هل يجوز وضع مزيل العرق قبل الاحرام

هل يجوز وضع مزيل العرق قبل الاحرام هي من الأسئلة التي يقف معها المسلمون وخاصة في ظلّ تطور العصر إذ لم تكن هذه الأمور معروفة من قبل، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى بعض الأمور الهامة التي لا بدّ للمسلم من معرفتها مثل مسألة الاغتسال للمحرم ومسألة التطيب قبل الإحرام وما كان رأي العلماء في ذلك، كل هذا سيقف معه المقال في ظل آراء العلماء وتفسيراتهم.

هل يجوز وضع مزيل العرق قبل الاحرام

عند إطلاق مثل هذا الحكم فإنَّه لا بدَّ من النظر إلى مزيل العرق نفسه، فإن كان مزيل العرق ذاك هو من الطِيْب، أو كان مشتملاً على طيب، فإنه لا يجوز وضعه بعد الإحرام وهذا باتفاق أهل العلم، أمَّا وضعه قبل الإحرام فإنَّ ذلك جائز بإذن الله هذا إن كان فيه  طيب، أمَّا لو كان مزيل العرق من غير طيب، فإنَّه لا بأس به قبل الإحرام وحتى بعده، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم التطيب قبل الاحرام

هل يجوز وضع زيت الشعر قبل الإحرام

إنَّ وضع الكريمات أو الزيت الخاص بالشعر هو جائز للمحرم ولا بأس حال لم يكن مشتملًا على الطّيب وذلك على رأي بعض أهل العلم، وقد ثبت في الصحيح أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد لبّد شعر رأسه بالعسل قبل إحرامه والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاغتسال قبل الاحرام

هل يجوز التطيب قبل الإحرام

إنَّ مسألة التطيب قبل الإحرام تنقسم إلى قسمين التّطيب في البدن والتطيب في الثوب، وتفصيلها فيما يلي:

التطيب في البدن

ذهب جمهور أهل العلم إلى أنَّ التطيب قبل  الإحرام في البدن هو من الأمور المستحبة المسنونة، ويُمكن للمحرم مسّ الطيب في بدنه حى ولو بقي أثره لما بعد الإحرام، وهذا هو ما عليه جمهور أهل العلم من الشافعية والحنابلة والحنفية مستدلين بقول عائشة رضوان الله عليها: “كنَّا نخرُجُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مكَّةَ فنُضمِّدُ جِباهَنا بالسُّكِّ المُطيَّبِ عند الإحرامِ، فإذا عَرِقَتْ إحدانا سالَ على وَجهِها، فيَراه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلا يَنهاها”.[3] [4]

التطيب في الجسد

ذهب جمهور أهل العلم والفقهاء أنَّ يُمنع على المحرم منعًا باتًّا تطييب ثيابه في الإحرام أو حتى قبله، وسبب ذلك أنَّ الطيب عادة يستهلكه البدن أمَّا الثوب لا يستهلكه وتبقى رائحته وهذا ما كان عليه الصحابة ومن بينهم عبد الله بن عمر رضوان الله عليه.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز التدخين بعد الاحرام

حكم دخول الحمام في الإحرام

إنَّ مسألة دخول الحمام بالنسبة للمحرم وتبديل إحرامه، مسألة جائزة لا شيء فيها، ولكن يجب على المحرم أن يحذر من استخدام أي شيء فيه طيب أو رائحة عطرة أثناء الغسل، وقد ذكر في ذلك ابن قدامة في كتابه المغني: “ولا بأس أن يغسل المحرم رأسه وبدنه برفق، فعل ذلك عمر وابنه ورخص فيه علي وجابر وسعيد بن جبير والشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي”، وفي صحيح البخاري ورد أن الصحابي أبا أيوب الأنصاري كان قد غسل رأسه وهو في إحرامه، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل.[5]
وبذلك نكون قد أنهينا الحديث عن هل يجوز وضع مزيل العرق قبل الاحرام وما هي الأمور التي يُمكن للمحرم أن يفعلها قبل إحرامه، وما السبب الذي يُفرق ما بين التطيب في البدن أو التطيب في الجسد.