شيء مهم للغاية فلا يجب الصيام على المريض أو العاجز حيث أن الصيام يصعب عليهما.
• من الشروط الأخرى لوجوب الصيام هي الطهارة من الحيض والنفاس.
• التمييز كذلك مهم فلا يمكن صيام غير المميز وكذلك يجب عقد النية على الصيام من الليل.[1]

آداب الصيام

يوجد بعض الآداب التي يجب التعرف عليها عند البدء في صيام شهر رمضان ومن هذه الآداب ما يلي:

• يعد السحور من أهم آداب الصيام وذلك لما فيه من بركة وكذلك التقوية على الصيام طوال نهار رمضان حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً).
• كما أن التعجيل بالفطار من أهم آداب الصيام وكذلك الدعاء حين الإفطار بقَوْل: (ذهب الظمأُ، وابْتلَّت العروقُ و ثَبَتَ الأجرُ إنْ شاءَ اللهُ).
• كما يجب الابتعاد عن كل ما يتعارض مع الصيام حيث أن الإمام البخاريّ في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه يقول (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ).
• السواك كذلك من الأمور المستحب للمسلم الصائم استخدامها في أي وقت من شهر رمضان سواء بالنهار أو بالليل.

أركان الصيام

هناك بعض الأركان الخاصة بالصيام والتي يجب التعرف عليها ومن هذه الأركان ما يلي:

• النية: وهي معناها القصد في القلب ولابد من تحقيقه ويحكم عليها بالوجوب وذلك من خلال ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ).
• الإمساك: حيث يجب الإمساك عن جميع المفطرات ومنها امتناع الصائم الفعلي عن الأكل وكذلك الشرب والجماع وعن كل شيء يمكن دخوله عن طريق الجوف.

مبطلات الصيام

هناك الكثير من الأشياء التي قد تؤدي إلى بطل الصيام ومنها ما يلي:

• الجماع: حيث اتفق علماء المذاهب الأربعة على أن الجماع يفسد صيام المسلم والمسلمة وذلك في قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ}.
• الأكل والشرب بشكل متعمد: حيث انه إذا تعمد المسلم إدخال شئ من الطعام والشراب إلى جوفه من خلال الفم فقد فسد صيامه.
• القيء بشكل متعمد: حيث أنه يؤدي إلى ابطال الصوم ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن ذرعَهُ قَيءٌ وَهوَ صائمٌ، فلَيسَ علَيهِ قضاءٌ، وإن استَقاءَ فليقضِ”.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام مع نزول إفرازات بنية بعد الدورة

واجبات الصيام

هناك بعض الواجبات التي يجب معرفتها مع اقتراب شهر رمضان المبارك وهذه الواجبات هي:

• الصيام واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام.
• كنا أنه لا يجوز لغير المسلم حيث أن الصيام لا يمكن تطبيقه على كل شخص ولكن على المسلمين فقط.
• كذلك لابد وأن يكون كبير وليس صبي.
• كذلك العقل والبلوغ من أهم واجبات صيام شهر رمضان.[3]

وفي نهاية المقال وبعد أن قمنا بعرض شروط صيام رمضان في المذاهب الأربعة، فإن شهر رمضان هو شهر فضيل وهو خير الشهور عند الله، ولكي يكون الصيام صحيح يجب إتباع كافة الشروط وتطبيقها بطريقة صحيحة لكي يصح الصيام وتقبل العبادة بإذن الله.