متى يكون للشخص اب من الرضاع

متى يكون للشخص اب من الرضاع

متى يكون للشخص اب من الرضاع سؤالٌ يمكن أن يكون غريباً عند سماعه. فبعض النّاس يعتقد أنّه من المستحيل أن يكون للإنسان أكثر من أبٍ أو أكثر من أم. فالأب والأمّ هما والديّ الإنسان ومنجباه، وهما أقرب النّاس إليه من صلة الدّم. فكيف يمكن أن يكون للإنسان أبٌ آخر غير الّذي أنجبه؟ وإنّ موقع محتويات يهتمّ بإجابة هذا السّؤال. و كذلك بيان هل يمكن أن يكون للشخص أبٌ أو امٌ أو حتّى إخوةٌ من خلال الرّضاع. كذلك يساعدنا على معرفة حكم الرّضاع في الإسلام وبعضاً من أحكامها وقواعدها.

الرضاع في الإسلام

يُعرف الرضاع في اللّغة على أنّه مصّ الحليب من الثّدي وشربه ويكون الرَّضاع بفتح الرّاء، أمّا اصطلاحاً أو شرعاً فإنّه العمليّة الّتي يأخذ بها الطّفل الصّغير الّذي لم يبلغ عمر السّنتين للحليب أو اللّبن من أمّه أو امرأةٍ أخرى، أي أنّه مصّ الطّفل الصّغير للحليب من ثدي المرأة سواءً كانت أمّه أم واحدةٌ أخرى، والرّضاع في الإسلام جائزٌ ومباحٌ في الكتاب الكريم والسّنّة المباركة والإجماع، فقد قال الله تعالى: {وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.[1]

أي يجوز للمسلمة أن ترضع ابنها وولدها، وإن لاقت مشقّةً أو مرضاً أو عسراً، يجوز لها أن تجعل امرأةً غيرها ترضعه حتّى يتمّ الحولين أو يكون في عمرٍ مناسبٍ للفطام، والرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- كانت مرضعته وهي حليمة السّعديّة، حيث كان الرضاع من غير الأمّ أمراً منتشراً بين القبائل العربيّة قبل الإسلام، وقد شرّعه الإسلام ولم يحرّمه، ليسر أحكامه ورحمة الله تعالى الواسعة بالأطفال الرّضّع، وحرصاً على مصلحته والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: مرضعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي

متى يكون للشخص اب من الرضاع

إنّ إجابة سؤال متى يكون للشخص اب من الرضاع هي أنّه يكون للشخص ابٌ من الرضاع عندما تقوم امرأةٌ غير أمّه بإرضاعه أكثر من خمس رضعاتٍ فيكون زوج المرأة أبوه من الرّضاع. فالطّفل في بداية عمره وشهوره الأولى في الحياة، يحتاج إلى لبن أمّه فهو غذاؤه الأساسيّ. وإنّ الرّضاعة الطّبيعية بالغة الأهميّة في شهور الطّفل الأولى، ولكن يمكن أن تحصل بعض الظّروف للأمّ الوالدة، قد تمنعها من إرضاع طفلها رضاعةً طبيعية، فتعمد إلى الحليب الصّناعيّ الّذي يختلف كثيراً عن الطّبيعيّ، أو تعمد إلى امرأةٍ مرضعةٍ أخرى غيرها فتّتّخذها مرضعةً لابنها، فهو أمرٌ جائزٌ في الشّريعة الإسلاميّة.

وبالرّضاعة أكثر من خمس مرّاتٍ قبل بلوغ الطّفل عمر السّنتين تصبح المرضعة أمّه بالرّضاعة، وتصبح كأمّه محرّمةٌ عليه، حيث صحّ ذلك عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله: “الرِّضاعُ يُحرِّمُ ما تُحَرِّمُ الولادةِ”.[3] وبذلك فإنّ كلّ حكمٍ وكلّ تحريمٍ مع الولادة، كذلك هو مع الرّضاعة، وعندما تصبح المرضعة البديلة أمّ هذا الطّفل، يكون زوجها هو أبو الطّفل من الرّضاع، وكذلك يحرم على الأب من الرّصضاعة ما يحرم للأب من النّسب وصلة الدّم، والله أعلم.[4]

الأم من الرضاع

متى يكون للشخص اب من الرضاع سؤالٌ قد ذكر سابقاً وتمّت الإجابة عليه بشكلّ وافٍ حيث حكم الإسلام أنّه بمجرّد أن ترضع المرأة طفلاً غريباً عنها خمس رضعاتٍ أو أكثر. وذلك قبل  أن يتمّ السّنتين تصبح أمّه بالرّضاعة. و كذلك زوجها يصبح أباً من الرضاع. وأحكام الرّضاعة هي نفسها أحكام الولادة سواء كانت للأب أو الأم. لكنّ الأمّ من الرّضاعة حقّها على المسلم لا يكون بقدر حقّ الأمّ الوالدة على المسلم. فهي من حملته وسهرت اللّيل معه وتعبت في تربيته، وهي من يكون قلبها مليئاً بالرّحمة والمحبّة لولدها، ولا يمكن الجزم بقول أنّ الأمّ من الرّضاع يمكن أن تكمن في قلبها نفس المشاعر والمحبّة والرحمة تجاه الطّفل الّذي أرضعته،  وحقّ الأم من الرضاع هو تقديرها والسّؤال عنها بين كلّ حينٍ وآخر، وكذلك إكرامها على معروفها الكبير، واحترامها في غيابها ووجودها، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: فوائد الرضاعة الطبيعية للام

الأخوة من الرضاع

قد أجبنا فيما سبق على سؤالٍ مهمٍّ  وهو متى يكون للشخص اب من الرضاع. حيث أجيب عنه بأنّه يصبح للشخص أباً من الرّضاع عندما ترضع المرأة طفلاً غريباً عنها أكثر من خمس رضعات. عندها يكون زوجها أباً من الرضاع، وتكون أحكام تحريم النّكاح، وإباحة النّظر أو الخلوة أو السّفر. و كذلك يكون من الأب والأم من الرضاع، إخوة من الرّضاع أيضاً. فالطّفل الّذي رضع من امرأةٍ ما صار ابناً لها وأخاً لأولادها، لكن دون باقي إخوة الطّفل من النّسب. فقط هو وحده من يكون ابناً لها وأخاً لأولادها والله أعلم.[6]

أحكام في الرضاع

يترتّب على الرّضاعة العديد من الأحكام في الفقه الإسلاميّ. كما ينبغي على الأمّ المرضعة أو الأمّ البديلة الامتثال لهذه الأحكام الواجبة عليها. و كذلك الأب. وهذه الأحكام هي:[7]

  • يجوز للأمّ أن ترضع طفلها ما دامت قادرةً على ذلك. فإن حدث ظرفٌ منعها من ذلك، فمن المباح أن تستأجر مرضعةً لولدها.
  • لا يجوز للأمّ أن تمتنع عن إرضاع طفلها. و كذلك أن تستأجر مرضعةً لو كانت لا تشكي من شيءٍ يمنعها من الرّضاعة. وذلك باتّفاق الفقهاء وهو واجبٌ عليها.
  • يجوز للأمّ أن تأخذ الأجر من زوجها على إرضاعها لولدها، وذلك إن كانت مطلّقةً أو أنّها ضمن عدّة الطّلاق.
  • اختلف العلماء في جواز أخذ الأم أجر إرضاع طفلها إن كانت ما زالت على ذمّة زوجها.
  • الرّضاع يحرّم ما يحرّمه النّسب، كإباحة النّظر، والمحرم عند السّفر، وتحريم النّكاح.

الرضاعة في الإسلام من المباحات، حيث يجوز اتّخاذ مرضعةٍ للأبناء في حال وجود علّةٍ أو مشقّةٍ عند الأمّ الوالدة، لكن الأولى والأوجب على الأمّ أن ترضع ولدها بنفسها إن كانت قادرةً على ذلك، وفي هذا المقال قد تمّت الإجابة عن التّساؤل الّذي يقول متى يكون للشخص اب من الرضاع . حيث فُصّلت الإجابة على ذلكط، مع ذكر  بعضٍ من أحكام الرّضاعة، وحكم الأم والإخوة من الرّضاع.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة , الآية 233
  2. ^ al-eman.com , تعريف الرضاع، ودليل مشروعيته، وحكمه , 20/04/2021
  3. ^ صحيح الجامع , الألباني/عائشة أم المؤمنين/3552/صحيح
  4. ^ binbaz.org.sa , الأب من الرضاعة محرم لزوجة الابن , 20/04/2021
  5. ^ islamqa.info , حكم صلة الأم والإخوة من الرضاعة , 20/04/2021
  6. ^ binbaz.org.sa , من هم الذي لهم حكم الأخوة من الرضاعة , 20/04/2021
  7. ^ alukah.net , من أحكام الرضاع , 20/04/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *