اين ولد عيسى عليه السلام

اين ولد عيسى عليه السلام
اين ولد عيسى عليه السلام

اين ولد عيسى عليه السلام وهو رسول من رسل الله إلى الناس، وأحد أولي العزم، أرسله الله تعالى نبيًا إلى بني إسرائيل، يدعوهم لعبادة الله وتوحيده، وفي مقالنا التالي سوف نتعرّف إلى مكان ولادة عيسى عليه السلام، ومراحل حياته، والأدلة على نزوله، والأمور التي يقوم بها عند نزوله.

اين ولد عيسى عليه السلام

اين ولد عيسى عليه السلام، ولد عيسى عليه السلام في بيت لحم على أرض فلسطين، وقد مرّت حياة عيسى عليه السلام بعدد من المراحل هي:[1]

المرحلة الأولى

الولادة: حيث كانت أولى مراحل تواجد سيدنا عيسى على الأرض هو ولادته على أرض فلسطين، من أم بلا أب، فقد خلق الله تعالى آدم من غير ذكر ولا أنثى، وخلق حوّاء من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى، لأسباب وحكم كثيرة لا يعلمها غيره تعالى، وعند ولادة سيدنا عيسى، أكرم الله تعالى أمه بكرامتين ثتبيتًا لها، الكرامة الأولى: أنه الله تعالى أجرى جدولاً من الماء من تحت قدميها، والكرامة الثانية، منّ عليها بفاكهة الرّطب، ثم بعد ولادة عيسى عليه السلام، اتهم قوم أم عيسى مريم عليها السلام بالزنا، قال تعالى على لسان القوم: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً}[2]، ورغم معجزة تكلّم عيسى عليه السلام وهو في المهد إلا أنهم لم يصدّقوا ذلك قال تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً}[3]، هنا تكلّم سيدنا عيسى وهو في المهد بإذن الله تعالى قائلاً: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} [4]، ولكن اليهود لم يُصدّقوا كلام عيسى وأمه، ولم يستجيبوا لهما، وبالغوا في كيل الشتائم والتهم على مريم عليها السلام.

المرحلة الثانية

بعث الله تعالى عيسى رسولاً: فقد بعث الله تعالى عيسى رسولاً لبني إسرائيل، وأيّده بالمعجزات الدّالة على صدقه، ومنها إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى، فحسده اليهود على ذلك، وكادوا له المكائد ليوقعوا به، فعاش عليه السلام داعيًا إلى الله تعالى، صابرصا محتسبًا، وآمن معه الحواريون، الذين نصروه ووقفوا إلى جانبه.

المرحلة الثالثة

رفع الله لنبيه عيسى: فقد رفع الله تعالى نبيه عيسى عليه السلام إلى السماء، بعد أن ازداد كيد الكافرين وعذابهم له، وعندما أرادوا صلب عيسى عليه السلام، أنجاه الله تعالى منهم، ورفعه إليه، قال تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}[5]، والمقصود بالتوفي المذكور في الآية الكريمة هو النوم كما ورد في القرآن، فأخذت عيسى عليه السلام سنة من النوم، فرفعه الله إليه، وأنجاه من كيد اليهود.

المرحلة الرابعة

مرحلة نزوله إلى الأرض: إذ أن عيسى عليه السلام لم يتوفاه الله تعالى بمعنى الموت، ولكن عيسى عليه السلام حي يرزق في السماء، وينزل عند وقت اقتراب يوم القيامة، وهو على دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويقتل الدجال، ويؤمن به من أهل الكتاب بعض الناس.

شاهد أيضًا: هل يملك الانبياء هداية احد من البشر هداية التوفيق ولماذا

وصف عيسى عليه السلام في الأحاديث النبويّة

الصفات الشكليّة لعيسى عليه السلام لا نعلم عنها شيئًا، إلا ما أعلمنا عنها الوحي، وقد وصف النبي عيسى عليه السلام في عدّة أحاديث منها:[6]

  • عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (حِينَ أُسْرِيَ بي لَقِيتُ مُوسَى عليه السَّلامُ، فَنَعَتَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فإذا رَجُلٌ، حَسِبْتُهُ قالَ، مُضْطَرِبٌ، رَجِلُ الرَّأْسِ كَأنَّهُ مِن رِجالِ شَنُوءَةَ، قالَ: ولَقِيتُ عِيسَى، فَنَعَتَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فإذا رَبْعَةٌ أحْمَرُ، كَأنَّما خَرَجَ مِن دِيماسٍ، يَعْنِي حَمَّامًا)[7]، قال النووي: قال أهل اللغة: هو الرجل بين الرّجُلين في القامة، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير الحقير.
  • عن عبدالله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (رَأَيْتُ عِيسَى ومُوسَى وإبْرَاهِيمَ، فأمَّا عِيسَى فأحْمَرُ، جَعْدٌ، عَرِيضُ الصَّدْرِ، وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ، جَسِيمٌ، سَبْطٌ، كَأنَّهُ مِن رِجَالِ الزُّطِّ)[8]، قال الهروي: الجعد في صفات الرجال يكون مدحًا، ويكون ذمًا، فإذا كان ذمًا فله معنيان، أحدهما القصير، والآخر البخيل، يقال رجل اليدين، وجعد الأصابع أي بخيل، وأما إن كان الوصف مدحًا، فله أيضًا معنيان: الأول أن يكون شديد الخلق، والآخر يكون شعره جعدًا غير سبط، وهذا مدحًا، لأن السبوطة أكثرها في شعر العجم.
  • عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لقَدْ رَأَيْتُنِي في الحِجْرِ وقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عن مَسْرايَ، فَسَأَلَتْنِي عن أشْياءَ مِن بَيْتِ المَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْها، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً ما كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، قالَ: فَرَفَعَهُ اللَّهُ لي أنْظُرُ إلَيْهِ، ما يَسْأَلُونِي عن شيءٍ إلَّا أنْبَأْتُهُمْ به، وقدْ رَأَيْتُنِي في جَماعَةٍ مِنَ الأنْبِياءِ، فإذا مُوسَى قائِمٌ يُصَلِّي، فإذا رَجُلٌ ضَرْبٌ، جَعْدٌ كَأنَّهُ مِن رِجالِ شَنُوءَةَ، وإذا عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ عليه السَّلامُ قائِمٌ يُصَلِّي)[9].

صفات عيسى عليه السلام الواردة في الأحاديث

اتصف سيدنا عيسى عليه السلام بصفات عد سنذكر منها فيما يلي:

  • مربوع القامة، أي ليس بالطويل، ولا بالقصير.
  • لون بشرته تميل إلى الحمرة.
  • سبط الشعر، أي مسترسل الشعر، كأن رأسه يقطر ماء ولم يصبه بلل.
  • أقرب الناس به شبهًا هو عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه، وهو عروة بن مسعود بن معتّب بن مالك.

شاهد أيضًا: لماذا سمي بالمسيح الدجال

هل رفع الله تعالى عيسى عليه السلام أم توفّاه؟

فإن عيسى عليه السلام في السماء، ولم يمت هو الراجح عند أهل العلم، فقد تواترت الأحاديث النبويّة الصحيحة على وجوده في السماء، وأنه لا يزال حيًّا، ولم يمت، وأنه باقٍ في السماء على الحياة التي كان عليها في الدنيا حتى ينزل إلى الأرض في آخر الزمان، وأما ما أشارت إليه آية آل عمران، وآية المائدة من الوفاة قبل رفعه، فالمراد به عند جمهور المفسرين هو: وفاة نوم، وليس وفاة على الحقيقة، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً}[11]، وقال القرطبي في تفسيره عن قوله تعالى: { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}[12]، قال: قيل هذا يدلّ على أن الله عزّ وجل توفاه قبل أن يرفعه، وليس بشيء، لأن الأخبار تظاهرت برفعه، وأنه في السماء حيّ، وأنه ينزل ويقتل الدّجال، وإنما المعنى: فلما رفعتني إلى السماء، وبهذا يعلم السائل أنه لا تعارض بين الآيتين من سورة عمران وهي قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ}، وقوله تعالى: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}، وبين آية سورة النساء في قوله سبحانه وتعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)}[13]، وأن الرفع كان بالروح والجسد، وليس بالروح فقط.[14]

شاهد أيضًا: من اين يخرج المسيح الدجال وماذا سيفعل بأهل الارض

نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان

تواترت الأحاديث النبويّة الشريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تُخبر عن نزول عيسى ابن مريم عليه السلام إلى الأرض، وأنه ينزل آخر الزمان، في دمشق، وأنه يتوجّه إلى فلسطين بعد نزول الدّجال، وأنه يقتل الأعور الدّجال عند باب لدّ، والمسلمون معه، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي المسلمين وهم قائمون للصلاة، فيريد أميرهم أن يتأخر حتى يؤم بالناس عيسى عليه السلام، فيأبى عيسى عليه السلام عليه إلا أن يُتم صلاته بقوله: إنها أُقيمت لك، فصلِّ بهم، وجاء في بعض الروايات أن أميرهم في لك الوقت هو المهدي، وهو محمد بن عبدالله، من بيت آل النبي، ومن ذرية فاطمة، فيقول له المهدي: تقدّم ياروح الله، فيأبى، ويقول له: صلِّ أنت، لأنها أقيمت لك، ثم يتولّى القيادة بعد ذلك عيسى عليه السلام.

ونزوله أمر مجمع عليه عند أهل العلم، وثابت بالنصوص الشرعيّة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تواترت بذلك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وليس هناك أدنى شكّ من نزول عيسى عليه السام آخر الزمان، وأنه يؤمن به أكثر أو جميع أهل الكتاب، وبعد أن يؤمن به أهل الكتاب يموت بعد ذلك، فيمكث في الأرض ما شاء الله ثم يموت، ويصلّي عليه المسلمون ويدفنونه،جاء في بعض الروايات مايدلّ على أنه يُدفن في الحجرة النبويّة، ولكن في صحة هذا الأمر نظر. [15]

شاهد أيضًا: صفات المهدي المنتظر بالتفصيل

فترة نزول عيسى عليه السلام

وأيًا كان، فهو عند نزوله يحكم بشريعة الله تعالى، ويتّبعه المسلمون، ويفيض المال في قت نزوله، وتأمن البلاد، ويُسلم الناس كلّهم، ولا يُقبل من الناس إلا الإسلام، أو القتال بالسيف حتى الإسلام، ويهلك الله في زمنه كل الأديان ماعد الإسلام، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، أيّ يتركها ولا يأخذها من أحد، وتكون العبادة لله تعالى وحده، بسبب ما حصل من علامات وإمارات عظيمة تدل على قرب الساعة، فالناس يؤمنون في زمانه، وهو يجاهدهم بالسيف، فمنهم مَن يؤمن بسبب ظهور أدلة وبراهين الحق، ومنهم مَن يؤمن بسبب الخوف من الجهاد الذي يقوم به عيسى عليه السلام والمسلمون.[16]

الأدلة على نزول عيسى عليه السلام من السنة

من أبرز الأدلة على نزول عيسى عليه السلام في الأحاديث النبوية هي:[17]

  • عن أبي هريرة قال: (والَّذي نفسِي بيدِه ليُوشِكَنَّ أنْ ينزلَ فيِكُم ابنُ مَريمَ حكمًا مُقسِطًا ، وإمامًا عدلًا ، فيكسِرُ الصَّليبَ ، ويقتُلُ الخنزيرَ ، ويضَعُ الجزيَةَ ، ويَفيضُ المالُ حتَّى لا يَقبلَه أحَدٌ ، وحتَّى تكونَ السَّجدَةُ الواحِدةُ خيرًا من الدُّنيَا وما فيهَا).[18]
  • عن جابر بن عبد الله قال: (لا تَزالُ طائِفَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلُونَ علَى الحَقِّ ظاهِرِينَ إلى يَومِ القِيامَةِ، قالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فيَقولُ أمِيرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا، فيَقولُ: لا، إنَّ بَعْضَكُمْ علَى بَعْضٍ أُمَراءُ تَكْرِمَةَ اللهِ هذِه الأُمَّةَ).[19]

شاهد أيضًا: معجزات عيسى عليه السلام

في نهاية مقالنا نكون قد تعرّفنا إلى اين ولد عيسى عليه السلام ، وقد ولد عيسى عليه السلام في بيت لحم على أرض فلسطين، وتعرفنا إلى مراحل حياته، وصفاته، ووقت نزول عيسى آخر الزمان، والأعمال التي يقوم بها، والأدلة على نزوله.

المراجع

[2]مريم27
[3]مريم29
[4]مريم 30
[5]آل عمران55
[7]صحيح مسلمأبو هريرة، مسلم، صحيح مسلم، 168، [صحيح]
[8]صحيح البخاريعبدالله بن عمر، البخاري، صحيح البخاري، 3438، [صحيح]
[9]صحيح مسلمأبو هريرة، مسلم، صحيح مسلم، 172، [صحيح]
[10]صحيح الجامععبدالله بن عباس، الألباني، صحيح الجامع، 3477، صحيح
[11]الزمر 42
[12]المائدة117
[13]النساء157-158
[18]صحيح الجامعأبو هريرة، الألباني، صحيح الجامع، 7077، صحيح
[19]صحيح مسلمجابر بن عبدالله، مسلم، صحيح مسلم، 156، صحيح