من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم

من هو حبر الامة

من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم ومن هو الذي سماه بذلك الاسم، خاصة أن عددًا من الصحابة كانوا أحياء لما أطلق على هذا الصحابي ذلك اللقب، ومن الجدير بالذكر أن ذلك الصحابي الجليل كان صغيرًا في السن، ولكن الله تعالى قد وفقه إلى لقب لم يحزه من قبله أي أحد ولم يمتلكه بعده رجل ثان، في هذا المقال سيكون تفصيل الكلام عنه مع بيان وقفات من حياته.

الصحابة

الصحابي حسب الشريعة الإسلامية هو من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به حال حياته ورآه ومات بعدها على الإيمان، وقد اختلف أئمة أهل العلم في تعريف الصحابي رضي الله عنه في مسألة مدة بقاء الرجل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل يتساوى من شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوات وروى عنه الحديث مع من رآه مرة واحدة فأسلم، فكان لكل فريق رأيه في ذلك.[1]

شاهد أيضًا: الصحابة رضي الله عنهم لهم فضائل كثيرة ومن الأحاديث التي تدل على ذلك

من هو حبر الامة

إن حبر الامة هو الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وقد سمي عبد الله بن عباس رضي الله عنه بحبر الأمة بسبب غزارة علمه وكثره حفظه، وقد ذكر عبيد الله بن عتبة فيه قولًا في ابن عباس وهو: “كان ابن عباس قد فات الناس بخصال: بعلم ما سبقه، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه، وحلم ونسب ونائل، وما رأيت أحدًا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، ولا أعلم بقضاء أبي بكر، وعمر، وعثمان منه، ولا أفقه في رأيٍ منه، ولا أعلم بشعرٍ ولا عربيَّةٍ ولا بتفسير القران ولا بحسابٍ ولا بفريضةٍ منه، ولا أعلم بما مضى، ولا أثقب رأيًا فيما احتيج إليه منه”، رضي الله تعالى عنه وأرضاه.[2]

شاهد أيضًا: اسئلة عن الصحابة .. اسئلة عن الصحابيات واجاباتها

نشأة حبر الامة

ولد عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه قبل الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذنيه من مجلسه وكان يدعو له كثيرًا أن يعلمه الله التأويل وأن يفقهه في الدين، ولما توغي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عمر عبد الله بن عباس ثلاثة عشر عامًا، وكان قد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ١٦٦٠ حديثًا نبويًا شريفًا، وكان شديد الحرص على التعلم والتعليم.[3]

شاهد أيضًا: متى اسلم خالد بن الوليد وسبب عزله في خلافة عمر

مقتطفات من حياة حبر الامة

لقد كان عبد الله بن عباس من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدنيه من مجلسه كثيرًا غلى صغر سنه، فلما رأى العباس بن عبد المطلب ذلك قال لابنه: “يَا بُنَيَّ! إِنَّ عُمَرَ يُدنِيكَ، فَاحفَظْ عَنِّي ثَلَاثًا: لَا تُفْشِيَنَّ لَهُ سِرًّا، وَلَا تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا، وَلَا يُجَرِّبَنَّ عَلَيْكَ كَذِبًا. قال الشعبي: قلت لابن عباس: كل واحدة خير من ألف، فقال ابن عباس: بل كل واحدة خير من عشرة آلاف”، وقد كان شديد الحرص على تعليم كتاب الله تعالى وإقامة الصلاة وقد ناقش كثيرًا من الخوارج الذين خرجوا على عهد علي بن أبي طالب فرجع كثير منهم إلي الصواب.[4]

شاهد أيضًا: أكثر الصحابة رواية للحديث

أخلاق عبد الله بن عباس

كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما شديد الحرص على التعلم متواضعًا في ذلك حتى أنه كان يتوسد الطريق فراشًا له على باب رجل معه علم أو شيء من الحديث يريد أن يسأله عنه، وقد كان ابن عباس رضي الله عنه شديد الحرص على تعليم الناس يقول الحق لا يخاف في الله لومة لائم، معطاء كريمًا كثير التطيب يحرص دائمًا على مجالس العلم فينهل منها رضي الله عنه وأرضاه.[3]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم

أقوال العلماء في حبر الامة

لقد كثرت الأقوال في عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه، ومن بين ذلك:[3]

  • قال سعد بن أبي وقاص: “ما رأيت أحدا أحضر فهما، ولا أكبر لبّا، ولا أكثر علماً، ولا أوسع حلماً من ابن عباس”.
  • قال طاووس: “أدركت سبعين شيخًا من أصحاب محمد فتركتهم وانقطعت إلى هذا الفتى، يقصد ابن عباس، فاستغنيت به عنهم”.
  • قال مسروق: “إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس، فإن هو تكلم قلت أفصح الناس، فإن هو حدث قلت أبلغ الناس”.
  • قال ابن عمر: “ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد”.
  • قال عطاء بن أبي رباح: “ما رأيت مجلساً أكرم من مجلس ابن عباس، ولا أعظم جفنة ولا أكثر علماً، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية، وأصحاب الشعر في ناحية، يوردهم في واد رحب”.
  • قال مجاهد: “كنت إذا رأيت ابن عباس يفسر القرآن أبصرت على وجهه نوراً”.

شاهد أيضًا: من أشهر المفسرين من الصحابة .. تفاصيل علم التفسير وما هي اشهر مدارس التفسير ؟

وفاة عبد الله بن عباس

توفي عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه في الطائف، وقد ذكر في ذلك مجاهد رحمه الله: ” فصلّى عليه ابن الحنفية فأقبل طائر أبيض فدخل في أكفانه، فما خرج منها حتى دفن معه ، فلما سوّي عليه التراب قال محمد بن الحنفية: مات والله اليوم حبر هذه الأمّة”، فكان ابن عباس رضي الله عنه ترجمانًا للقرآن حبرًا للأمة قائما لمرضاة الله تعالى رحمه الله.[5]

شاهد أيضًا: من أشهر المفسرين في عهد الصحابة

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا وأجبنا عن سؤال من هو حبر الامة ولماذا سمي بهذا الاسم وبينا مواقف عبد الله بن عباس رضي الله عنه في الخارجين على علي بن أبي طالب، وتم الكلام عن وفاته وكيفيتها كما ذكر مجاهد وفُصل في فضائله رضي الله عنه وأرضاه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *