السورة المنجية من عذاب القبر

السورة المنجية من عذاب القبر

السورة المنجية من عذاب القبر، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ لقراءة القرآن فضلٌ عظيم، إلا أن هناك بعض السور التي جعل الله -عزَّ وجلَّ- لها فضلٌ مخصوص، وسيتمُّ في هذا المقال بيان السورة التي ورد بفضلها أنَّها تنجِّي المسلم من عذابِ القبر، مع ذكر الدليل من السنة النبوية المطهرة، كما سيتمُّ ذكر نبذةٍ عن هذه السورة، مع ذكر سبب نزولها، وفي الفقرة الرابعة من هذا المقال سيتمُّ بيان حقيقة وجود عذاب القبر.

السورة المنجية من عذاب القبر

إنَّ السورة القرآنية التي تنجِّي من قرأها من عذابِ القبر هي سورة الملك، ودليل ذلك ما رُوي عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- حيث قال: “من قرأ “تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ” كلَّ ليلةٍ؛ منعه اللهُ عز وجل بها من عذابِ القبرِ، وكنا في عهدِ رسولِ اللهِ نسميها المانعةَ، وإنها في كتابِ اللهِ عز وجل سورةٌ من قرأ بها في ليلةِ فقد أكثر وأطاب”.[1]

شاهد أيضًا: ما هي السورة القرآنية التي تشفع لمن قرأها

نبذة عن السورة المنجية من عذاب القبر

هي إحدى سور القرآن الكريم المكية باتفاق كافة أهل العلم، ويبلغ عدد آياتها ثلاثون، وتقع في بداية  الجزء التاسع والعشرون، ورقمها السورة السابعة والستون بحسب ترتيب المصحف العثماني، أمَّا من حيث النزول فهي السورة السادسة والسبعون، ولها عدة أسماء، فيما يأتي ذكرها:[2]

  • تُسمى بسورة تبارك: وقد ورد ذلك فيما رُوي عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- حيث قال: “كَانَ لا يَنامُ حتى يقرأَ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ، و تَبارَكَ الذي بيدِهِ الملك”.
  • تُسمى بالمانعة: وهذا الاسم مأخوذٌ من وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها حيث قال: “سورةُ تبارك هي المانعةُ من عذابِ القبرِ”.
  • تُسمى بالمنجية: وهذه السورة أيضًا مأخوذة من وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لها.
  • تُسمى الواقية والمنَّاعة: وهذه التسمية وردت في كتب الإتقان عن كتاب جمال القراء.
  • تُسمى بالمجادلة: وهذا الاسم مذكورٌ عند الفخر، وعلل ذلك بأنَّها تجادل عن صاحبها عند سؤال الملكين.

شاهد أيضًا: فضل قراءة سورة الملك قبل النوم

سبب نزول السورة المنجية من عذاب القبر

يرجع سبب نزول قوله تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}، أنَّ المشركين كانوا ينالون من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقولون: أسروا قولكم عن محمد، فنزلت الآية الكريمة تبيِّن لهم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- عليمٌ بما في صدورهم سواء أسروا القول أو جهروا به.[3]

شاهد أيضًا: صحة حديث قراءة سورة الملك قبل النوم وأهم المعلومات عن سورة الملك

حقيقة وجود عذاب القبر

اتفق أهل السنّة والجماعة من علماء المسلمين على حقيقة وجود عذاب القبر، وأنّ الإنسان في القبر إمّا أن يكون في نعيم أو في عذاب، وتلك هي الحياة البرزخيّة كما عبّروا عنها،[4] واستدلوا لذلك بعدة أدلة، وفيما ياتي ذكرها:

  • قول الله -عزّ وجلّ- في آل فرعون: “النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ”، حيث قالوا إنّ آل فرعون على الرغم من موتهم يُعرضون على النّار غدوًّا وعشيًّا كما في الآية الكريمة، ممّا يدلّ على وجود عذاب القبر.
  • قوله تعالى: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، ومن المعلوم أنَّ البرزخ هو عذاب القبر أو نعيمه، وهو الحاجز الذي بين الحياة الدنيا واليوم الآخر.
  • ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من استعاذته من عذاب القبر في أكثر من موضع، ممّا يدلّ على وجوده وثباته، أمّا المعتزلة وبعض الطوائف الأخرى غير المعتبرة عند أهل السنّة أنكروا عذاب القبر وزعموا عدم وجوده.

شاهد أيضًا: كم عدد سور جزء تبارك

أسباب عذاب القبر

إنّ لعذاب القبر عدّة أسباب أخبر عنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في بعض أحاديثه، وفي هذه الفقرة من مقال السورة المنجية من عذاب القبر سيتمُّ ذكر هذه الأسباب، وفيما يأتي ذلك:[5]

  • النميمة: وهي العمل على إيقاع الخلاف بين الناس.
  • ترك الاستنزاه من البول: أي التطهّر منه، ويكون ذلك بأمرين؛ هما: أن يحرص الإنسان على ألّا يصيبه رشاش البول عند تبوله، والثاني أن يبادر إلى إزالة ما أصابه منه إن حصل ذلك.
  • الغيبة: حيث مرّ الرّسول -عليه السّلام- مرّة بجانب قبرين فأخبر أنّ من فيهما يعذبان، وذكر أنّ سبب ذلك الغيبة والبول.
  • الغلول من الغنيمة: والمقصود به السرقة من الغنيمة التي يغنمها المسلمون من الكفّار في الجهاد.
  • هجر القرآن الكريم.
  • ترك الصلاة المفروضة على المسلم بالنوم عنها.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال والذي تمَّ فيه بيان أنَّ سورة الملك هي السورة المنجية من عذاب القبر، كما تمَّ ذكر نبذة مختصرة عنها مع ذكر سبب نزولها، كما تمَّ بيان حقيقة وجود عذابِ القبرِ مع الأدلة، وفي ختام المقال تمَّ ذكر أسباب عذابِ القبرِ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *