كم عدد ايام عدة الأرملة

كم عدد ايام عدة الأرملة

كم عدد ايام عدة الأرملة التي يجب أن تلتزمها المرأة عند وفاة زوجها، فقد حدد الإسلام عدد من الأيام التي يجب على المرأة فيها البقاء في البيت، وفي مقالنا التالي سوف نتعرف عدد أيام عدة الأرملة من الناحية الشرعيّة.

كم عدد ايام عدة الأرملة

كم عدد ايام عدة الأرملة هو أربعة أشهر وعشرة أيام، مصداقًا لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}[1]، وهه العدّة عامة لجميع النساء بغض النظر عن عمرها، سواءًا كانت شابة صغيرة أو امرأة كبيرة، تحيض أو لا تحيض، فعليها أن تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام، أيّ: مائة وثلاثين يومًا.[2]

شاهد أيضًا: كم عدة المتوفي زوجها وماهي أنواع العدة

شروط العدّة

هناك خمسة أمور يجب أن تلتزم بها المرأة المعتدّة عند وفاة زوجها وهي:[3]

  • بقاؤها في بيت زوجها: الذي مات وهي ساكنة فيه، فتبقى فيه حتى تُكمل عدتها ، فإذا كان مستأجر وانتهت فترة استئجاره أو لأي سبب آخر يمكنها أن تكمل العد<ة عند أهلها، ولا بأس بخروجها عند الحاجة إلى الطبيب أو إلى المحكمة في فترة عدّتها بشرط رجوعها إلى بيتها.
  • لبس الملابس العاديّة: التي ليس فيها فتنة ولا زينة، بغض النظر عن لون هذه الملابس.
  • عدم وضع الطّيب: لا البخور ولا أي نوع آخر من الأطياب، إلا إذا تطهّرت من الحيض، فلا بأس أن تضع البخور، ولا تخرج به للخارج.
  • عدم ارتداء الحليّ: لا ذهب ولا فضة ولا ماس، ولا أي نوع آخر، سواءًا كانت هذه الحلي قلائد أو خواتم أو غير ذلك.
  • عدم وضع الكحلة والحناء حتى تنتهي العدّة.

شاهد أيضًا: ما هي سورة النساء الصغرى ؟

الأمور المباح للمرأة عملها فترة العدّة

عدا عن الأمور التي سبق ذكرها، فاللمرأة المعتدّة أن تفعل ما تشاء من تغيير ملابسها متى شائت، لها أن تغتسل متى شاءت، ومعنى تغتسل تغسل شعرها بالشامبو بالسدر ولا بأس بذلك، ولها أن تمشي في حديقة بيتها أو في سطوح بيتها، في القمراء وغير القمراء، ولها أن تمشي بالنعال بالخفين وغير الخفّين، ولها أيضًا أن تمشي حافية، ولها أن تكلّم بالتلفون من تحتاج تكليمه سواءًا كان رجل أو امرأة في حدود الكلام المباح، ولا بأس أن تكلّم من الرجال للضرورة في حدود المباح، ولكن المغازلة مع الشباب ومع الأجانب لا يجوز سواءًا كانت في العدّة أو في الأيام العاديّة، وأما إذا تكلمت مع رجل يعزيها أو يدعو لها أو يسألها عن حاجة وإن كان غير محرّم فلا بأس بذلك، إذا كان الكلام نزيهًا شريفًا ليس فيه محرم، ولها أن تذهب إلى أبيها وأخيها على شخص آخر تسأله عن حاجة لا بأس بذلك.[4]

شاهد أيضًا: كيف تحسب النفقة من راتب الزوج

الحكمة من عدّة الأرملة

المراد بالعدّة هو: أن تتربص المرأة بنفسها، ولا تتزوّج مدة أربعة أشهر وعشرة أيام، إذا لم تكن حاملاً، فإن كانت حاملاً فعدّتها وضع الحمل، وقد أجاز الله تعالى هذه المدّة الطويلة للعدّة لعدد من الأسباب منها: لأن الزوج يترك وراءه مشاعر الأسى والحزن والألم في نفس الزوجة، وفي نفس أهله وأقاربه، وهذه المدّة الطويلة للتخفيف من حالة الألم والحزن، ومن أجل أن تبرد عواطف الأسى، ومظاهر الكآبة عند الزوجة، وعند أهل المتوفى.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة

الأدلة الشرعيّة على مدّة عدّة الأرملة

من أبرز الأدلة الثابتة في السنة عن مدة عدّة الأرملة هي:[6]

  • عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: (دَخَلْتُ علَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ، تُحِدُّ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إلَّا علَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْرًا)[7].
  • عن أم سلمة أم المؤمنين قالت: (جاءتِ امرأةٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسولَ اللَّهِ إنَّ ابنتي توفِّيَ عنْها زوجُها وقدِ اشتَكت عينيْها أفنَكحلُها فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ مرَّتينِ أو ثلاثَ مرَّاتٍ كلُّ ذلِكَ يقولُ: لاَ . ثمَّ قالَ: إنَّما هيَ أربعةُ أشْهرٍ وعشرًا وقد كانت إحداكنَّ في الجاهليَّةِ ترمي بالبعرةِ على رأسِ الحولِ)[8].
  • عن أم عطية قالت: (لا تُحِدُّ المرأةُ فوقَ ثلاثَةِ أيامٍ ، إلا على زوجِها فإنها تُحِدُّ أربعةَ أشهرٍ وعشرًا ، ولا تلبَسُ ثوبًا مصبوغًا إلا ثوبَ عَصْبٍ ، ولا تكتَحِلُ ولا تختَضِبُ ، ولا تَمَسُّ طِيبًا إلا إذا طَهُرَتْ من حَيضِها ، نُبذَةً من قُسْطٍ أو أظفارٍ)[9].

حكم خطبة الأرملة في العدة

لا يجوز ويحرم خطبة الأرملة في فترة العدة، ويجوز الا لتلميح أو التعريض بذلك فقط، كما بيّن لنا القرآن الكريم، قال تعالى:  {وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}[10]، وقد رفعت الآية الحرج عند التعريض بخطبة النساء في فترة العدة، والتعريض أيّ التلميح بذلك، مثل القول: أني بحاجة للزواج في امرأة صالحة ونحو ذلك، وبعد إنقضاء العدّة تصبح المرأة حرّة في أن تتزوج من تشاء.[11]

شاهد أيضًا: تفسير حلم الخطبة للبنت من شخص غير معروف

عدة الأرملة هل تحسب بالأيام أم بالأشهر

عدة المتوفى عنها زوجها هي أربعة أشهر وعشرة أيام إذا كانت غير حامل، ولكن إذا عُلم أن بعض الأشهر هي 29 يومًا، فإنها تعتد بذلك، مثال عليه: من مات زوجها في آخر شعبان، وصار رمضان 29 يومًا، فإنها تعتد بذلك، وهكذا شهر شوال وذو القعدة، إذا ثبت أن أي واحد منهما تسعة وعشرون يومًا فإنها تعتد بذلك، أما الشهور الأخرى التي لم يثبت لدى المحاكم أنها ناقصة، فإنها تعتبر كل شهر ثلاثين يومًا حتى تكمل عدّتها، وأما الحامل عدتها تنتهي بوضع الحمل.[12]

في نهاية مقالنا نكون قد تعرّفنا إلى كم عدد ايام عدة الأرملة وهي أربعة أشهر وعشرة أيام، وتعرفنا إلى شروط العدّة، الأمور المباح للمرأة عملها فترة العدّة، الحكمة من عدّة الأرملة، عدة الأرملة هل تحسب بالأيام أم بالأشهر.

المراجع

[1]البقرة234
[7]صحيح البخاري أم حبيبة أم المؤمنين، البخاري، صحيح البخاري، 1281،  [صحيح]
[8]صحيح الترمذيأم سلمة أم المؤمنين، الألباني، صحيح الترمذي، 1197، صحيح
[9]السنن الصغير للبيهقيأم عطية نسيبة بنت كعب،  البيهقي، السنن الصغير للبيهقي 3/164، صحيح
[10]البقرة235