يحرم زواج الرجل بأم زوجته

يحرم زواج الرجل بأم زوجته

يحرم زواج الرجل بأم زوجته هو حكم من الأحكام الشرعية التي يتساءل الكثيرون عن صحّته، فقد جعل الله تعالى لكلِّ رجل من رجال المسلمين عدد من النساء المحرمات، فلا يجوز له أن يتزوج بأي منهنَّ، وفي هذا المقال سنبيّن من هنَّ النساء المُحرَّمات، كما سنبيّن حكم الزواج من أم الزوجة، وكذلك سنبيّنه في حال الطلاق، كما سنذكر حكم الخلوة بأم الزوجة.

المحرَّمات من النساء

إنَّ المحرمات من النساء هم ثلاثة أصناف، لا يحلُّ للرجل أن يتزوج بأي منهنَّ في أي حال من الأحوال، وقد لُخصوا في قوله تعالى: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً[1]، ويمكن تصنيفهم كالتالي:[2]

  • المُحرمات بالنسب: مثل الأم والجدّة والعمّة والخالة والأخت وبناتها، وبنات الأخ، وبنات الأبناء.
  • المُحرمات بالرضاع: كلّ ما حُرِّم بالنسب فهو مُحرَّم في حال الرضاع.
  • المُحرمات بالمصاهرة: وهنَّ أم الزوجة وبنات الزوجة وزوجة الابن وزوجة الأب.

يحرم زواج الرجل بأم زوجته

يحرم زواج الرجل بأم زوجته بعد عقد القران على ابنتها، وتصبح أم الزوجة بمجرد حصول العقد من المُحَّرمات من النساء على زوج الابنة، سواء أحصل دخول بابنتها أو لم يحصل، ويُصبح حكمه بحكم محارمها من النسب فلا يجوز أن يتزوجها ولا بأس في الجلوس معها ومحاورتها وأن يرى منها ما يراه غيره من المحارم منها، كأن يرى وجهها وكفيها وشعرها وغير ذلك، إلَّا أنَّه من الجدير بالذكر أن الخطبة لا تُبيح ما سبق لا للأم ولا للابنة، وأنَّ ذلك مشروط بحصول عقد النكاح، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: من هم الرحم الواجب صلتهم

حكم الخلوة بأم الزوجة

لا بأس في حصول خلوة بين الرجل وأم زوجته؛ وذلك لأنَّ الخلوة بالمحارم غير مُحرَّمة وجائزة في الإسلام، وعلى ذلك لا حرج على الرجل أن يختلي بأم زوجته سواء أكانت مُسلمة أو كافرة أو غير ذلك، فهي من المحرَّمات من النساء التي تستمر حرمتها بشكل أبدي، وقد أشار بعض أهل العلم إلى عدم جواز الخلوة بأم الزوجة في حال خشية الفتنة أو خشية حصول تلذذ بالنظر أو ما شابه ذلك، والله أعلم.[4]

أم الزوجة بعد الطلاق

تبقى حُرمة أمّ الزَوجة على الرجل مُستمرة في حال حصول الطلاق، لأنَّ عقد النكاح على ابنتها كفيل بأن تصبح هذه المرأة من محرَّمات الرجل بشكل أبدي، فلا تذهب هذه الحُرمة في حال حصول الطلاق أو الموت أو غير ذلك، ومن الجدير بالذكر أنَّ جدَّة الزوجة تدخل في الحرمة الأبدية للرجل في حال حصل عقد القران أيضًا، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: الأصل في حكم الطلاق التحريم

الحكمة من تحريم أم الزوجة

لم يرد نصٌ شرعي يصف لنا الحكمة من حُرمة أم الزَوجة على الرجل، إلَّا أنَّ بعض أهل العلم اجتهدوا في استنباط الحكمة من تحريم أم الزَوجة، وقد أشاروا إلى أنَّ الغالب في ذلك هو أن تكون العلاقة بين الرجل وأم زوجته مبنية على مشاعر المحبة والتآلف والاحترام والتقدير والتعاطف وأن يشعر الرجل بأنَّ أم زوجته هي محرمة كأمّه فلا يحصل أي ودٍّ غير شرعي أو غير جائز، وكذلك لكي لا يحصل أي مشاعر تنافس بين الابنة وأمّها أو ما شابه ذلك من مشاعر التزاحم بينهما، أو حصول ما يخدش المشاعر بين الأم وابنتها في حال حصول الطلاق، وإنَّ كل ما سبق مبني على ما تمَّ استنباطه من قبل أهل العلم واجتهادهم، إلَّا إنَّ العلَّة والسبب الأساسي وراء هذا التحريم لا يعلمه إلّا الله عزَّ وجل.[6]

شاهد أيضًا: ما حقوق الزوجة وواجباتها نحو اسرتها

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي كان بعنوان يحرم زواج الرجل بأم زوجته، والذي بيَّن وجوب تحريم الزواج من أم الزوجة وكذلك بعد الطلاق، كما ذكر المحرمات من النساء، ووضَّح حكم الخلوة بأم الزوجة، بالإضافة لذكر الحكمة من تحريم أم الزوجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *