الاحتفال بالمولد النبوي هل يجوز

الاحتفال بالمولد النبوي هل يجوز

الاحتفال بالمولد النبوي هل يجوز هو سؤال من الأسئلة المُهمة والتي لا بدَّ من توضيح إجابتها وحكمها الشرعي في الدين الإسلامي، فإنَّ المولد النبوي الشريف هو يوم ميلاد الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو يومٌ يحتفل فيه الكثير من المُسلمين ويقيمون الولائم والاحتفالات، وذلك دون الرجوع والتأكد من الحكم الشرعي للاحتفال بهذا اليوم، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على حكم الاحتفال بالمولد النبوي، بالإضافة لذكر أول من أحدثه، وحكم التهنئة وأكل الحلوى في هذا اليوم.

المولد النبوي الشريف

ولد النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- نورًا لكلِّ البشرية وضياءً وهدايةً لكلِّ الأمم، فقد ولد في زمان كانت تعيش فيه البشرية في ظلام وجهل شديدين، حيث انتشرت في ذلك الوقت الكثير من المعتقدات الباطلة والجاهلة، فأضاء بنوره وهدايته ظلام وجهل هذه الأمة، ومن المُؤكَّد أن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولد في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول في عام الفيل، حيث أجمع أهل العلم على ذلك، إلَّا أنَّ الخلاف يقع في تحديد اليوم الذي ولد فيه، فقد قيل أنَّ مولده -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان في اليوم الثاني من شهر ربيع الأول ومنهم من قال أنَّه في اليوم الثامن، كما ورد أنَّه كان في اليوم التاسع، والله أعلم.[1]

الاحتفال بالمولد النبوي هل يجوز

لا يجوز الاحتفال بالمولد النبوي، وهو أحد البدع المُستحدثة والتي لم تكن موجودة في زمان النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-  أو الصحابة، وهو أمر دخيل وممنوع ومردود، وقد بيَّن أهل العلم حجَّة تحريم الاحتفال بالمولد النبوي من عدَّة أوجه وهي:[2]

  • الوجه الأول: هو أنَّ هذا الاحتفال لم يكن موجودًا في عهد الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم، أو في عهد أيٍّ من صحابته وخلافه الراشدين؛ لذا فهو بدعة مُستحدثةٌ في الدين.
  • الوجه الثاني: إنَّ في هذا الاحتفال تشبَّهٌ بالنصارى، حيث يحتفل النصارى بمولد المسيح، وإنَّ في ذلك تشبُّهٌ بهم وهو أمرٌ مُحرَّم أيضًا.
  • الوجه الثالث: أنَّ في هذا الاحتفال مُبالغة وغلو في التعظيم حتى أنَّ الأمر يصل في هذه الاحتفالات إلى الاستعانة والدعاء للنبي دون الله تعالى.
  • الوجه الرابع: يفتح هذا الاحتفال بابًا للقيام بأفعال وبدع أُخرى مُشابهة، بالإضافة لظهور من يتكاسل عن أداء السُنن المُؤكدة، وينشط في مثل هذه الاحتفالات.

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الأربعة

أول من أحدث المولد النبوي

إنَّ الاحتفال بالمولد النبوي هو أمر لم يكن موجودًا في عهد الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أو في عهد أي من الخلفاء الراشدين، بل هو مر استحدثته الدولة الفاطمية وذلك في القرن السادس الهجري، أي أنَّ ذلك استُحدث بعد فترة زمنية بعيدة عن عهد النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أو خلفائه أو صحابته، بالإضافة لذلك فإنَّ الدولة الفاطمية قامت باستحداث الكثير من الأمور الخاطئة والبدع الضالَّة، كما ابتعدوا في نهجهم عن نهج السلف الصالح بشكل كبير، والله أعلم.[3]

حكم التهنئة بعيد المولد النبوي

إنَّ التهنئة بالمولد النبوي بقول عبارات التهنئة مثل كل عام وأنتم بخير أو ما شابهها من هذه العبارات هو أمر جائز، وذلك في حال لم يُقصد التعبُّد من خلال هذه التهنئة، فإنَّ يوم المولد النبوي هو يوم عظيم عند كلِّ مسلم، أمَّا الاحتفال بحد ذاته بيوم المولد النبوي فهو أمر مُبتدع مُحرَّم وغير جائز، ولو كان في هذا الاحتفال خيرٌ ومنفعة للمُسلمين لسبقنا إليه السلف الصالح من الصحابة الكرام، والله أعلم.

حكم أكل الحلوى في عيد المولد النبوي

إنَّ أكل الحلوى أو الطعام المُعدُّ ليوم المولد النبوي أو للاحتفال به هو أمرٌ جائز، ولا حرج في الأكل من هذا الطعام، إلَّا أنَّه لا يجوز حضور هذه الاحتفالات أو تلبية الدعوة إليها والمشاركة بالابتداع الذي يحصل فيها، فقد حذَّر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من اتِّباع ما استحدث من الأمور لأنَّ في ذلك ضلالة، وقد ورد ذلك في حديثه الشريف: “إيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ[4]، وعلى ذلك فإنَّ أكل طعام عيد المولد جائز، زلكنَّ حضوره ُحرَّم، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بليلة الاسراء والمعراج

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن الاحتفال بالمولد النبوي هل يجوز، كما عرَّف بالمولد النبوي الشريف، وذكر حكم التهنئة أو أكل الحلوى والطعام في عيد المولد النبوي، بالإضافة لذكر أول من أحدث هذا الاحتفال.

المراجع

  1. ^ alukah.net , ربيع الأول شهر المولد والهجرة والوفاة , 05/09/2021
  2. ^ islamqa.info , حكم الاحتفال بالمولد النبوي , 05/09/2021
  3. ^ islamweb.net , حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وأول من أحدثه , 05/09/2021
  4. ^ تخريج كتاب السنة , العرباص بن سارية، الألباني، 31، صحيح.
  5. ^ islamweb.net , التهنئة بالمناسبات المبتدعة وأكل حلاوة المولد , 05/09/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *