صلاة لا يجوز فيها استقبال القبلة ولا استدبارها

صلاة لا يجوز فيها استقبال القبلة ولا استدبارها
صلاة لا يجوز فيها استقبال القبلة ولا استدبارها

صلاة لا يجوز فيها استقبال القبلة ولا استدبارها ، هو عنوانُ هذا المقال، وقبل الإجابةَ على اللغزِ المذكورِ فلا بدَّ من تنبيه القارئ على أنَّه ليس من الصائبِ قولُ لا يجوزُ؛ إذ أنَّ في الحالاتِ التي سيتمُّ ذكرها لا يحرمُ على المسلمِ استقبالَ القبلةِ فيها، إنَّما أباحَ الله للمسلمينَ فيها عدمَ استقبالَ القبلةِ، وفي هذه المقال سيتمُّ بيانُ تلكَ الحالاتِ.

صلاة لا يجوز فيها استقبال القبلة ولا استدبارها

إنَّ الصلاةَ التي لا يُشترطُ فيها استقبالَ القبلةِ هي صلاةُ الخوفِ أو صلاةُ المريضِ الذي لا يستطيعُ توجيهَ وجهه نحوَ القبلةِ، بالإضافةِ إلى صلاةِ النافلةِ لمن كانَ في سفرٍ وخشيَ فواتَ الوقتِ، وفيما يأتي ذكر الأدلةِ على ذلك:

  • صلاةُ الخوف: قال الله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ).[1]
  • صلاة المريض الذي لا يستطيع توجيه وجهه نحو القبلةِ: قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}.[2]

تنبيه: لأهميةِ هذه المسألة فلا بدَّ من إعادةِ التنبيهِ إلى أنَّ الصحيح هو إباحةُ عدمِ استقبال القبلةِ في مثلِ هذه الحالاتِ، لكن لا يحرمُ على المسلمِ استقبالَ القبلةِ فيها، بل إن استطاعَ المسلمُ استقبال القبلةِ فيها فبالطبعِ لا بدَّ له أن يفعل.

شاهد أيضًا: يحرم عند قضاء الحاجة استقبال  القبلة واستدبارها

ما هي صلاة الخوف التي لا يُشترط فيها استقبال القبلة

إنَّ صلاةَ الخوفِ التي لا يُشترط  فيها استقبالَ القبلةِ ولا استِدبارها، هي صلاةُ الخوفِ التي تُصلَّى عند التحامِ الصفينِ ونشوب القتالِ بين الفريقينِ بالحربِ، أو عند هروبِ المسلمِ من عدوٍ يلحقه، وهي الواردة في قول الله تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ).[3][4]

شاهد أيضًا: من فوائد التبكير الى الصلاة صلاة الملائكة على العبد

هل صلاة الخوف دائمًا تُصلَّى بدون استقبال القبلة

إنَّ صلاةَ الخوفِ لا تُصلَّى دومًا دون استقبالِ القبلةِ، بل إنَّ صلاةِ الخوفِ لها عددٌ من الصفاتِ، وهاتينِ الصفتينِ لا بدَّ من استقبال القبلةِ فيهما، وفيما يأتي بيانها بشيءٍ من التفصيلِ:

إذا كان العدو بغير اتجاه القبلة

في هذه الحالة يقسم الإمامُ جيشه إلى قسمينِ اثنينِ، فالقسمُ الأول يُصلِّي مع الإمامِ والقسمُ الثاني يقف أمامَ العدوِّ خشيةَ الهجومِ عليهم، ويُصلِّي الإمام بالطائفةِ الأولى الركعةَ الأولى، ثمَّ إذا قام القسمُ الأول للركةِ الثانيةِ، فإنَّهم يتمُّوها لانفسهمْ منفردينَ، ويبقى الإمامُ واقفًا، وما أن تنتهي الطائفةُ الأولى من الركعةِ الثانيةِ، فإنَّهم يذهبونَ ليقفوا مكان الطائفةِ الثانية، أمام العدوِّ، وتأتي الطائفةُ الثانيةُ لتُصلِّي مع الإمامَ الركعةَ الثانية، وما أن يجلس الإمام للتشهد فتقوم الطائفةُ الثانية لتأتي بركعةٍ أخرى والإمام جالس، وبعد أت تتمَّ الركعةَ الثانية وتدرك التشهدَ مع الإمامِ، فيسلِّم الإمام بهم.[5]

شاهد أيضًا: حكم صلاة الجماعة عند الأئمة الأربعة

إذا كان العدو في جهة القبلة

في هذه الحالة فإنَّ الإمام يصفَ الفريقينِ صفينِ اثنينِ ويصلِّي بهم جميعًا، فيركع بهم جميعًا، ثمَّ عند السجود، فيسجد بالطائفةِ الأولى وتبقى الطائفةُ الثانية واقفةً لتحرس، ثمَّ يقومُ الإمامُ وتقومُ معه الطائفةُ الأولى، فتسجد الطائفة الثانية، فإذا قاموا، تبادلت الطائفتانِ في المكانِ، ثمَّ يصلِّي الإمامُ بهم الركعة الثانية، ويركع بالطائفتانِ، ثمَّ يسجد وتسجد معه الطائفةُ التي بالصفِّ المقدم، وعند جلوسهِ للتشهدِ مع الطائفة التي سجدت معه، تسجد الطائفةُ التي في الصفِّ المؤخر، وعند انتهائهم يجلسون جميعًا مع الإمامِ للتشهد ويسلِّم بهم.[6]

شاهد أيضًا: الصلاة عمود الإسلام، ولا يجوز لمسلم أن يتعمد تركها.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختامِ هذا المقال، والذي يحمل عنوان صلاة لا يجوز فيها استقبال القبلة ولا استدبارها ، وفيه تمَّ بيان تلكَ الحلاتِ، مع التنبيهِ إلى أنَّ لا يحرمُ فيها استقبالَ القبلةِ إنَّما يسقط عنهم ذلك، كما تمَّ التعريفُ بصلاةِ الخوفِ وذكر صفاتها الثلاثة.

المراجع

[1]البقرة: 239
[2]التغابن: 16
[3]البقرة: 239
[4]islamqa.infoصفة صلاة الخوف13/11/2021
[5]islamqa.infoصفة صلاة الخوف13/11/2021
[6]islamqa.infoصفة صلة الخوف13/11/2021