ما الفرق بين الهمزه واللمزه من حيث المعنى

ما الفرق بين الهمزه واللمزه من حيث المعنى
ما الفرق بين الهمزه واللمزه من حيث المعنى

ما الفرق بين الهمزه واللمزه من حيث المعنى هو سؤال لا بدَّ من توضيح إجابته، فقد اعتنت الشريعة الإسلامية بتوضيح الإحكام والتشريعات التي تُبين وتحدد العلاقات الإنسانية بين المُسلمين، ووضعت تشريعات وحدود على كل مُسلم أن يُراعيها عند التعامل مع الناس والحديث معهم، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على أحد هذه التشريعات وهو حكم الهم واللمز في الإسلام، كما سيتم ذكر الفرق بينهما.

ما الفرق بين الهمزه واللمزه من حيث المعنى

الفرق بين الهمزه واللمزه من حيث المعنى هو أنَّ الهمز يكون بالفعل والإشارة إلى عيوب الناس كالقيام بالإشارة من خلال العين أو اليد أو الرأس، أمَّا اللمز فهو الإشارة إلى عيوب الآخرين باللسان، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنَّ الهمز أشد من اللمز، وبالعموم فإنَّ الهمز واللمز هما الطعن في الناس وإظهار عيوبهم والحديث عنها سواء بطرق وسُبل مُختلفة.[1]

حكم الهمز واللمز في الإسلام

إنَّ الهمز واللمز في الإسلام هو من الأمور المُحرَّمة والمنهي عنها، وذلك لما في ذلك من إيذاء للآخرين وإشارة إلى نقصانهم، حيث نهت الشريعة الإسلامية عن كل ما أمر يُسيء للآخرين، وبيَّنت ذلك من خلال الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ومن ذلك قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه”[2]، والله علم.[3]

الهمز واللمز في القرآن الكريم

ورد ذكر الهمز واللمز في عدد من آيات القرآن الكريم، حيث نهت هذه الآيات عن الهمز واللمز وبيَّنت عِظم هذا الذنب وويل عقوبة صاحبه، ومن هذه الآيات نذكر:

  • قوله تعالى في سورة الهمزة: “وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ”[4].
  • قوله تعالى في سورة الحجرات: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ ولا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ”[5].
  • قوله تعالى في سورة التوبة: “الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إلاَ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”[6].

الفرق بين الهمز واللمز والغيبة

إنَّ فعل الهمز هو الإشارة إلى عيوب الناس من خلال القيام بحركات وإيماءات مُحددة مثل الإشارة باليد أو الرأس أو العين إلى شيء يكره الشخص الآخر الإشارة إليه أو الحديث عنه، أمَّا اللمز هو الإشارة إلى عيوب الآخرين باللسان والأقوال، وقد ذهب أهل العمل إلى القول بأنَّ الغيبة هي أحد الأمور التي تدخل في مدخل اللمز، حيث أنَّ الغيبة هي الحديث عن الناس بالسوء وذكر عيوبهم في حال غيابهم.

شاهد أيضًا: الفرق بين الغيبة والنميمة وكيفية التوبة منهما

التوبة من الهمز واللمز

إنَّ الهمز واللمز هما من الذنوب التي حرَّمها الله تعالى والتي يجب على كلِّ مُسلم الإقلاع عنها والتوبة عن فعلها، وإنَّ التخلص من الهمز واللمز يكون من خلال التأمل في السبب الكامن الذي يجعل الشخص يتتبع عيوب الناس ومساوئهم، والذي يجعل الشخص يتطرق إلى الخوض في أعراض الناس وخصوصياتهم، فإنَّ إيجاد هذا السبب كفيل بعلاج الهمز واللمز، وكذلك فإنَّ من سُبل التخلص من الهمز واللمز هو تذكّر العقوبة التي أعدَّها الله تعالى لهذا الذنب، بالإضافة إلى العقوبة في الدنيا من خلال كون هذا الشخص ممقوت من قبل الآخرين ومنبوذ منهم، والله أعلم.[7]

وبهذا تم التوصل إلى ختام المقال الذي بيَّن ما الفرق بين الهمزه واللمزه من حيث المعنى ، كما وضَّح حكم الهمز واللمز، وذكر بعض مواضع ذكرهما في القرآن الكريم، بالإضافة إلى التطرق إلى طريقة التوبة من الهمز واللمز.

المراجع

[2]صحيح أبي داودأبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد، الألباني، 4880، حسن صحيح.
[4]سورة الهمزةالآية 1.
[5]سورة الحجراتالآية 11.
[6]التوبةالآية 79.