ما هي مكونات المسجد

ما هي مكونات المسجد
ما هي مكونات المسجد

ما هي مكونات المسجد ؟، سؤالٌ يكثر البحث عنه، وسيكون هو عنوان هذا المقال، ومعلومٌ أنَّ المسجد في اللغةِ هو موضع السجودِ،أمَّا في الاصطلاح الشرعيِّ فهو كلُّ مكانٍ تُقامُ فيه الصلواتُ الخمسِ جماعةً، وفي هذا المقال سيتمُّ تخصيص الحديثِ عن المساجدِ حيث سيتمُّ بيان مكوناتِه بشيءٍ من التفصيلِ، كما سيتمُّ ذكر بواعث بناءِ المساجدِ في الإسلامِ، ثمَّ سيتمُّ ذكر بعض آداب المساجدِ، ثمَّ سيتمُّ بيان بعض الأحكامِ المتعلقةِ في بنائها.

ما هي مكونات المسجد

إنَّ كلَّ ما يدخل في عمارةِ وبناءِ المساجدِ يعدُّ من مكوناتِ المسجدِ، ويُمكن القولُ بأنَّ ما سبق هو التعريفُ الاصطلاحي لمكوناتِ المساجدِ،[1] وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال سيتمُّ ذكرُ هذه المكوناتِ كلٌ على حدةٍ، حيث سيتمُّ التعريف بها وبيان حكم اتخاذها وبيان أصلها أي أنَّه سيتمُّ ذكر نبذةٍ كاملةٍ عن كلِّ مكونٍ من مكونات المسجدِ، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: من قال حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

المنبر

يعرَّف المنبرُ في اللغة على أنَّه كلُّ شيءٍ رُفع وعلا، وإنَّ من مكونات المسجد المنبر، وسيمي بذلك لاترفاعه وعلُّوه، وأصل المنبر يرجع إلى زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أنَّ النبيَّ قام باتخاذه، والذي بناه له هو  الصحابي الجليل تميم بن أوسٍ الداري، وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ المنبرَ يعدُّ سنة عن رسول الله.[2]

المحراب

ويعرَّف المحراب في الاصطلاحِ الشرعيِّ على أنَّه المكان المجوف داخل حائط المسجد الذي يقف فيه الإمام للصلاة، والذي يكون عادةً في اتجاه القبلة، وإنَّ أول من صنع المحراب هو الخليفة الراشدي عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وقي أنَّه عمر بن عبد العزيز، وقد تباينت آراء أهل العلم في حكم اتخاذه، وفي هذه الفقرةِ من هذا المقال سيتمُّ ذكر آرائهم في ذلك:[3]

  • القول الأول: يُكره اتخاذ المحاريب في الشريعة الإسلامية، وقد عدَّها بعض أهل العلم بدعةً من البدع المستحدثة.
  • القول الثاني: يجوز اتخاذ المحاريب في الشريعة الاسلامية.

المئذنة

وهو المكان الذي يقوم المؤذن بالأذان فيه، وهذه لم تكن في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد كان بلال يصعد على اسطوانةٍ مرتفةٍ ليؤذن عليها؛ لذلك فقد تباينت تباينت آراء أهل العلم في حكم اتخاذ المآذن على قولين، وفيما يأتي ذكر هذين القولين:[4]

  • القول الأول: أنَّ اتخاذ المآذنِ يعدُّ محمرًا أو مكروهًا.
  • القول الثاني: أنَّ اتخاذ المآذنِ يعدُّ مباحًا في الشريعة الإسلامية؛ إذ أنَّ الأذانَ يُعدُّ من شعائر هذا الدين.

شاهد أيضًا: فضل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

القبة

تعدُّ القبةُ نوعًا من أنواعِ البناء المعماري، وإنَّ أول قبةٍ بثنيت هي قبة مسجد الصخرةِ، حيث أنَّ أول من شيَّدها هو عبد الملك بن مروان في السنة الثانية والسبعون للهجرة، وحيث أنَّها لم تكن في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد اختلف أهل العلم في حكم اتخاذها، وفيما يأتي ذلك:[5]

  • القول الأول: ذهب بعض أهل العلم إلى منع اتخاذ القباب للمساجد، ودليلهم في ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أما إنَّ كلَّ بناءٍ وبالٌ على صاحبِه إلَّا ما لا ، إلا ما لا”.[6]
  • القول الثاني: ذهب بعض أهلِ العلمِ إلى إباحةِ اتخاذها؛ إذ أنَّها من عوائد البنيان وليست من بِدَعِ الأديان؛ ولأنّ البدع لا تكون في العوائد بل في العبادات.

صحن المسجد

وهو عبارة عن رحبةِ ورحابِ المسجدِ، وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أنَّ صحنَ المسجدِ يعدُّ جزءً منه؛ لذلك فإنَّ الأحكامَ الشرعيةِ التي تسري على المسجد فإنَّه تسري أيضًا على صحنِ المسجدِ كذلك، مع ضرورة التنبيه إلى أنَّ هناك بعضًا من العلماء ذهبوا صحنَ المسجدِ لا تعدُّ منه، ولهذا الصحنِ عدة فوائدٍ، منها دخول الهواء والشمسِ إلى المساجدِ، يستوعب الفائض من المصلين الذين لا يتسع لهم بيت الصلاة لا سيما في أيام الجُمَع والأعياد وغير ذلك من المناسبات التي يجتمع فيها المسلمون داخل المساجد لشأن أو لآخر.[7]

شاهد أيضًا: كان موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تولى أمر المسلمين

الرواق

يعدُّ الرواق أحد مكونات المسجد، ويأخذ أحكامَ المسجدِ كاملةً؛ إذ أنَّه تابعٌ له، وقد كانت هذه الأروقة تُستعمل في تلقي العلمِ، وقد كان في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يشبه نظامَ الرواق الآن؛ إذ كان فيه ظلتان، ظلة القبلة وظلة الشام وبينهما رحبة المسجد، لذلك فقد عدَّ بعض أهلِ العلمِ أنَّ الرواق من الفنون المعمارية الإسلامية.[8]

شاهد أيضًا: حكم الإجهاض قبل نفخ الروح

المرافق الصحية والميضأة

تعدُّ الميضأةَ من مكونات المسجد الضروريةِ، وقد عُرفت الميضأةَ في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث رُوي عن عثمان بن حنيف أنَّه قال: “فانطلق فتوضَّأ، ثمَّ صلِّ رَكْعتينِ ، ثمَّ قلِ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّي محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نبيِّ الرَّحمةِ ، يا محمَّدُ إنِّي أتوجَّهُ إلى ربِّي بك أن يكشِفَ لي عَن بصَري ، اللَّهم شفِّعهُ فيَّ وشفِّعني في نَفسي فرجعَ وقد كَشفَ اللَّهُ عن بصرِهِ”،[9] فهذا الحديث يدلُّ على وجود الميضأة زمن النبيِّ، كذلك من مكوناتِ المسجدِ المرافق الصحيةِ وهي بيوت الخلاءِ، وتُبنى في مكانٍ مخصصٍ وبعيدٍ عن مكانِ الصلاةِ.[10]

شاهد أيضًا: تفسير يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

بواعث بناء المساجد في الإسلام

بعد أن تمَّ بيان مكونات المسجد، فإنَّه في هذه الفقرةَ من هذا المقال سيتمُّ بيان بواعث بناء المساجدِ، وفيما يأتي ذلك:[11]

  • نيل الأجر والثواب، حيث بيَّن النبيُّ أنَّ بناء المسجد سببٌ من أسباب حصول المسلم على قصرٍ في الجنة، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ومن بنى مسجدًا كمِفْحَصِ قَطَاةٍ أو أصغرَ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ”.[12]
  • تعدُّ المساجدَ مركزًا من مراكزَ العلمِ، حيث منذ القدمِ كانت حلقات القرآن والتفسير والحديث تُقام فيها.
  • تُعدُّ المساجد منذ القدمِ عبارة عن مراكزَ تحصينٍ وقلوعٍ؛ حيث أنَّه كانت تُبنى بطريقةٍ تكشف تحركات العدوِّ.
  • تعدُّ المساجد في القدم من الأماكنِ التي يتمَّ القضاء فيها، حيث كان يتمَّ الفصل في بين الخصومات والنظر في الشكاوي.

شاهد أيضًا: تتمة الحديث يغفر للشهيد كل ذنب الا من خمس حروف

آداب المساجد

إنَّ للمساجدِ عددٌ من الآدابِ الشرعيةِ، وفي هذه الفقرة من مقال ما هي مكونات المسجد، سيتمُّ ذكر هذه الآداب، وفيما يأتي ذلك:[13]

  • أن يكون بناءُ المساجدِ لله -عزَّ وجلَّ- وليس للإعلامِ عن أحدٍ مهما بلغ وعلا شأنه حيث قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}.[14]
  • أن لا ينشد أحدًا الشعر في المساجد.
  • أن لا يُنشدَ أحدٌ ضالته في المساجد.
  • أن لا يتمَّ البيعَ والشراء داخلَ المساجدَ.
  • أن يمشي المسلم إلى الصلاة بسكينةٍ ووقار، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا ثُوِّب بالصَّلاةِ فلا تأتوها وأنتم تسعَوْنَ وائتوها وعليكم السَّكينةُ فما أدرَكْتُم فصلُّوا وما فاتكم فأتِمُّوا فإنَّ أحدَكم في صلاةٍ ما كان يعمِدُ إلى الصَّلاةِ”.[15]
  • أن يلبس المسلمَ أحسن الثياب ويُستحسن له أن يلبس ابياض من الثياب.

شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تشابه منها اختلف

بعض الأحكام المتعلقةِ في بناء المساجد

سيتمُّ في هذه الفقرة من مقال ما هي مكونات المسجد، من ذكرِ بعض الأحكام المتعلقةِ ببنائه، وفيما يأتي ذلك:[16]

  • أن تُبنى المساجد من الأساس على تقوى الله، ويؤسس على ذلك، حيث قال تعالى: {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ}.[17]
  • أن لا يتمَّ بناء المساجدَ على الأرضِ المغتصبةِ.
  • أنَّ بناء المساجد يجوز أن يكون في الأماكن التي يُعبد فيها غير الله.
  • أنَّه يُكره بناء المساجد في المقابر؛ إذ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك.

شاهد أيضًا: يستعمل الخمار لتغطية ثلاث مواضع وشدها فما هي هذه المواضع

وبذلك تمَّ الوصول إلى هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال ما هي مكونات المسجد، حيث تمَّ ذكر مكوِّناته بشيءٍ من التفصيلِ، ثمَّ بيان البواعث التي من أجلها تُبنى المساجدِ، ثمَّ تمَّ ذكر بعض آداب المساجدِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان بعض الأحكامِ المتعلقةِ ببناءِ المساجدِ مع الأدلةِ الشرعيةِ من القرآن الكريم.

المراجع

[1]صحيح الترغيب، الألباني، جابر بن عبدالله، 271، حديث صحيح
[2]الجن: 18
[3]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=120745/9/2021
[4]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=120745/9/2021
[5]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=120745/9/2021
[6]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=120745/9/2021
[7]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=120745/9/2021
[8]صحيح أبي داوود، الألباني، أنس بن مالك، 5237، حديث صحيح
[9]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=120745/9/2021
[10]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=120745/9/2021
[11]الترغيب والترهيب، المنذري، عثمان بن حنيف، 326/1، حديث إسناده صحيح أو حسن
[12]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=120745/9/2021
[13]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=120745/9/2021
[14]صحيح الترغيب، الألباني، جابر بن عبدالله، 271، حديث صحيح
[15]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=120745/9/2021
[16]الجن: 18
[17]صحيح ابن حبان، ابن حبان، أبي هريرة، 2148، حديث أخرجه في صحيح
[18]أحكام المسجد ومكوناته في الشريعة الإسلامية، محمود مصطفى عبود آل هرموش، http://www.taddart.org/?p=12074
[19]التوبة: 1085/9/2021