ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان

ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان

ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان؟ حيث أن هذه الليلة يكثر فيها تداول عدد من الأحاديث والأدعية، وتنتشر فيها الكثير من البدع التي لم ينزل الله بها من سلطان، وليلة النصف من شعبان هي أحد الليالي المهمة من ليالي شهر شعبان الشهر الذي يسبق شهر رمضان، لذا خصصها بعض الناس ببعض العبادات والأدعية والصيام، فماذا صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخص ليلة النصف من شعبان.

ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان

ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى في القدس الشريف إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة، في ليلة النصف من شعبان، وهو ما ذكره وأقره النووي في كتابه “الروضة”، فعن البراء بن عازب قال: (كانَ أوَّلَ ما قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ علَى أجْدَادِهِ، أوْ قالَ أخْوَالِهِ مِنَ الأنْصَارِ، وأنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكانَ يُعْجِبُهُ أنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وأنَّهُ صَلَّى أوَّلَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا صَلَاةَ العَصْرِ، وصَلَّى معهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى معهُ، فَمَرَّ علَى أهْلِ مَسْجِدٍ وهُمْ رَاكِعُونَ، فَقالَ: أشْهَدُ باللَّهِ لقَدْ صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كما هُمْ قِبَلَ البَيْتِ، وكَانَتِ اليَهُودُ قدْ أعْجَبَهُمْ إذْ كانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ، وأَهْلُ الكِتَابِ، فَلَمَّا ولَّى وجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ، أنْكَرُوا ذلكَ)[1]، ولكن كان هناك خلاف  بين العلماء في تحديد وقت تحويل القبلة فمنهم من قال أنها حوّلت في النصف من شعبان ومنهم من حدد وقت آخر لتحويلها، ولكن الجمهور الأعظم من العلماء المسلمين قالوا أن تحويل القبلة كان في ليلة النصف من شعبان.[2]

شاهد أيضًا:  خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان

أهميّة تحويل القبلة للمسلمين

لقد خلّد القرآن الكريم حادثة تحويل القبلة لتكون مدرسة ننهل من تعاليمها كتحويل حالنا مع الله تعالى من المعاصي والذنوب إلى الطاعة والعبادة، قال تعالى عن تحويل القبلة: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144))[3]، وتحويل القبلة أيضًا يحثنا على تحويل حالنا من الكسل والخمول إلى العمل، ومن الحقد والحسد إلى الحب والإخاء والتراحم والتوادّ، والتحوّل الداخلي والتطهير القلبي يتجلّى في ليلة النصف من شعبان، ففي هذه الليلة تغفر الذنوب ليس بصيام وصلاة ودعاء، وإنما بتطهير القلب من البغضاء والشحناء والعداوة، نحن بأمس الحاجة للتحويل القلبي، والتطهير الداخلي من الشحناء والحقد والبغضاء حتى تُكتب لنا المغفرة والعفو، ونتهيأ لشهر رمضان الكريم المبارك.[4]

شاهد أيضًا: من اداب القران الكريم

أهميّة ليلة النصف من شعبان

لليلة النصف من شعبان فضل، وليس هناك نص يمنع ذلك، ومن ذلك أن الله تعالى يطّلع إلى خلقه فيغفر لهم كما جاء في الحديث النبوي الشريف عن معاذ بن جبل قال: (يطَّلعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشركٍ ومشاحنٍ)[5]، لذا استحب بعض الفقهاء قيام هذه الليلة لتعرّض المؤمن إلى رحمة الله تعالى ومغفرته.[6]

شاهد أيضًا: متى ليلة النصف من شعبان

هل هناك صلاة أو أدعية مخصوصة بليلة النصف من شعبان

ما يفعله الكثير من المسلمين من إحداث أدعية صلاة في ليلة النصف من شعبان بعدد مخصوص وقراءة مخصوصة، فهو بدعة مُحدثة، يقول الإمام النووي: “الصلاة المعروفة بصلاة الرّغائب، وهي اثنتا عشرة ركعة تصلّى بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة في رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة ، وهاتان الصلاتان بدعتان ومنكران قبيحان”، والحديث  الذي يقال أنه روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونصه: “من صلى في هذه الليلة خمس عشرة من شعبان مائة ركعة أرسل الله إليه مائة ملك، ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا، وعشرة يدفعون عنه مكائد الشيطان”، هذا حديث موضوع عن النبي ولا يصح الأخذ به.[8]

شاهد أيضًا: صحة حديث إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها

في نهاية مقالنا تعرّفنا على ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى في القدس الشريف إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة، في ليلة النصف من شعبان، وهو ما ذكره وأقره النووي في كتابه “الروضة”.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , البراء بن عازب ، البخاري،صحيح البخاري ، 40 ، [صحيح]
  2. ^ alukah.net , ليلة النصف من شعبان بين التحويل والتحول , 24/02/2024
  3. ^ البقرة , 144
  4. ^ alukah.net , ليلة النصف من شعبان بين التحويل والتحول , 24/02/2024
  5. ^ الترغيب والترهيب , معاذ بن جبل، المنذري،  الترغيب والترهيب ، 3/391 ، [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *