حكم صيام ليلة النصف من شعبان

حكم صيام ليلة النصف من شعبان

حكم صيام ليلة النصف من شعبان وهي من الليالي التي يكثر الحديث عنها، وتكثر الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات فيها، بسبب وقوع شهر شعبان بين شهرين عظيمين وهما رمضان ورجب، وهذه الليلة وهي النصف من شعبان والتي تُسمّى ليلة الرحمة، وليلة الغفران، والليلة المباركة لها عدد من الفضائل التي سوف نتحدّث عنها في هذا المقال.

حكم صيام ليلة النصف من شعبان

حكم صيام ليلة النصف من شعبان لا يجوز تخصيص يوم الخامس عشر من شعبان وهو ليلة النصف من شعبان بصيام مخصوص دون بقية الشهر، وصيام يوم النصف من شعبان يجوز مع سائر أيام الشهر، أو يصومه من له عادة كصيام يوم وفطر يوم أو صيام الإثنين والخميس فيوافق ذلك يوم النصف من شعبان، أو صيامه على أنه من الأيام البيض، إلا أنه لا يُشرع تخصيصه بصيام دون بقية أيام شعبان، ويجوز للمسلم أن يكثر من الصوم في سائر أيام السنة، ويستحب له أن يكثر من الصوم في شهر شعبان خصوصًا ما روي من حديث عائشة أم المؤمنين: (كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصومُ حتى نقولَلا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَلا يصومُ، وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه في شَهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ)[1].[2]

شاهد أيضًا: متى ترفع الاعمال الى الله في شهر شعبان

صيام النصف من شعبان ابن باز

ليس له أصل، فصيام يوم الخامس عشر من شعبان وهو ليلة النصف من شعبان لا أصل له، وليس في السنة النبويّة الشريفة، ولا في القرآن الكريم ما يحث أو يدعو على صيام هذه الليلة دون بقية أيام شهر شعبان، لكن إذا صام المسلم ليلة الخامس عشر من شعبان من ضمن الأيام البيض والتي تصادف ليلة الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر، هذا مستحب صيامه في كل شهور السنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الأيام البيض، ويصوم شعبان كله، أو أكثره، فبعض الأحيان يصوم أكثره، وبعض الأحيان يصومه كله.[3]

شاهد أيضًا: خطبة عن شهر شعبان

حكم صوم أيام من شعبان ابن عثيمين

يجوز صيام أيام من شهر شعبان، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين والخميس لأنهما من الأيام التي ترفع فيهما الأعمال إلى الله تعالى، وكذلك يجوز الإكثار من الصيام في شعبان فقد كان النبي يُكثر من الصيام فيه، كما ورد في الحديث النبوي الشريف عن عائشة أم المؤمنين قالت: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ)[4]، بل كان يصم أكثر شعبان، لكن من لم يكن يصوم في شعبان فإنه منهي عن صيامه، بمعنى أنه لا يجوز له الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين، فصيام شعبان من السنّة كلّه أو قليلاً منه.[5]

شاهد أيضًا: ما هو حكم صيام الأيام البيض

حكم صيام شهر شعبان

صيام شهر شعبان كلّه أو بعضه جائز شرعًا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه كلّه، ولكن يُستثنى من ذلك تخصيص النصف الثاني منه بالصيام، فهذا حرام شرعًا، ولكن يُستثنى من التحريم الصيام في حالات معيّنة وهي:[6]

  • مَن كانت له عادة الصيام، فيستمر في عادته، مثل من اعتاد صيام الإثنين والخميس، أو صيام الأيام البيض.
  • من بدأ بصيام شهر شعبان من بدايته، وذلك كأن يصوم أيامًا من النصف الأول من شعبان، وأيامًا من النصف الثاني منه.
  • من نَوى صيام واجب أو نذر أو كفارة.

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

الاحتفال بليلة النصف من شعبان هي من البدع التي أحدثها الناس، ويكون الاحتفال بهذه الليلة عن طريق تخصيصها بصيام معين أو صلاة أو دعاء أو قيام، وهذا كلّه لا يجوز، لأنه لم يرد دليل صحيح يمكن الاعتماد عليه، وقد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث ضعيفة أو موضوعة لا يمكننا الاحتجاج بها، وقد نبّه الحافظ بن رجب في كتابه “لطائف المعارف” وقال: “الأحاديث الضعيفة يُعمل بها في العبادات التي ثبت أصلها بدليل صحيح، أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فليس له أي أصل صحيح حتى يُحتج ويُستأنس به”، وقد أجمع العلماء جميعهم على ردّ ما اختلف فيه من مسائل بين الناس إلى كتاب الله وسنّة رسوله، فما حكما به فهو الشرع الواجب اتباعه، وما خالفهما وجب طرحه، وا لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعلها.[7]

شاهد أيضًا: هل صيام النصف من شعبان سنة

من أين جاءت مسألة الاحتفال بليلة النصف من شعبان

قال الحافظ بن رجب: “وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام من أمثال: خالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر، وغيرهم يُعظّمونها، ويجتهدون فيها بالعبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: أنه اختلطت بعض الإسرائيليات عن الاحتفال بهذه الليلة، فلما انتشر احتفالهم بليلة النصف من شعبان بين البلدان والأقطار، اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قبل هذه العادة، ومنهم  ووافقهم على تعظيمها والاحتفال بها، ومنهم من أنكر عليهم ذلك وهم بعض أهل البصرة، والكثير من علماء الحجاز ومنهم: عطاء، وابن أبي مليكة، وغيرهم، وهو قول أصحاب مالك الذين قالوا” الاحتفال بليلة النصف من شعبان بدعة، اختلف علماء أهل الشام في صفة احيائها، فمنهم من قال أنه يستحب احياؤها جماعة في المساجد ومنهم خالد بن معدان، ولقمان بن عامر، ومنهم من قال: أنه يُكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والدعاء، وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وعالمهم، وهذا هو الأقرب للصواب”، والمقصود من كلام ابن رجب: بأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته شيء ثابت فيما يخص الاحتفال بليلة النصف من شعبان أو تعظيمها.[8]

بعض الأخطاء التي تقع في ليلة النصف من شعبان

يجب التنبيه على عدد من الأخطاء التي تحدث ليلة النصف من شعبان ومنها:[9]

  • دعاء ليلة النصف من شعبان: لم يرد نص صحيح في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية ما يدل على وجود دعاء مخصوص بليلة النصف من شعبان، وفي هذا الدعاء مخالفات شرعيّة وعقائديّة منها قولهم: ياذا المن ولا يمن عليه، اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًّا أو محرومًا..”.
  • تخصيص نهاره بالصيام: إلا إذا كان من باب صيامه من الأيام القمريّة، أو وافق يوم الإثنين والخميس، ومَن عادته أن يصومهما.
  • قراءة سورة معيّنة: فبعض الناس تتداول فيما بينها أن هناك سور خاصة بليلة النصف من شعبان ومنها: سورة “يس”.
  • تخصيص صلاة بعينها: منها مثلاً صلاة ركعتين بطريقة معيّنة بنيّة طول العمر والغنى عن الناس.
  • تفسير خاطئ لبعض الآيات: ومنه قوله تعالى في سورة الدخان: {إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}[10]، يقول بعض الناس: أنها نزلت في ليلة النصف من شعبان، والصحيح أنها نزلت في شأن ليلة القدر.

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال في ليلة البراءة نصف شعبان واهم ما ورد فيها

في نهاية مقالنا تعرفنا على حكم صيام ليلة النصف من شعبان لا يجوز تخصيص يوم الخامس عشر من شعبان وهو ليلة النصف من شعبان بصيام مخصوص دون بقية الشهر، وصيام يوم النصف من شعبان يجوز مع سائر أيام الشهر.

المراجع

[1]صحيح مسلم عائشة أم المؤمنين، مسلم ، صحيح مسلم ، 1156 ، [صحيح]
[4]صحيح البخاريعائشة أم المؤمنين ، البخاري ،صحيح البخاري ،1969 ،[صحيح]
[10]الدخان3-4