ما هو الطفل الزهري

ما هو الطفل الزهري
ما هو الطفل الزهري

ما هو الطفل الزهري؟، ، الذي ربما لم يسمع به الكثيرون من قبل، وقد كثُر في الآونة الأخيرة الحديث عن الإنسان الزهري، أو الطفل المحظوظ كما يُطلق عليه في بعض الأحيان، ولكن هذا الحظ لا يكون في صالح الطفل الزهري على الإطلاق.

ما هو الطفل الزهري

الطفل الزهري هو طفل قد وُلد ببعض العلامات الفارقة، ويعتقد السحرة أنّ هذه الصفات هي علامة على أنّ الطفل يمتلك مهارات خارقة للطبيعة تسمح له بالاتصال بعالم الروح والعثور على الكنوز المدفونة، لإيمانهم أنّ الطفل الزُّهري أو ما يُطلق عليه أيضًا & quot قد خُلق كجن، ولكن استبدِل ببشر عند ولادته، ومن العلامات التي تجعل الطفل يحمل لقب الزهري أنّه يوجد في كف يده اليمنى خط مستقيم ومتصل يقطعها بشكل عرضي، ولسانه يكون مقسوماً بخط طولي أيضاً يوزعه إلى قسمين، وعيناه ذاتا بريق خاص، وتكون نظرة العين اليمنى كأنها تصب في العين اليسرى، فضلاً عن صفات أخرى يدركها الدجالون والسحرة، وإيمان السحرة القوي بهذه العلامات وسببها يدفعهم إلى اختطاف الأطفال الذين يحملون هذه الصفات، إذ يقول التقليد المغربي أن هؤلاء الأطفال لديهم إدراك خارق للطبيعة ويمكنهم رؤية أشياء غير مرئية للبشر وبهذه “القوة”، يمكنهم العثور على كنز يعتقد أنه مدفون في المناطق الجبلية في مراكش والخنيفرة ومناطق جنوبية أخرى مثل سوس وماسة ودرعة، ويُعتقد أن الطفل الزهري قادر على رؤية الكنز وبالتالي لمسه، على عكس البشر، حيث يخشى السحرة أن يغضب الجن من البشري الذي يحاول لمس الكنز المدفون، ممّا قد ينتج عنه عقاب شديد، مثل النفي إلى العالم السفلي على حسب معتقداتهم، وعند اختطاف الطفل في رحلة البحث عن الكنوز وإخراجها فإنه يتعرض للإيذاء الجسدي والنفسي وغالبًا ما يُقتل بمجرد أن ينتهي الساحر معه، لذلك يخشى الأهالي المغاربة الذين لديهم طفل زُهري من اختطاف طفلهم من أمام المدرسة أو في السوق أو في حالة تواجده بمفرده في منطقة مهجورة[1].

شاهد أيضًاحكم السحر شرك أصغر لا يخرج عن ملة الاسلام

أوصاف الطفل الزهري الفارقة بالتفصيل

كما ذكرنا، يمتلك الإنسان الزهري غالبًا ما يجعله مُميزًا عن البقية، ليس هذا فقط، بل إنه أيضًا يكون قادرًا على العمل كحلقة وصل بين عالمي الجن والبشر، ولهذا يكثر عليه الطلب كما يقولون، لكن أن يتم شخص ما بعينه زهريًا من عدمه فهذا يرجع إلى عدة أوصاف يجب توافرها في الشخص الزهري أو على الأقل توافر بعضها، ومن أبرز هذه العلامات ما يأتي:

انفلاق اللسان، العلامة الأولى

العلامة الأولى والأهم في علامات الطفل الزهري هو انفلاق اللسان على شكل طولي غير مُتعرج، وهذا الانفلاق يكون غالبًا منذ الولادة، أي أن تحديده في الطفل الزوهري أمر في غاية السهولة، وعندما يتم ذلك تقوم الأسرة بالتضييق على طفلها وإجباره على التقليل من إظهار لسانه أمام الأغراب خوفًا عليه.

خط اليدين العرضي، العلامة الثانية

العلامة الثانية في الطفل الزهري يمكن التوصل إليها عن طريق اليد، سواء اليسرى أو اليُمنى، حيث يكون هناك ما يُشبه الخط العرضي في وسط اليد، وهو أمر ظاهر أيضًا، أي لا يُمكن إخفائه، ولذلك يُعد من العلامات الظاهرة التي يتمكن من خلالها السحرة والمشعوذين تحديد غايتهم.

حول خفيف او كما نسميه حول الحسن، العلامة الثالثة

قد يعتقد البعض أن الإنسان الذي يبدو عليه الحول هو الإنسان المُعاب أو الذي يتواجد به شبه عيب بصري، لكن الحقيقة أن بعض هؤلاء قد يكونوا تابعين بشكل أو بآخر لجنس الطفل الزهري، حيث يتمكن أي شخص، بعد رؤية هذا الحول مع خط اليدين العرضي وانفلاق اللسان، تحديد كون هذا الإنسان زُهريًا أم لا.

لون الدم، العلامة الخفية

من أهم العلامات على الطفل الزهري والأكثر خفاءً في نفس الوقت هي لون الدم، حيث لا يُعقل مثلًا أن يجرح شخص ما طفل صغير في الشارع فقط للتعرف على لون دمه، لكن، ومع أنه غير معقول كما ذكرنا، إلا أنه قد يحدث إذا كانت هناك رغبة مُلحة وحاجة ماسة إلى طفل زوهري.

علامات أخرى

هناك علامات أخرى يُستدل من خلالها على الإنسان الزوهري إلا أنه ليست على قدر كبير من الأهمية ولا تتوافر في كل الأنواع، ومثل ذلك لون الشعر وتقسيمته ولون العينين، لكنهما لا يُعتبران من العلامات الهامة لأنه من الممكن جدًا توافرهما في الإنسان الزوهري وغيره.

كل هذه العلامات السابق ذكرها هي في الحقيقة علامات الهدف منها الاستدلال على الطفل الزهري، لكن، بعد هذه العلامات يأتي تصنيف ذلك الشخص على حسب كمية ونوعية العلامات الموجودة فيه، فمثلًا إذا كان الطفل الزهري يتوافر فيه كل هذه العلامات فهو يُعد إنسان زهري من التصنيف الأول، وهو الذي يكثر استخدامه والطلب عليه، أما إذا كان تتوافر فيه العلامات التي تتعلق بالكفين واللسان فهو إنسان زوهري من الدرجة الثانية، وعدا ذلك من العلامات يمكن تصنيفه كإنسان زهري من درجة الثالثة، وتتفاوت نسبة الطلب على هذا الأساس.

شاهد أيضًاحكم الايمان بالابراج

الطفل الزهري والبحث عن الكنز في المغرب

الشائعات والغموض تحوم حول البحث عن الكنوز في المغرب، وهي تجارة غير مشروعة يقوم بها الدجالون والسحرة، ممّا يدفعهم لخطف الطفل الزهري، للوصول إلى هدفهم المنشود، ويتركز البحث عن العملات المعدنية والأحجار الكريمة والمجوهرات تحت الأرض بشكل رئيسي في جنوب المغرب، وقد تطورت الأساليب من التنقيب البدائي لتوظيف السحرة المتخصصين، إلى استخدام معدات الكشف الحديثة، ويعود أصل هذه الكنوز إلى فترات الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد، والتي في أثنائها لجأ الناس إلى دفن مقتنياتهم الثمينة للحفاظ على سلامتها، وحدث هذا أكثر في جنوب المغرب بعد انهيار الخلافة الموحدية في الأندلس وشمال إفريقيا خلال الفترة ما بين (1121-1269) ، وخلال الفترتين الاستعمارية الفرنسية والإسبانية، والبحث عن الكنز يشبه البحث عن إبرة في كومة قش، ويجب أن يتم البحث ليلاً لأنه غير قانوني، وإضافةً إلى طرق السحرة والمشعوذين فإنه يتم استخدام معدات الكشف المتقدمة، في عمليات البحث عن الكنوز، وغالبًا ما يتم استخدام أجهزة الكشف عن المعادن، والمزيد من الأجهزة عالية التقنية التي يمكنها تحديد المعادن مثل الذهب، ولكن هذه الأجهزة ممنوعة في المغرب ويجب تهريبها من الدول الأوروبية وبيعها في السوق السوداء.

وهناك طريقة أساسية تستخدم بمساعدة السحرة الذين يرددون مجموعة متنوعة من الهتافات والتعاويذ في بحثهم عن الكنز المدفون، وتهدف التعويذات إلى طرد الجن المكلف بحراسة الكنز، كما يحرق المشعوذون بأنفسهم البخور الذي يزعمون أنه يسمح لصيادي الكنوز بالتنقيب في المنطقة دون أن يتضرر الجن، وفي رحلة البحث عن الكنز يأتي دور الطفل الزهري، الذي لا يتجاوز عمره العشر سنوات، والذي يُعطى تميمة ليحملها ويُجبر على المشي في المنطقة التي يُعتقد أن الكنز يكمن فيها، فإذا سقط الطفل الزهري، فهذا هو المكان الذي يُدفن فيه الكنز، حسب من يفسره في محاولة الوصول إلى الثراء غير المشروع، وبعد ذلك إنْ لم يُقتل الطفل، فإنه يُعاد إلى أهله فجأة بنفس طريقة اختطافه، ولا يكون الطفل العائد إلى أهله على حالته التي ذهب عليها، فهو قد يكون فقد عقله، أو أصبح بحالة مزرية للغاية نتيجة الضغوطات القاسية التي تعرض لها، وفي معظم الحالات فإنّ صيادي الكنوز والسحرة يتخلصون من الطفل الزهري بطريقة ما[2].

شاهد أيضًاقصة مريم خاطفة الدمام التفاصيل كاملة

ما هو الطفل الزهري، في نهاية مقالنا نأمل أن نكون قد قدمنا معلومات كافية عن الطفل الزهري، وجديرٌ بالذكر أنّ الطفل الزهري ذكرًا كان أم أنثى قد يولد في أي مكان في العالم، ولكن للأسف فإنّ الطلب لا يكون عليه إلا في الدول العربية، وتحديدًا في المغرب العربي.