هل يجوز الاحتفال بيوم الحب

هل يجوز الاحتفال بيوم الحب
هل يجوز الاحتفال بيوم الحب

هل يجوز الاحتفال بيوم الحب وهو اليوم الذي اعتاد أن يحتفل فيه العشاق، ويصادف هذا اليوم في الرابع عشر من شهر شباط، فهل يجوز الإحتفال في هذا اليوم من ناحية دينيّة، وماذا يترتب على الأشخاص الذين يحتفلون بهذا اليوم، هذا ما سوف نتعرّف عليه في مقالنا التالي.

هل يجوز الاحتفال بيوم الحب

هل يجوز الاحتفال بيوم الحب لا يجوز للمسلم الإحتفال بيوم الحب، لأنه من أعياد الكفار الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي، والله تعالى لم يجعل للمسلمين إلا عيدين عيد الأضحى وعيد الفطر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “الأعياد من جملة الشرع، والمنهاج والمناسك التي قال عنها الله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}، فإن مشاركتهم في أعيادهم دليل على الموافقة على أعياد الكفر، والموافقة في بعض بعض فروعه يكون نوعًا من الكفر، وأن الموافقة على هكذا أعياد قد ينتهي إلى الكفر، وأقل أحوال مشاركة الكفار أعيادهم هو معصية لله تعالى”، وفي الحديث النبوي الشريف عن عائشة أم المؤمنين قالت: (دَخَلَ أبو بَكْرٍ وعِندِي جَارِيَتَانِ مِن جَوَارِي الأنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بما تَقَاوَلَتِ الأنْصَارُ يَومَ بُعَاثَ، قالَتْولي سَتَا بمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقالَ أبو بَكْرٍأمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وذلكَ في يَومِ عِيدٍ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَيا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وهذا عِيدُنَا)[1]، وهذا الحديث دليل قاطع على أنه لا يجوز الإحتفال بأي عيد من الأعياد، سوى ما شرعه الله تعالى.[2]

شاهد أيضًا: أقوال العلماء في عيد الحب

أصل عيد الحب

يعود أصل هذا العيد إلى الرومان القدماء، فقد كانوا يحتفلون بعيد يسمّى “لوبر كيليا” في 15 من فبراير من كل عام، يتم تقديم القرابين للإله المزعوم “لركس” في هذا اليوم،لكي يحمي مواشيهم من الذئاب، حتى لا تأكلها، وكان هذا العيد يوافق عطلة الربيع المعمول بها عندهم في ذلك الوقت، وقد تغيّر موعد هذا العيد ليصبح في 14 فبراير، وكان هذا في القرن الثالث الميلادي، وفي تلك الفترة كان حكم الإمبراطورية الرومانيّة من قبل “لكلايديس الثاني”، حيث قام بتحريم الزواج على جنوده، بحجة أن الزواج سيشغلهم بعائلاتهم وأطفالهم، فيشغلهم عن الحرب والقتال.

فقام القدّيس فالنتاين بالتصدّي لأوامر الملك، وكان يقوم بإبرام عقود الزواج سرًا، ولكن عندما افتضح أمره، قُبض عليه، وحكم عليه بالإعدام، وخلال فترة سجنه، وقع في حب ابنة السجّان، ثم نُفذ فيه حكم الإعدام في 14 من شباط عام 270 ميلادي، وفي اليوم الي أُعدم فيه، أطلق عليه لقب قدّيس بعد أن كان قسيسًا في السابق، لأنهم اعتبروه أنه فدى النصرانية بروحه، وقام بتزويج المحبين سرًا، وأصبح هذا اليوم وهو 14 شباط يوم يحتفل فيه العشاق من الشباب والفتيات بتبادل الورود والقلوب الحمراء وبطاقات المعايدة، بل أصبح هذا اليوم عند الأمريكيين والأوروبيين يومًا لممارسة الجنس على نطاق واسع، وتتهيأ المدارس الثانوية والجامعات لهذا اليوم، بتوفير الواقيات الذكريّة، التي تحمي الجنسين من انتقال الأمراض لبعضهما البعض عند ممارسة العلاقة، فهو مناسبة جنسيّة مقدّسة عند أهل الكفر والمشركين.[3]

شاهد أيضًا: متى يوم الحب 2022 .. كم باقي لعيد الحب 1443

السبب في تحريم عيد الحب

ومن أبرز الأسباب التي لأجلها حرّم الدّين الإسلامي عيد الحب نذكر الآتي:[4][5]

  • عيد الحب هو عيد بدعي لا أساس له في الشريعة الإسلاميّة.
  • يدعو إلى ممارسة العشق والغرام المحرّم في الإسلام.
  • يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لشرع الله تعالى وسنة رسوله الكريم ولهدي السلف الصالح، فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر هذا العيد من المأكل والمشرب واللباس أو تبادل الهدايا أو إرسال بطاقات المعايدة، وعلى المسلم أن يكون معتزًا بدينه وإسلامه ولا يقلّد الكفر وأهله.
  • سبب للتبعيّة السياسيّة، فهذا العيد يقودنا إلى التبعيّة الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة لدول الغرب، مثل ما يطالب به الكثيرين اليوم من جعل الدولة مدنيّة تشبهًا بالمدن والقوانين الغربيّة، وهذا معناه إقصاء الدّين.
  • سبب لأن يكون المسلم إمّعة في الصحافة والإعلام، وينشر كل ما يقال بدون تثبّت وتأكّد مصداقًا لقوله تعالى: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً}[6].
  • أن فيه مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه، واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم، ومن تشبّه بقومٍ فهو منهم.
  • ما يترتب على هذا العيد من المفاسد والمحاذير كاللهو، الغناء، والزمر، والسفور، والتبرّج، والإختلاط بين الرجال بالنساء من غير المحارم، وهو وسيلة إلى الفواحش ومقدمة لها.

شاهد أيضًا: قصة عيد الحب ولماذا سمي بهذا الاسم

هل يجوز بيع الهدايا والورود في عيد الحب

السلع المباحة التي تستعمل في المحرّم الأصل جواز بيعها، إلا إذا علم الشخص أنه المشتري سيتخدمها فيما يُغضب الله تعالى، ويرى العلماء إن كان البائع يظن ظنًا بأن سلعته سيتم استخدامها فيما يغضب الله تعالى، فلا يجوز بيعها في هذه الحالة، فالأصل جواز بيع الورود وغيره للكفار، إلا لمن علم أنه سيستعملها في أمر محرّم، كالإهداء لعلاقة محرّمة وغير ذلك، وأما في موسم عيد الحب، فهناك دليل قاطع على أن المشتري يقصد بشراء الورود الحمراء والهدايا والدِببة للاحتفال في ذلك العيد المحرّم، فالأفضل عدم بيع الورود والهدايا الحمراء في موسم عيد الحب، إلا إذا تأكّد البائع أن المشتري لن يستخدمها في الإحتفال بذلك العيد المحرّم.[7]

شاهد أيضًا: علامات حب الرجل للمرأة من بعيد

آراء العلماء في بيع الورود والهدايا في عيد الحب

من أبرز آراء العلماء فيما يخص بيع الورود والهدايا في عيد الحب نذكر:[8]

  • الموسوعة الفقهيّة الكويتيّة: جاء فيها في الكلام عن بيع العصير لمن سيتخذّه خمرًا: “اشترط الجمهور للمنع من هذا البيع: أن يعلم البائع بقصد المشتري اتخاذ الخمر من العصير، فلو لم يعلم، لم يُكره بيعه بلا خلاف بين العلماء”.
  • رأي ابن قُدامة: قال: “إنما يحرّم البيع إذا عَلم البائع قصد المشتري، إما بقوله له صراحة، وإما بدلائل وقرائن واضحة ومؤكّدة تدل على ذلك”.
  • رأي الشافعيّة: “اكتفى الشافعيّة بظن البائع أن المشترى يعصر خمرًا أو مسكرًا، فكرهوا البيه له في هذه الحالة”.
  • رأي جمهور العلماء: “إذا لم يعلم البائع بحال المشتري، أو كان المشتري ممن يعمل الخل والخمر معًا، أو كان البائع يشك في حاله أو يتوهم، فيجوز بيعه”.

وهكذا يتم قياس بيع الورود والهدايا في عيد الحب على هذه الطريقة بحسب آراء العلماء والفقهاء.

حكم تبادل الورود والهدايا في عيد الحب

يحرّم التحضير لهذا العيد بتبادل الورود الحمراء والدببة والهدايا ولبس الأحمر وغير ذلك مما يخص هذا العيد، ولا يجوز أيضًا للمسلم المشاركة بهذا العيد بأي شكل من الأشكال، وينبغي على المسلم أن يعلم أن الإسلام بيّن أسس وقواعد للحب، فالإسلام هو دين المحبة المبني على أسس سليمة متفقة مع الفطرة الإنسانيّة، فالزوج يحب زوجته، والزوجة تحب زوجها، والمسلم يحب والديه، ويحب أخاه وهكذا، فالحب أكبر وأشمل من حصره بحب الحبيبة، وأكبر من حصره بهذا اليوم المحرّم، والذي يُقصد به العشق الحرام واتخاذ الأخدان والعشيقات خارج نطاق الأسرة والزواج، فهو دعوة للتحلل والإباحيّة في العلاقة مع الطرف الآخر، ومن قام بشراء الورود والهدايا في هذا اليوم، فهو في هذه الحالة يتعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله تعالى ورسوله الكريم.[9]

شاهد أيضًا: قصة عيد الحب الحقيقية

في نهاية مقالنا تعرفنا على هل يجوز الاحتفال بيوم الحب ، لا يجوز للمسلم الإحتفال بيوم الحب، لأنه من أعياد الكفار الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي، وتعرفنا إلى أصل عيد الحب، والسبب في تحريمه، وفيما هل يجوز تبادل الورود والهدايا في هذا اليوم، وآراء العلماء في ذلك.

المراجع

[1]صحيح البخاريعائشة أم المؤمنين، البخاري، صحيح البخاري، 952، [صحيح] 
[6]النساء83