الفرق بين الهمزة واللمزة

الفرق بين الهمزة واللمزة

الفرق بين الهمزة واللمزة ، لابد للمسلم الحق أن يبتعد عن الغيبة والنميمة، والهمز واللمز، فقد ذم الله سبحانه وتعالى هذه الصفات في كتابه العزيز ، وحذر منهم، فلابد للمسلم أن يفرق بين الهمز واللمز، لكي يستطيع الابتعاد عن هذا الخلق الشنيع، وفي هذا المقال سنعرض الفرق بين الهمزة واللمزة، وسنين تعريف الغيبة وأنواعها الثلاثة.

الفرق بين الهمزة واللمزة

هناك بعض العلماء لم يفرقوا بين الهمز واللمز فجعلوهما بمعنى واحد مترادف، وهو الطعن والعيب في الناس، فقال ابن عباس: همزة لمزة طعان معياب، وقال مجاهد هي عامة، هو: الطعان العياب، وقال قتادة: الهمزة واللمزة لسانه وعينه ويأكل لحوم الناس ويطعن عليهم، ولكن هناك بعض العلماء من فرق بينهم: بأن الهمز أشد، وفرق آخرون بأن اللمز يكون باللسان، والهمز يكون بالفعل ، كالإشارة بالرأس أو اليد أو الغمز بالعين.[1]

  • فقال ابن كثير: الهماز بالقول واللماز بالفعل يعني يزدري الناس وينتقص بهم، وقد تقدم بيان ذلك في قوله كما قال: (هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)[2]، وقال: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ)[3]، وقال: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)[4]، والهمز أشد؛ لأن الهمز الدفع بشدة، ومنه الهمزة من الحروف، وهي نقرة في الحلق، ومنه: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ)[5]، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه، ونفثه، وقال: همزه: الموتة، وهي الصرع، فالهمز: مثل الطعن لفظا ومعنى.[6]
  • وقال الربيع بن أنس: الهمزة يهمزه في وجهه واللمزة من خلفه .
  • وقال السعدي رحمه الله في تفسيره: لا يعب بعضكم على بعض، واللمز: بالقول، والهمز: بالفعل، وكلاهما منهي عنه حرام، متوعد عليه بالنار.
  • وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: بينهما فرقاً: فالهمز بالفعل، واللمز باللسان، والهمز بالفعل، يعني: أنه يسخر من الناس بفعله، إما أن يلوي وجهه، أو يعبس بوجهه، أو ما أشبه ذلك، أو بالإشارة يشير إلى شخص يقول: انظروا إليه ليعيبه، أو ما أشبه ذلك.
  • وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: اللمز والهمز هو الطعان العياب، والهمز: أشد.

وسواء المسلم فرق بين الهمز واللمز، أم لم يفرق بينهما، فالذي يجب على المسلم الحق الإبتعاد عن هاتين الصفتين، اللتان تنقصان من ايمان المرء، وتكسبانه الأثام، وتكسبانه عداوت الناس وكرههم، وتكسبانه البعد عن الله عز وجل.

أقسام الغيبة

ليس للغيبة حكم واحد كما يظن الناس، فالغيبة أنواع: منها ماهو مباح، ومنها ماهو محرم، وقد تكون واجبة في بعض الاحيان، واقسام الغيبة هي:[7]

  • الغيبة المحرمة: وهي ذكرك أخاك المسلم في غيبته بما يكره بعيب فيه مخفي، سواء كان هذا العيب خَلْقي أم خُلُقي، في دينه أو دنياه، وهذه الغيبة محرمة بإجماع العلماء، والكتاب والسنة.
  • الغيبة الواجبة:  قد يستغرب المسلم عند سماعه لكلمة الغيبة الواجب، ولكن معناها الغِيبة التي بها يحصل للفرد نجاة مما لا يحمد عقباه، ويريد بها ان يحفظ الضرورات الخمسة للإسلام: الدين، والعرض، والنفس، والمال، والعقل، ومثاله: بحفظ الدين أن يخبر عن شخص يسب الدين، ومثال حفظ العرض بأن يطلب للنصيحة عند الإقبال على الزواج لمعرفة حال الزوج، ومثال: حفظ المال كأن يقول شخص لآخر محذرًا له: إن  فلان يريد سرقة مالك في الساعة الفلانية، ومثال حفظ النفس كأن يقول شخص لآخر محذرًا له، بأن هناك شخص يريد قتلك وهذا كله من سبيل النصيحة.
  • الغيبة المباحة: قال النووي: اعلم أنَّ الغِيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أبواب الأول: التظلم، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما مما له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول: ظلمني فلان كذا، الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر ورد المعاصي إلى الصواب، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا، فازجره عنه، الثالث: الاستفتاء، فيقول للمفتي، ظلمني أبي، أو أخي، أو زوجي، أو فلان بكذا، الرابع: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم، الخامس: أن يكون مجاهرًا بفسقه أو بدعته، كالمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس وأخذ المكس وغيرها، السادس: التعريف، فإذا كان الإنسان معروفًا بلقب الأعمش، والأعرج والأصم، والأعمى والأحول، وغيرهم جاز تعريفهم بذلك.

اختلف العلماء في الفرق بين الهمزة واللمزة فمن العلماء من قال بأنهما بمعنى واحد، ومن العلماء من قال بأن الهمز أشد، وفرق آخرون بأن اللمز يكون باللسان، والهمز يكون بالفعل، وبينا أيضًا في هذا المقال أن للغيبة ثلاث أنواع، وبينا الإختلاف بينها.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , هل يجوز الهمز ( الغمزة ) في الإسلام ؟ , 2020-12-11
  2. ^ سورة القلم - الآية 11 , 2020-12-11
  3. ^ سورة التوبة - الآية 58 , 2020-12-11
  4. ^ سورة التوبة - الآية 79 , 2020-12-11
  5. ^ سورة المؤمنون - الآية 97 , 2020-12-11
  6. ^ ابن كثير(774هـ)، تفسير القرآن العظيم، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون - بيروت، صفحة٤٥٧، جزء8. , 2020-12-11
  7. ^ dorar.net , أقسام الغِيبة , 2020-12-11

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *