حكم صيام النصف من شعبان

حكم صيام النصف من شعبان

حكم صيام النصف من شعبان هو أحد الأحكام الشرعية والفقهية التي لا بدَّ من تسليط الضوء عليها وبيان رأي الشريعة الإسلامية فيها، فإنَّ الصيام في شهر شعبان بشكل عام هو من السنن الواردة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن خلال هذا المقال سنقوم ببيان حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان في الصيام، وحكم الاحتفال بها وقيامها، كما سنذكر أقوال أهل العلم في ذلك.

حكم صيام النصف من شعبان

لا يُشرَّع تخصيص النصف من شعبان بالصيام دون غيره من أيام الشهر، إلا أنَّه يجوز صيامه بشكل عام دون وجود أي وجه للتخصيص في ذلك، كأن يصوم المرء أغلب أيام شهر شعبان ويصومه معها، أو يكون له عادة في الصيام في أيام الخميس والاثنين ويصومه وفقًا لذلك، فإنَّ الرسول -صلَى الله عليه وسلَّم- كان يصوم أغلب هذا الشهر دون تحديد أو تخصيص أيام دون أيام، وإنَّ الاعتقاد بوجود فضل خاص ليوم النصف من شعبان هو أمر خاطئ لا صحّة له، والله أعلم.[1]

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

لا يجوز الاحتفال بليلة النصف من شعبان ولا يجوز تخصيص هذا اليوم أو هذه الليلة بأي شيء سواء أكان ذلك بالاحتفال أو غيره، فإنَّ نبي الله محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- أتمَّ الدين للمُسلمين وبيَّن لهم الطريق السليم والنهج الصحيح فيه، ولا يجوز على المُسلم مُخالفة هذا النهج أو استحداث أمور غير موجودة فيه، فإنَّ ذلك من البدع التي تُؤدي إلى الضلالة، والله أعلم.[2]

أقوال أهل العلم في صيام النصف من شعبان

إنَّ كل ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان هو عبارة عن أحاديث ضعيفة ومنكرة، وقد بيَّن أهل العلم حكم تخصيص هذا اليوم بالصيام وغيره، وفيما يلي نذكر أهم هذه الأقوال:[3]

  • فتوى الشيخ ابن باز: الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها، وتخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم“.
  • فتوى الشيخ ابن عثيمين: صيام النصف من شهر شعبان وردت فيه أحاديث في فضله، وفي فضل قيام الليلة (ليلة النصف)، وفضل يوم النصف أيضًا، لكنها أحاديث ضعفها أكثر أهل العلم، والأحاديث الضعيفة لا تثبت بها حجة، لا سيما في المسائل العملية، وبناء على ذلك؛ فإن تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام تخصيص ليلة النصف من شعبان بالقيام غير مشروع لعدم صحة الأحاديث الواردة في ذلك عند أكثر أهل العلم“.

قيام النصف من شعبان

إنَّ ليلة النصف من شعبان هي من الليالي ذات الفضل في الشريعة الإسلامية وقد ور في ذلك عدد من الأحاديث الحسنة والصحيحة، ومن ذلك قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ[4]، وعلى ذلك فإنَّه لا حرج على المُسلم من قيام هذه الليلة، أمَّا تخصيصها بذكر مُحدد وصاة مُحددة فهو أمر غر وارد، وكذلك فإنَّ الاجتماع في المساجد لأحيائها هو من البدع التي لا تجوز، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام اخر يوم في شعبان

بعد بيان حكم الصيام بعد ليلة النصف من شعبان نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي ذكر حكم صيام النصف من شعبان، والذي وضَّح أيضًا حكم الاحتفال بهذا اليوم، وحكم قيام ليله، بالإضافة إلى توضيح رأي أهل العلم في ذلك، وذكر فضل الصيام في شهر شعبان بشكل عام.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , حكم صيام يوم النصف من شعبان , 24/02/2024
  2. ^ binbaz.org.sa , حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان , 24/02/2024
  3. ^ islamweb.net , صوم النصف من شعبان.. رؤية شرعية , 24/02/2024
  4. ^ صحيح ابن ماجى , أبو موسى الأشعري، الألباني، 1148، حسن.
  5. ^ صحيح النسائي , أسامة بن زيد، الألباني، 2356 ، حسن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *