اين ولد الامام احمد بن حنبل

اين ولد الامام احمد بن حنبل

اين ولد الامام احمد بن حنبل هي من الأسئلة التي يقف معها المسلمون خاصة عند محاولة الوقوف مع مؤسسي المذاهب الأربعة، وكثيرة هي الوقفات في حياة الإمام أحمد بن حنبل وكيف كانت مسيرته العملية والتعليمية وما هي المحنة التي مر بها، وما هي أهم المؤلفات التي استطاع أن ينثرها بين أبناء الأمة فلم يمت بها، وغير ذلك من الأمور التي سيتم التطرق اليها في هذا المقال.

اين ولد الامام احمد بن حنبل

ولد الإمام أحمد بن حنبل في بغداد وهي عاصمة العراق، فكان إمام من أبرز الأئمة؛ بل عده بعضهم أنَّه إمام الدنيا، وقد كان حافظ العصر في وقته، حتى عده عامة أهل العلم أنَّه أحفظ أمة الرسول صلى الله عليه وسلم للحديث الشريف، اشتهر بدفاعه عن السنة النبوية الشريفة ودافع عن التاريخ الصحيح، وقد كان زاهدًا في دنياه لا تخطئه العيون، فحفظه أعداؤه أكثر من أحبائه، وما استطاع أحد أن يكسر همته لأنّه تشبث بحبائل ربه.[1]

شاهد أيضًا: بعض العلماء الاجلاء واذكر بعض مؤلفاتهم في مجال الطب والفلك والدين بالتفصيل

متى ولد الامام احمد بن حنبل بالهجري

ولد أحمد بن حنبل في آخر القرن الثاني للهجرة النبوية الشريفة، وقد عاش رضوان الله عليه في بيت فقير، ويذكر أنه مات أبوه وهو طفل صغير، فتكفَّلت أمه الصابرة الزاهدة بتربيته، وأحبت أن ينشأ ابنها على العلم الشرعي فربته على الدفاع عن كلمة لا إله إلا الله، وأقامت على تحفيظه لكتاب الله تعالى ويذكر في ذلك الإمام أحمد رحمه الله: “فحفَّظَتني أمي القرآن وعمري عشر سنوات، حفظ كتاب الله واستوعاه في صدره، ففرّت الوساوس والشياطين من صدره، فأصبح عابدًا لله، محافظًا على أوامره، منتهيًا عن نواهيه”،   ويضيف رضوان الله عليه بعد ذلك: “كانت أمي تلبسني اللباس، وتوقظني، وتحمي لي الماء قبل صلاة الفجر، وأنا ابن عشر سنوات”، وكانت تختمر بحجابها وتذهب معه إلى المسجد؛ لأن المسجد بعيد والطريق مظلمة، فعافت الأم ملذات الدنيا مع ابنها وعكفت على تلقينه العلم الشرعي ليكون سيفًا مسلولًا للدفاع عن الله ودينه.[1]

شاهد أيضًا: من اقوال الامام الشافعي .. حكم وشعر ومقولات للامام الشافعي

مذهب الإمام أحمد بن حنبل

لقد خالف الإمام ما كانت عليه عادة الفقهاء في تدوينه لآرائهم وفقههم، فلم يدوّن فقهه، ولم يترك وراءه أي فقه مدوّن، وأمّا سبب ذلك في رأيه والمسوغ لهذا الأمر فهو  كي لا ينشغل الناس عن الحديث، ولكن تلامذته المخلصين هم الذين دوّنوا ما سمعوا من الآراء الفقهية منه، ومن أشهر تلامذته محمد البخاري صاحب صحيح البخاري وكذلك ومسلم بن الحجاج صاحب صحيح مسلم أيضًا، وقد دون كذلك أبناؤه وهم عبد الله وصالح ما التقطوه منه من بعض الفتاوى والآراء الفقهية، وأشهر القائمين على تدوين فقه الإمام العالم الجليل “أبو بكر أحمد البغدادي” الذي لقب بالأثرم، وقد أسس الإمام أحمد مذهبه على كتاب الله ومن ثم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبعدها فتاوى الصحابة التي لا خلاف عليها، ومن ثم تأتي بعدها الفتاوى التي عليها خلاف، ثم بعد ذلك القياس الذي يعد آخر مرتبة عند الإمام، وقد كان الإمام ممن يأخذ بالإجماع، وذلك إذا تحقق فكان مذهبه قائمًا على شيعة الله دون الابتعاد عنها.[2]

شاهد أيضًا: من المذاهب الأربعة التي اشتهر عندهم الفقه الإفتراضي

مسيرة أحمد بن حنبل العلمية والتعليمية

لقد عاش الإمام أحمد بن حنبل فترة حياته وهو يطلب علم الحديث والفقه، فكانوا كثُر العلماء الذين انتشروا في العالم آنذاك، وكانت من أهم سمات ابن حنبل هو الترحال والسفر من أجل الوقوف على هؤلاء العلماء، وقد صادف وقوفه مع علم الحديث تاريخ عام 186هـ، وكان في ذلك الوقت يبلغ 22 من العمر، فانتقل إلى البصرة ومن بعدها الكوفة والرقة واليمن والحجاز، فالتقى بالكثير من الفقهاء الذين اشتهروا بالعلم آنذاك؛ مثل العالم يحيى بن سعيد القطان، والطيالسي، ووكيع بن الجراح، والإمام محمد بن إدريس الشافعي، وقد عُرف الإمام أحمد بالكثير من الصفات الطيبة مثل التواضع والزهد والتفاني في طلب العلم، إذ كان يجلس جلوس التلميذ على الرغم من معرفة الجميع له بالحفظ والاتقان، ثم بدأ بالتدريس وكذلك الإفتاء في بغداد في العام الذي توفي فيه الشافعي، وكان يصادف عام 204 هـ، فقدّر الله تعالى أن يكون خير خلف للسلف العظيم وهو الإمام الشافعي، وكانت جلسات الإمام العلمية في بيته أو في المسجد، فقد خصص البيت لفئة معينة من التلاميذ ممن عرفوا بالنباهة، فكانوا هم من نشروا علمه بعد وفاته، ومن أشهر تلامذته أبو بكر المروزي الذي شهد له بنقاء النقل عن الإمام، فكان يقول الإمام أحمد عنه:”كل ما قاله على لساني فأنا قلته”، ومن أعلام تلامذته البخاري ومسلم، وكذلك إسحق بن منصور التميمي.[1]

شاهد أيضًا: من اشهر شارحي صحيح مسلم

زمن المحنة في حياة الإمام أحمد بن حنبل

لقد كان زمن المحنة في حياة الإمام أحمد بن حنبل في عهد الخليفة العباسي المأمون، إذ قد تمكنت جماعة المعتزلة من إقناع المأمون بأنّ القرآن ما هو إلا مخلوق قابل للفناء وليس هو كلام منزل من عند الله تعالى، وقد وافق جمع من الناس المأمون مخافة بطشه وسيفه وعارضه الإمام أحمد بن حنبل وجمع عظيم كذلك من علماء المسلمين، وهذا مما كان سببًا في تعرض الإمام أحمد ومن معه للحبس والتعذيب وقد عانى منهم ألوان العذاب وكان يبيت يومه صائمًا حتى يلقى ربه وهو صائم، ولكن فرّج الله عنه بعد ذلك وخرج من سجنه ولم يترك الله بل كان معه في كل حين.[3]

شاهد أيضًامن اول من ضبط الاحرف بالقران الكريم

قصة الإمام أحمد بن حنبل في سكرات الموت

اشتهرت قصة الإمام في سكرات الموت مع الشيطان الرجيم في بطون الكتب، منهم مَن قال بها ومنهم من لم يقل، ولكنّ فحوى تلك القصة أنَّه لما كان في سكرات الموت التفت الإمام إلى طرف بيته أي إلى طرف غرفته فقال: لا بَعْدُ. لا بَعْدُ، فقال من حوله: ما لك، فأجابهم الإمام : تصور ليَ الشيطان ورأيتُه يَعَضُّ على أصبعه ويقول: فُتّني يا أحمد، فُتَّني يا أحمد، والمقصود أي هربت مني، فتنتُ الناس إلا أنت، فيقول الإمام أحمد: لا بَعْدُ، يعني: أنّه يخاف على نفسه منه إذ لم يقبض بعد، ثمّ توفاه الله تعالى أوصى أولاده بوصيه إبراهيم عليه السلام أن يعبدوا الله لا يشركوا به شيئًا.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت

مؤلفات الإمام أحمد بن حنبل

لقد ترك الإمام أحمد بن حنبل من بعده إرثًا علميًا ما زال يدرس حتى الآن بين جدران المساجد، ومن كتبه:[2]

  • المسند.
  • العلل ومعرفة الرجال.
  • الفرائض.
  • الناسخ والمنسوخ.
  • التاريخ.
  • المناسك الصغير.
  • المناسك الكبير.
  • حديث شعبة.

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا وأجبنا عن سؤال اين ولد الامام احمد بن حنبل وتمت الإشارة إلى الوقت الذي ولد به، وما هي أهم الأمور التي جرت في حياته، وكيف مات رضوان الله تعالى عليه، ومن أهم تلامذته الذين أقاموا علم الحديث وصححوا مسيرته بفضل الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *