حكم الايمان بالابراج

حكم الايمان بالابراج

حكم الايمان بالابراج ، هو أحد الأحكام المهمّة التي لا بدّ من التعرّف عليها، فقد جاء الإسلام برسالة تجمع بين أشواق الروح، وحاجات الجسد، وإعمال العقل، وأرسى التشريع الإسلامي أحكامه الناظمة للحياة الإنسانية انطلاقاً من وسطية لا يطغى بها جانب على آخر، وفي سبيل تحرير العقل من الأوهام والخرافات التي عُرف بها العقل العربي عند بعثة النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ فقد دعا الإسلام إلى ضرورة إعمال الفكر وإطلاق الطاقات الكامنة في العقل الإنساني، لذلك كان من الضروري معرفة رأي الإسلام وحكمه في هذه الخرافات ومنها الأبراج.

حكم الايمان بالابراج

إن قراءة الأبراج مع التصديق والإيمان بها يعدّ من الكهانة والسحر فهي محرّمة، وقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “من اقتبسَ شُعبةً منَ النُّجومِ فقد اقتبسَ شُعبةً منَ السِّحرِ”[1]، وهذا دليل أنّ الأبراج هي من السحر والكهانة، وقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه روى عن النبيّ عليه الصلاة والسّلام قوله: “من أتَى عرَّافًا أو كاهنًا، فصدَّقه بما يقولُ، فقد كفر بما أُنزِل على محمَّدٍ”[2]،وبذلك فقراءة الأبراج والإيمان بها هو من المحرمات، والإيمان بها هو رجم من الغيب، وهذا ما حذرت منه الشريعة الإسلاميّة وحرّمته تحريمًا شديدًا.[3]

هل الأبراج تبطل الصلاة

بعد معرفة حكم الايمان بالابراج النظر في الأبراج وقراءتها لا يجوز ابدًا حتّى وإن كان للتسلية فقط دون التصديق بها، والنظر بها هو من الكهانة المحرّمة التي قال عنها النبيّ الكريم في الحديث الشريف: “مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً”[4]، وبذلك فمن يقرأ الأبراج لا تقبل صلاته أيّ أنّه لا يُثاب علبها مدة اربعين يومًا، والمعنى المقصود أن يمتنع عن قراءة الأبراج ويتطهر ويحافظ على صلاته، لا أن يتركها ويقضيها بعد ذلك الوقت، وعليه التوبة من النظر إلى الأبراج توبة نصوح، بأن يندم على ما فعل والّا يقوم به مرّة ثانية في المستقبل، والله يقبل التوبة ويغفر الذنوب جميعًا.[5]

شاهد أيضًا: حكم قراءة الابراج .. حكم الاعتماد على الأبراج في معرفة صفات الأشخاص

حكم الاعتماد على الأبراج في معرفة الصفات الشخصية

الاعتماد على الأبراج من أجل معرفة الصفات الشخصية للإنسان هو فرع من فروع التنجيم ونوع من أنواع المهانة المحرّمة، وفيه ادعاء واضح لمعرفة علم الغيب، وهو قول على الله تعالى بغير علم، فلذلك لا يجوز الأخذ بها أو تصديقها بايّ شكل من الأشكال، وقد جاء في فتوى اللجنة العلمية للإفتاء في المملكة العربيّة السعوديّة: “أبراج الحظ؛ يحرم نشرها والنظر فيها وترويجها بين الناس، ولا يجوز تصديقهم، بل هو من شعب الكفر والقدح في التوحيد، والواجب الحذر من ذلك، والتواصي بتركه، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه في كل الأمور”، والله تعالى أعلم.[6]

حكم الأبراج ابن باز

بعد معرفة حكم الايمان بالابراج، فقد جاء في فتوى للإمام والشيخ الكبير ابن باز رحمه الله تعالى يتحدث فيها عن الأبراج، انّ الأبراج وغيرها مما يقوم به المنجمون والسحرة والكهنة هو محرّم ومن العادات الجاهليّة التي وقف الإسلام موقف المعادي والمحرّم لها، وأن من يقصد كاهنًا أو ساحرًا على ظنٍّ منه أنه هو السبب في القيام بإصرار أحد، أو القيام ينفع أحد؛ فهو ليس مُسلمًا حقًّا؛ لأنه بذلك قد أشرك مع الله إلهًا آخر، وحاشا لله أن يكون له شريك، فالمُستعان به هو الله، ولو أيقن المسلم ذلك ما التفت إلى ادّعاءات الكهنة والمشعوذين الذين يستنجدون بالأموات، أو الجن، أو الشياطين؛ حتى يقوموا بأفعال غير طبيعتهم؛ فيُصدّقهم ضعاف النّفوس، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: حكم من أتى كاهناً فصدقه بما يقول

حكم قراءة الأبراج من باب الفضول

يحرم على الإنسان المسلم أن يقرأ الأبراج أو أن يستمع لها حتّى وإن كان يعلم أنّها دجل وكذب، وحتى إن كان مقصده من قراءتها الترفيه عن نفسه أو من باب الفضول لا أكثر، فإنّ ذلك كلّه لا يجوز لأن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخبرنا بذلك في الحديث الذي سبق ذكره في هذا المقال، فالحديث عامّ في جميع من يسأل العرّاف، وقراءة الأبراج كسؤال العرّافين في حكمها الشّرعيّ، وحكمة ذاك أنّ قارئها قد يتأثّر بها، فتكون سببًا في أن يتسلل الشّكّ في الدّين إلى قلبه ثمّ إنّ في قراءتها مُنازعة لله عزّ وجلّ في علمه، إذ إنّ الأبراج في حقيقتها إنّما هي ادّعاء علمٍ بالغيب من خلال الكوكب والأجرام، وقد استأثر الله بالغيب وحده فلا يُشرَك معه فيه غيرُه “قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّه”[8]، ومن حَسٍبَ أنّه ينازع الله في علم الغيب فقد كفر.[9]

وهكذا نكون قد تعرّفنا حكم الايمان بالابراج، كما تعرّفنا العديد من الأحكام التي تتعلق بهذا الموضوع والتي تحدث عنها الشرع الإسلاميّ استنادًا على الآيات القرآنية، والأحاديث النبويّة الشريفة.

المراجع

  1. ^ إخلاص كلمة التوحيد , عبدالله بن عباس،الشوكاني،50، حديث صحيح.
  2. ^ الكبائر , أبو هريرة،الذهبي،329 ، حديث صحيح.
  3. ^ islamway.net , حكم النظر في الأبراج , 01-06-2021
  4. ^ صحيح مسلم , بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم،مسلم،2230ن،صحيح
  5. ^ islamweb.net , حرمة النظر في الأبراج ومعنى حديث (..لم تقبل له صلاة أربعين يوما) , 01-06-2021
  6. ^ islamweb.net , حكم الاعتماد على الأبراج في معرفة صفات الأشخاص , 01-06-2021
  7. ^ binbaz.org.sa , التعلق بالنجوم والأبراج والطالع , 01-06-2021
  8. ^ سورة النمل , الآية 65
  9. ^ islamweb.net , حكم سماع برنامج الأبراج بقصد الترفيه , 01-06-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *