حكم الاحتفال في ليلة البراءة نصف شعبان واهم ما ورد فيها

ليلة البراءة نصف شعبان

حكم الاحتفال في ليلة البراءة نصف شعبان واهم ما ورد فيها هو حكمٌ شرعي وفقهي وضَّحته الشريعة الإسلامية وسنقوم بتسليط الضوء عليه من خلال هذا المقال، فإنَّ شهر شعبان هو شهر غفلة بين شهرين فضيلين هما رمضان ورجب، وقد بيَّنت السنة النبوية فضله وما يُستحب فيه من الأعمال، ومن خلال هذا المقال سنقوم بذكر ما صحَّ في فضل ليلة النصف منه، كما سنذكر حكم الاحتفال بها أو قيامها في المساجد.

حكم الاحتفال في ليلة البراءة نصف شعبان

إنَّ حكم الاحتفال في ليلة البراءة نصف شعبان هو مُحرَّم وغير جائز وهو من البدع ومُستحدثات الأمور، فقد أتمَّ الله تعالى لعباده الدين، وبيَّن لهم النهج السليم الذي يجب أن يسيروا عليه والذي يجب أن يتحرّوا الخروج أو الشذوذ عنه، كما بيَّن لهم أحكام الاحتفال والأعياد، وحرَّم عليهم استحداث أعياد أو مناسبات شرعية غير موجودة في الدين، وبيّن لهم ما هو جائز ومُباح في ذلك، وكذلك وضَّحت لنا السنة النبوية فضل شهر شعبان وما يجوز من العبادات فيه، ولم يصح في أي نص شرعي سواء في القرآن الكريم أو الحديث الشريف ما يُثبت جواز الاحتفال في هذا اليوم أو هذه الليلة، لذا فإنَّه لا يجوز الاحتفال في هذا اليوم أو تخصيصه بفضل مُعيَّّن، والله أعلم.[1]

أهم ما ورد في ليلة البراءة نصف شعبان

ورد في ليلة النصف من شعبان أو ما يُسمى بليلة البراءة الكثير من الأحاديث والنصوص التي في روايتها ضعف أو إنكار والتي لا يجوز الاعتماد عليها أو الأخذ بها، ولم يصح من الأحاديث التي توضّح فضل هذه الليلة سوى قوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حديثه الشريف: “إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ[2]، وهو حديث لا يدل على جواز تخصيص هذه الليلة بصلاة أو عبادة مُحددة، أمَّا عن قيام هذه الليلة في المنزل فهو أمر لا حرج فيه وهو يجعل المرء أقرب إلى رحمة الله تعالى ومغفرته وعفوه، وأمَّا قيامها في المساجد والاجتماع لإحيائها فهو أمرٌ مُستحدث وهو من البدع، والله أعلم.[3]

حكم صيام النصف من شعبان

إنَّ تخصيص صيام النصف من شعبان بالصيام بسبب الاعتقاد بفضله وعظمته هو أمر غير جائز، ولا يصح، ولم يرد ذلك عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أو أي من الصحابة الكرام أو السلف الصالح، أمَّا صيام هذا اليوم بسبب عادة في الصيام كأن يعتاد المرء صيام أغلب هذا الشهر أو يعتاد صيام أيام مُحددة ويُصادف ذلك هذا اليوم فلا حرج في ذلك، فقد كان الرسول يصوم شعبان كلّه إلا قليل، كما كان يصوم الأيام البيض من كل شهر، والله أعلم.

ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان

أمر الله تعالى نبيّه مُحمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- وجميع المُسلمين بتغيير القبلة وتحويلها من بيت المقدس إلى الكعبة المُشرفة في يوم النصف من شعبان، وقد كان هذا الحدث من أهم الأحداث التي حصلت في تاريخ الدعوة الإسلامية، فبعد هجرة الرسول إلى المدينة المنورة كان ينظر ويتشوّق إلى الكعبة المُشرفة، إلا أنَّه كان يولي وجهه إلى القبلة التي أمره الله تعالى بها فلا يخالف أمره أو يعصيه، وقد نزل في ذلك قوله تعالى: “قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ”[4]، والله أعلم.[5]

أسماء ليلة النصف من شعبان

ورد في ليلة النصف من شعبان عدد من الأسماء والألقاب التي عُرفت بها، ومنها نذكر:[6]

  • ليلة البراءة.
  • ليلة الإجابة.
  • ليلة الدعاء.
  • ليلة القِسمة.
  • الليلة المباركة.
  • ليلة الشفاعة.
  • ليلة العتق من النار.
  • ليلة الغفران.

حكم إحياء ليلة النصف من شعبان في المسجد

إنّ ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان وأنَّها ليلة يغفر الله تعالى فيها لعباده لا يقتضي ولا يستدعي إحياء هذه الليلة في المسجد، أو الاجتماع لأداء صلاة أو عبادة فيها، فإنَّه لو صحَّ ذلك لفعله قبلنا السلف الصالح والصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وإنَّ كل ما ورد في فضل تخصيص هذه الليلة بصلوات مُحددة وأدعية مأثورة هو أمر غير صحيح وغير وارد، وقد وضَّح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله: “وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل، وكان في السلف من يصلي فيها، لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة“، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: فضل شعبان والاستعداد لرمضان

بعد بيان حكم قيام ليلة النصف من شعبان في المساجد نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيّن حكم الاحتفال في ليلة البراءة نصف شعبان واهم ما ورد فيها، كما ذكر أهم ما حدث في هذه الليلة، وأبرز الأسماء التي عُرفت بها.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa , حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان , 24/02/2024
  2. ^ صحيح ابن ماجى , أبو موسى الأشعري، الألباني، 1148، حسن.
  3. ^ islamweb.net , ليلة النصف من شعبان وما ورد فيها , 24/02/2024
  4. ^ سورة البقرة , الآية 144.
  5. ^ islamweb.net , تحويل القبلة , 24/02/2024
  6. ^ wikiwand.com , ليلة منتصف شعبان , 24/02/2024
  7. ^ islamweb.net , ماورد في ليلة النصف من شعبان ـ إن صح ـ لايقتضي تخصيصها أو يومها بعبادة أو صيام , 24/02/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *