فضل شعبان والاستعداد لرمضان

فضل شعبان والاستعداد لرمضان

فضل شعبان والاستعداد لرمضان هو أمر لا بدَّ من تسليط الضوء عليه، فإنَّ شهر شعبان هو الشهر الذي يسبق شهر رمضان المبارك، وهو شهرٌ يستحب الإكثار فيه من الصيام والعمل الصالح، كما يُعتبر هذا الشهر مدخلًا يتهيّأ فيه الإنسان للدخول في شهر رمضان المبارك، ويسعى لاكتساب واغتنام فضله، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بذكر فضل شهر شعبان وكيفية الاستعداد لاستقبال ودخول شهر رمضان المبارك.

فضل شعبان والاستعداد لرمضان

إنَّ شهر شعبان هو شهر فضيل كان يُحب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الإكثار من الصيام فيه، وقد كان يصومه كله أو كله إلا بضعة أيام، فهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، وكان يُحب أن يُرفع عمله وهو صائم، وهو شهر يُهيئ نفس الإنسان ويُحضّرها لاستقبال شهر الصيام والقيام، فهو الشهر الذي يسبق شهر رمضان المبارك، وإنَّ الإكثار من الاستغفار والذكر والعبادة والصيام والقيام والتوبة في شهر شعبان يجعل المرء يدخل إلى رمضان حاضر القلب والجوارح نقي الروح من الإثم والخطايا بإذن الله تعالى، مستعدًا لأداء عبادات هذا الشهر على أكمل وأحسن وجه، والله أعلم.[1]

فضل شهر شعبان

يقع شهر شعبان بين شهرين فضيلين وهما شهر رجب أحد الأشهر الحُرم، وشهر رمضان وهو شهر الصيام، فقد ينشغل العباد بفضل هذين الشهرين وينسون فضل شهر شعبان، فهو شهرٌ ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، وهو أكثر شهر كان يصوم فيه رسول الله بعد شهر رمضان، وإنّ الصيام فيه مُستحب لأنَّه وقت غفلة، وإنَّ العبادة مُستحبة ولها فضل وأجر عظيمين في وقت الغفلة، والله أعلم.

فضل الصيام في شهر شعبان

كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُكثر من الصيام في شهر شعبان، وإنَّ فضل الصيام في شهر شعبان يعود إلى ما يلي:[2]

  • الالتزام بسنة الحبيب المُصطفى واتّباع سنّته الشريفة، والقيام بالأعمال التي كان يُحبها وكان يوصي بفعلها.
  • إنَّ صيام شهر شعبان يُهيئ العبد لاستقبال شهر رمضان وصيامه والإقبال عليه.
  • شهر شعبان هو شهر تُرفع فيه الأعمال وكان الرسول يُحب أن يُرفع عمله وهو صائم.
  • شهر شعبان هو شهر غفلة بين شهري رمضان ورجب، وإنَّ العبادة في وقت الغفلة مُستحبة.
  • شهر شعبان هو شهر مغفرة ورحمة من الله تعالى.

الاستعداد لاستقبال شهر رمضان

إنَّ شهر رمضان هو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار، وهو شهر تُغلق فيه أبواب النار وتُفتح أبواب الجنة، وهو شهر العبادة والطاعة والتوبة، ينتظره المُسلمون من العام إلى العام بكل شوق وحنين، ويتحرون فيه العمل الصالح، ويستعدون إلى استقباله بقلب خالٍ من الذنوب والحقد والضغينة، ومن الأعمال التي يُستحب القيام بها لاستقبال شهر رمضان والاستعداد له نذكر ما يلي:[3]

التوبة

إنَّ التوبة الصادقة والنصوح هو أمر واجب على العبد في كل وقت وحين، ويجب على الإنسان دائمًا أن يُسارع إلى التوبة من الذنوب والخطايا، ويعود إلى الله تعالى تائبًا نائبًا، وإنَّه مع قدوم شهر رمضان المُبارك يُستحب على الإنسان أن يُقبل عليه خاليًا من الذنوب وطاهرًا من الآثام فيتوب إلى الله تعالى من كل ذنب وخطيئة، ويسأله المغفرة والعفو، وأن يدخل إلى شهر رمضان بقلب صافٍ مليء بالإيمان.

الدعاء

الدعاء من الأعمال التي يُؤجر فاعلها، وهو أمرٌ مُستحب في كل وقت، وقد روي عن بعض السلف الصالح أهم كانوا يقومون بالدعاء لمدة ستة أشهر لكي يُبلغهم الله تعالى شهر رمضان بخير وصحّة وإيمان، ثم يقومون بعد رمضان بالدعاء لمدة خمس أشهر ويسألون الله أن يتقبّل منهم، وإنّه من المُستحب أن يُكثر العبد من الدعاء إلى الله تعالى ويسأله أن يُبلغه شهر رمضان وهو على أتمّ الإيمان والخير، وأن يسأله العون على أداء العبادة والطاعة.

صيام القضاء

قبل الدخول في شهر رمضان المبارك يجب على من عليه أيام قضاء من رمضان السابق أن يقوم بقضاء ما عليه من الصيام، ولا يجوز تأخير صيام القضاء حتى دخول رمضان الذي يليه بدون عذر شرعي، فيجب على العبد أن يدخل شهر رمضان وهو خالي الذمة، مؤدي لكل ما عليه من الفروض، فإنَّ صيام شهر رمضان هو فرض على كل مُسلم قادر وبالغ وعاقل، وإنَّ من أفطر فيه وجب عليه القضاء قبل دخول رمضان الذي يليه.

الإكثار من الصيام

الإكثار من الصيام في شهر شعبان هو أمرٌ مُستحب فهو شهر يغفل فيه العباد عن الطاعة، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، كما إنَّ صيام شهر شعبان يجعل العبد يتهيّأ لدخول شهر رمضان، ويستعد لدخوله وهو مُقبل على الطاعة والعبادة والصيام، كما إنَّ شهر شعبان هو من أحب الأشهر إلى قلب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان يُكثر من الصيام فيه.

الفرح بقدوم شهر رمضان

إنَّ شهر رمضان هو من أشهر الخير عند المُسلمين، وهو موسم المغفرة والرحمة، ينتظره العباد من العام إلى العام، ويتحروّنه، ويُكثرون من العمل الصالح والعبادة فيه، كما إنَّ شهر رمضان هو الشهر الذي نزل فيه القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر، وهي ليلة خير من ألف شهر، لذا يستقبل المُسلمون شهر رمضان بفرح زسعادة وسرور، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ”[4]، والله أعلم.

أعمال شهر شعبان

إنَّ الاجتهاد في شهر شعبان هو سبيلٌ لدخول شهر رمضان المبارك بقلب سليم مُقبل على الطاعة والعبادة، وإنَّ من أحب الأعمال التي يُفضل الإكثار منها في شهر شعبان هو الصيام، فقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يصومه كلّه إلا قليل، ومن المُستحب أيضًا في شهر شعبان المُسارعة إلى التوبة والعمل الصالح، ولإكثار من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن الكريم، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: صحة حديث اذا بلغت الناس بشهر رمضان حرمت عليك النار

بعد ذكر أهم أعمال شهر شعبان نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي سلَّط الضوء على فضل شعبان والاستعداد لرمضان، والذي بيَّن أبرز الأعمال التي يُستحب القيام بها لاستقبال شهر رمضان المبارك، ووضَّح فضل الصيام في شهر شعبان.

المراجع

  1. ^ alukah.net , شعبان والاستعداد لرمضان , 11/03/2022
  2. ^ saaid.net , وقفات تربوية مع شهر شعبان , 11/03/2022
  3. ^ islamqa.info , الاستعداد لشهر رمضان , 11/03/2022
  4. ^ سورة يونس , الآية 58.
  5. ^ islamweb.net , الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان , 11/03/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *