هل يجوز قصر صلاة الجمعه

هل يجوز قصر صلاة الجمعة

هل يجوز قصر صلاة الجمعه ؟ هو أحد الأسئلة الفقهية التي يستفسر الكثير عنها، وخاصّة إذا كان الإنسان في ظرفٍ لا يسمح له أن يؤدّي الصّلاة من سفرٍ أو مطرٍ أو مرضٍ، فقد وضّحت كُتب الفقه الإسلامي، وبيّنت الحكم المُباشر لأيّ تساؤلٍ يخطر على قلب أيّ إنسان وقع تحت ظرفٍ مُعيّن.

مفهوم قصر الصلاة

جاءت الشّريعة الإسلامية تُؤكّد على أنّ الدين الإسلامي هو دين اليُسر والسّهولة والسّماحة، فأحكام الشّريعة الإسلاميّة جاءت تُراعي الإنسان إذا وقع في مشقّةٍ أو ضيقٍ بتخفيف العبادات عليه حتى لا يزيد من مشقّته وتعبه، وهذا ما أسماه الفقهاء بالرّخص الشّرعيّة المتعلّقة بتخفيف العبادات، وأطلقوا الكثير من القواعد الشّرعيّة التي تُعتبر أصل الدّين الإسلامي، ومنها قاعدة” المشقّة تجلب النّيسير”، وقد عرّف الشّنقيطي الرّخصة فقال:”هي الحُكم الشّرعي الذي غُيّر من صعوبة إلى سهولة لعذر ٍاقتضى ذلك، مع قيام سبب الحُكم الأصلي”.[1]
وقصر الصّلاة  هي من الأحكام التي رَخّص الشّرع فيها، وهو اختصار الصّلاة الرّباعية إلى ركعتين، من ظهر، وعصر، وعشاء، دون الفجر والمغرب، فقد رَوت السّيدة عائشة-رضي الله  عنها -قالت: (قد فُرِضَتِ الصلاةُ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ بمكَّةَ، فلمَّا قدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدينةَ زادَ مع كلِّ رَكعَتَينِ رَكعَتَينِ إلَّا المَغرِبَ؛ فإنَّها وَتْرُ النَّهارِ، وصَلاةُ الفَجرِ لطولِ قِراءَتِها، قال: وكان إذا سافَرَ صلَّى الصّلاةَ الأُولى)[2] وفي هذا الحديث النّبوي الشّريف بيّن رسول الله أنّ قصر الصّلاة يكون في السّفر إذا توافرت شروط فيه، منها أن تكون مسافة السّفر أكثر من 80 كيلو مترٍ، وغيرها من الشّروط الخاصّة بالسّفر، [3] وسيتحدّث هذا المقال عن إجابة السّؤال وهو هل يجوز قصر صلاة الجمعه .

هل يجوز قصر صلاة الجمعه

هل يجوز قصر صلاة الجمعه ، هو سؤالٌ شرعيّ يختصّ برخصة قصر الصّلاة في السّفر، وهو مشروط ٌبكون السّفر مباحًا، لا تقلّ مسافته عن ثلاثة وثمانين كيلو مترًا، بعد أن يتجاوز المسافر جميع البُيوت المأهولة، فإذا توفرت هذه الشُّروط فيجوز قصر الصّلاة الرّباعية، فإذا صادف يوم سفره يوم الجمعة، فلا تجب على المسافر أداء صلاة الجمعة، فقد أجاز له الفقهاء صلاة الظُّهر ركعتين، وكذلك العصر،[4] ولكنّ المسافر إذا صلّى الجمعة مع النّاس أجزأته عن صلاة الظّهر، وإن كان المقصود بقصر الجمعة من رُكعتين وصلاتها ركعة واحدة فلا تجوز بالإجماع، بل الواجب عليه أن يُصلي الظّهر مكانها، ويجوز له أن يجمع الظّهر مع العصر، ويقصرهما وهو في هذه المسألة.[5]

شروط القصر

يُشترط لصلاة القصر إذا كان المسلم مُسافرًا شروطٌ عدّة، ومنها:

  • أن ينوي المسلم السّفر إلى مكانٍ معيّنٍ.
  • أن تكون مسافة السّفر التي قطعها تساوي 83 كيلو مترًا فأكثر.
  • أن يخرج المسافر من بلده ومكان إقامته.
  • أن لا يتجاوز السّفر أكثر من أربعة أيام، فإذا كان السّفر أكثر من ذلك فلا يجوز القصر.
  • أن ينتهي قصر الصّلاة للمسافر عند وصوله إلى وطنه.

وفي ختام المقال، فإنّ إجابة سؤال هل يجوز قصر صلاة الجمعه يترتّب عليه الكثير من المسائل الفقهية التّفصيلية، التي لا بُدّ من معرفتها حتى يُراعيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *