هل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت

هل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت

هل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت هو الموضوع الّذي سيناقشه هذا المقال، خلق الله تعالى الإنسان وأتمّه وجعله بأبهى وأحسن صورة وفطره على فطرة سليمة إسلاميّة، ومن أكبر نعم الإنسان جسده الّذي يعمل ليل نهار بصورةٍ دقيقةٍ متكاملةٍ ومتناسقةٍ بأمر الله جلّ وعلا كما يُسأل الإنسان يوم القيامة عن جسده فيما أبلاه فالجسد ملكٌ لله تعالى وليس للعبد يفعل به ما يشاء بل جعل الله سبحانه وتعالى ضوابط لذلك فلا يجوز لإنسان أن يجلب المضّرة لنفسه وجسده فهو محاسبٌ على ذلك يوم الحشر، ومن أتى ورمى نفسه بالمهالك والمضارّ فقد عصى الله تعالى فيما أمره ونهاه عنه.[1]

ماهي الاعضاء التي يمكن التبرع بها بعد الموت

هناك العديد من النّاس من يوصي بأن يتمّ التّبرّع بأعضائه بعد موته لينفع بها غيره ممّن هم يحتاجون لزراعة الأعضاء فهل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت، فالرّاجح من القول في هذه المسألة أن نعم يجوز ذلك ضمن ضوابط معيّنة ، حيث يمكن أخذ أعضاء المتبرّع بعد أخذ موافقته بكامل إرادته ويتمّ التّبرّع بأعضاء الجسم الوظيفيّة شرط ألّا تُؤخَذ الأعضاء الّتي يمكن أن تُؤثّر على الجينات والمورّثات عند المستقبل للعضو كالخصيتان والمبيضان  وخلايا الجهاز العصبيٍ  أمّا باقي الأعضاء كالقلب والنّخاع و نقيّ العظم والكبد والكلى  فلا ضير من التّبرّع بها لمن هو محتاجٌ وتعدّ صدقة جارية لمن تبرّع بأعضائه بإذن الله جلّ وعلا والله أعلم.[2]

هل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت

هل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت سؤالٌ يخطر في أذهان بعض النّاس وما حكم الشّرع في ذلك أهو جائزٌ أم لا، وأهل العلم قد اختلفوا في هذه المسألة وانقسموا لثلاثة فرقٍ في أقوالهم فالفرقة الأولى قالت بأنّ التّبرّع ونقل الأعضاء حرامٌ قطعاً سواءً كان المتبرِّع بأعضائه كافراً أو مسلماً لأنّ الجسد ملكٌ لله تعالى وليس للإنسان فهو ليس حرّ التّصرّف فيه، أمّا الفرقة الثّانية فقد أجازت التّبرّع بالاعضاء بشكلٍ مطلقٍ فيجوز للمسلمين أن يتبرّعوا بأعضائهم بعد موتهم لما في ذلك من نفعٍ لهم ولغيرهم وفيه أجرٌ وإحسانٌ وثوابٌ كبير، والفرقة الثّالثة كان قولها بأنّ التبرع بالأعضاء جائزٌ لغير المسلمين ففي الشّرع قد حُرّم أن يُمسّ جسد المسلم حيّاً كان أم ميتاً فمن المُحرّم أن يُجرح أو يُقطع وبذلك لايجوز أن يتبرّع المسلم بأعضاء جسده بعد موته أمّا على غير المسلمين فلا حرج في ذلك، وصحيح القول من بين أقوال العلماء هو القول الثّالث لما في ذلك من مصالح للعباد ونفعٍ لهم، وأمّا نقل الأعضاء فهو جائزٌ للمسلمين شرط وجود الموجب لذلك والحاجة الضّروريّة له كتوقّف الحياة على هذا العضو أو توقّف وظيفةٍ معيّنةٍ في جسمه والله ورسوله أعلم.[3]

أجر التبرع بالاعضاء بعد الموت

سبق أن ذُكِر جواز التبرع بالاعضاء بعد الموت من عدمه وقيل في ذلك الأمر ثلاثة أقوالٍ مختلفةٍ والرّاجح من ذلك أن يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت، ففي ذلك أجرٌ عظيمٌ وإحسانٌ للنّاس، فلربّما من تبرع بعضوٍ من جسده لغيره قد فكّ عنه ضائقةً وكربةً وأزال عنه بأساً ومرضاً بإذن الله تعالى وله من ذلك الثّواب العظيم عند الله تعالى، ويتضمّن التبرع بالاعضاء بعد الموت الإحسان و النّفع الكبير فقد أحسن المتبرّع للمحتاجين من المرضى فيُكتَب عند الله من المحسنين ويجازيه الله خير الجزاء بإذنه جلّ وعلا، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}،[4] فالتّبرّع بالاعضاء لا ينفع المتَبرَّع له فقط بل يعود على المتبرِّع وإن كان ميتاً بالأجر العظيم في الآخرة والله أعلم.[5]

سلبيات التبرع بالاعضاء بعد الموت

أجاب المقال فيما سبق عن سؤال هل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت وهي مسألةٌ قد اختلف فيها العلماء وأجازه بعضهم ليتماشى مع المصالح البشريّة العليا ضمن حدود شرع الله تعالى لكن لهذا الأمر سلبيّات فبعد أن يتمّ التّبرع وأخذ الاعضاء من الشّخص الميّت وزرعها في جسم المستقبل تبدأ عمليّة رفض هذا العضو الجديد، ففي جسم الإنسان  توجد دفاعاتٌ ونظام حمايةٍ ضدّ أيّ جسمٍ غريبٍ وأيّة جراثيم أو فيروسات، وبذلك تكثر احتمالات عدم تقبّل الجسم لهذا العضو الجديد ممّا يؤدّي للمرض وربما للموت نتيجة هذه المضاعفات ومن سلبيّات هذا الأمر أيضاً هي عدم تطابق أنسجة العضو الجديد مع جسم المستقبل ممّا يسبّب بخيبة أمل للمريض وغالباً ما يحدث التّوافق التّام في حالاتٍ نادرةٍ وقليلةٍ أو بين التوائم الحقيقيّة.

هل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت مقالٌ تمّ الحديث فيه عن الاعضاء التي يمكن التبرع بها بعد الموت وهل يجوز التبرع بالاعضاء بعد الموت كما تحدّث عن أجر التبرع بالاعضاء بعد الموت، وذكر أيضاً سلبيات التبرع بالاعضاء بعد الموت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *