هل يجوز للمراة اخذ حبوب لمنع الحيض في رمضان

هل يجوز للمراة اخذ حبوب لمنع الحيض في رمضان

هل يجوز للمراة اخذ حبوب لمنع الحيض في رمضان هو الموضوع الّذي سيناقشه هذا المقال. حيث يطرح المسلمون العديد من الأسئلة الّتي تكثر في عقلهم. مع اقتراب شهر رمضان المبارك. فتبدأ الأسئلة عن أحكام الصّيام وبعض المسائل الّتي لا يوجد لها دليلٌ في القرآن الكريم أو السّنة. والّتي يفتي بها الفقهاء بحسب اجتهاداتهم. ويساعدنا موقع محتويات على معرفة الأحكام المتعلّقة بتناول حبوب منع الحيض ومنع الحمل في شهر رمضان المبارك. و كذلك بيان هل هذا الأمر جائزٌ في الإسلام أم لا.

الأعذار الموجبة لإفطار رمضان

إنّ الإسلام دين يسر لا دين عسر، وإنّ الله تعالى رحيمٌ بعباده الفقراء والضّعفاء في الأرض. فقد خفّف الله تعالى لعباده  الأحكام الشّرعيّة وسهّل لهم فيها كثيراً. لئلّا تشقّ عليهم العبادة ولا يحمّلهم ما لا يطيقون. والصيام يف شهر رمضان هو من العبادات الّتي فيها العديد من التّسهيلات. ومن هذه التّسهيلات  وجوب الإفطار في العديد من الحالات والظّروف. أي الأعذار الشّرعيّة الّتي تبيح الإفطار أو توجبه. وهذه الأعذار هي:[1]

  • الحيض أو النّفاس: فإذا حدث ذلك في شهر رمضان وجب للمرأة أن تُفطر. ثمّ تقضي عدد الأيام الّتي أفطرتها.
  • المريض: فإذا مرض الإنسان مرضاً شديداً في رمضان، وشقّ عليه الصّيام وأتعبه. فيباح له الإفطار. ثمّ يقضي الأيّام بعد انتهاء رمضان.
  • المسافر: أباح الله تعالى للمسافرين سفراً طويلاً أكثر من ثمانين كيلو متراً بالإفطار ثمّ القضاء بعد رمضان. فمن لم يستطع القضاء، وجبت عليه الفدية إطعام عن كل يومٍ مسكيناً.
  • المجنون: لا صيام له حتّى يعود عقله. ولا قضاء عليه ولا فدية.
  • المغمى أو المغشيّ عليه: لا يصحّ صيامه حتّى يستفيق، ووجب عليه القضاء.
  • الصّبيّ: أي غير المكلّف أو البالغ، لا صيام عليه ولا قضاء ولا فدية.
  • الجوع والعطش الشّديدين: إذا وصل إلى درجةٍ لا تُحتمل، وأحس باقتراب هلاكه جاز له أن يُفطر، ووجب عليه القضاء فيما بعد .
  • الحامل والمرضع: إذا خافتا على نفسيهما وطفليهما فوجب لهما القضاء دون افتداء، أمّا إن خافتا على الطفل فقط وجبت لهما الفدية مع القضاء.
  • صاحب العمل الشّاقّ والمضني: أُبيح له الإفطار إن كان عمله متعباً جدّاً ثم قضاء أيّام الإفطار في حالة الرّاحة.
  • الإكراه على على الإفطار: حيث له نوعان إكراهٌ ليس فيه اختيارٌ للصّائم، وهذا النّوع لا يقضي ولا يفتدي. أمّا إكراهٌ مع الاختيار فهذا فيه قضاءٌ دون افتداء.
  • الهرم: فالشّيخ الكبير أو المرأة المسنّة العجوز قد يشقّ عليهم الصّيام في أيّام رمضان، فلهما أن يفطرا في رمضان.

هل يجوز للمراة اخذ حبوب لمنع الحيض في رمضان

وأمّا عن إجابة سؤال هل يجوز للمراة اخذ حبوب لمنع الحيض في رمضان فهي نعم يجوز للمرأة تناول حبوبٍ لمنع العادة الشّهريّة أو الحيض، سواء في رمضان، أو موسم عبادةٍ آخر كالحجّ والعمرة. وإنّ الله تعالى قد منع الحائض من الصّيام في شهر رمضان رحمةً بها، فهي مخلوقٌ ضعيف، وفترة الحيض تلقى المسلمة كمّاً كبيراً من التّعب والاضطّرابات النّفسيّة والجسديّة، فإن صامت عن الأكل والشّرب، يزيد ذلك من تعبها وإرهاقها، فنزلت رحمة الله تعالى عليها مخفّفاً عنها هذا العبء بأنّها تُفطر أيّام الحيض في شهر رمضان، فتناول هذه الحبوب فيه مصلحةٌ للمرأة المسلمة.

ولم يرَ العلماء بأساً أو حرجاً يمنعها من ذلك، كما لم يرد في ذلك دليلٌ شرعيٌّ واضح، وفائدة هذه الحبوب بأنّها تسمح للمرأة بأن تصوم شهر رمضان كاملاً، دون أن تُفطر فيه، وأن لا تفوفتها الصّلوات و لا تلاوة القرآن الكريم ولا قيام اللّيل، فلا يضيع من أجرها أو ينقص، وقد أشار العلماء المسلمون إلى أهميّة أن تكون هذه الحبوب غير مضرّةٍ بصحّتها وجسمها، كما وجب عليها أن تستأذن زوجها في ذلك، ثمّ تستشير الطّبيب المختصّ، فتتجنّب بذلك مضرّة نفسها وغضب زوجها، فإن رضي زوجها وتبيّن أنّ هذه الحبوب لا تضّرّ بصحّتها جاز لها أن تأخذها، فتنال مرادها بصيام شهر رمضان دون أن تُفطر فيه، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل مداعبة الزوجة في رمضان يفطر

حكم تناول حبوب منع الحيض من أجل صيام رمضان كاملاً

مع تطوّر العلم وُجدت حبوبٌ وعقاقيرٌ تتناولها النّساء تتيح لها تأخير موعد نزول دم الحيض، فعمدت النّساء إلى أخذها في شهر رمضان المبارك، بغية صيامه كاملاً دون أن تفطر وتقضي الأيّام بعد انتهائه، وبعد أن بحث الفقهاء والعلماء المسلمون في هذه المسألة تبيّن أنّ تناول هذه الحبوب جائزٌ شرعاً، ما لم يترتّب على تناوله مضرّةً جسديّة، فإن كان منه ضررٌ فلا يجوز لها ذلك أبداً، فالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا ضررَ ولا ضِرارَ”.[3] ولأنّ الحفاظ على صحّة الجسد وسلامته من المقاصد الشّرعيّة الإسلاميّة العظيمة، لكن إن خضعت لأمر ربّها ورضيت بما كتبه لها، فقد فعلت الصّواب وذلك خيرٌ لها والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما طريقة الغسل الصحيحة من الحيض بناء على السنة النبوية

حكم تناول حبوب منع الحمل في رمضان

إنّ حكم تناول حبوب منع الحمل في رمضان هو جائز باتّفاق العلماء، لكنّ تركه أولى، فالمرأة تتناول حبوب منع الحمل لعددٍ من المقاصد كالمحافظة على صحّة الطّفل،  أو بهدف الحج والعمرة أو بهدف صيام رمضان، وأصحاب قول أنّه جائزٌ من أهل العلم يشترطون عدم وجود أيّ أذى قد ينتج عن تناوله، بذلك يجوز للمرأة أن تتناول حبوب منع الحمل في رمضان لكي لا تقطع صيامها، فمن باب أولى أن تصوم شهرها،  وقد ذهب بعض العلماء إلى كراهية أن تتناول المرأة حبوب منع الحمل،  لأن الحيض أمرٌ مكتوب وهي بذلك تغيّر ما خلق الله، وأنّ تناول هذه الحبوب قد يغير ويؤثّر بالحيض بشكلٍ سلبيّ، وقد ينتج عنه أضرار جانبيّة على المرأة،  فالمرأة إن حاضت وأفطرت وقطعت صيامها ثمّ قضته فيما بعد فهي مأجورةٌ على ذلك، لأنّها تنفّذ أوامر الله -سبحانه وتعالى- وتطيعه،  ولو أنها تناولت الحبوب هذه ولم تفطر وصامت شهرها كاملاً فهي مأجورةٌ أيضاً بإذن الله تعالى والله ورسوله أعلم.[5]

وملخّص القول أنّ بإمكان المرأة أن تتناول حبوب منع الحمل في رمضان لإتمام صيامها،  وهذا كان جواب التّساؤل المطروح هل يجوز للمراة اخذ حبوب لمنع الحيض في رمضان والذي أجاب عنه هذا المقال، وذكر أيضاً الأعذار الموجبة لإفطار رمضان، وأخبر المقال أنّ بإمكان المرأة أخذ حبوب منع الحمل لمنع الحيض في رمضان ولصيام رمضان كاملاً دونما نقصانٍ فيه،  وفي نهاية المقال اختُتِم في ذكر حكم تناول حبوب منع الحمل في رمضان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *