من اشهر شارحي صحيح مسلم

من اشهر شارحي صحيح مسلم

من اشهر شارحي صحيح مسلم معلومة من معلومات تاريخ علم الحديث الصحيح، فقد اعتنى علماء الإسلام بجمع الأحاديث النبوية وتصنيفها، فبعض المصنّفات والكتب الحديثية اهتمّت بجمع الأحاديث الفقهية، وتمّ تبويبها على أبواب الفقه الإسلامي، ومنها ما عمد مصنّفوها إلى جمع أحاديث كل صحابي في باب مستقّل، بغض النظر عن موضوع الحديث ودرجة صحّته، وسنتعرّف في هذا المقال على صحيح مسلم ونذكر أهم شروحه، ونجيب عن سؤال من اشهر شارحي صحيح مسلم.

صحيح مسلم

الإمام مسلم هو أحد أئمة الحديث وأعلامه، وقد ولد في مدينة نيسابور وسافر ورحل في طلب العلم والحديث، وتتلمذ على يد كبار المحدّثين والعلماء كالإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، ومن شيوخه البارزين الإمام البخاري، فقد تتلمذ على يديه واستفاد من ملازمته، كما أنّ علماء عصره أثنوا عليه واعترفوا بتقدّمه وإتقانه لعلم الحديث، وإضافةً إلى ذلك فإنّ الإمام مسلم كان صاحب جلالة ومهابة وغيرةٍ على السنّة النبوية، وكان للإمام مسلم مؤلفات كثيرة، ولكنّ أشهرها على الإطلاق كتابه المعروف بصحيح مسلم.[1]

إنّ صحيح مسلم هو أحد أهم كتب الحديث؛ حيث تأسّى الإمام مسلم بالإمام البخاري ولم يضعْ في كتابه إلّا الأحاديث التي صحّت عنده بعد الدراسة والبحث، وكان يذكر الحديث الواحد بأكثر من طريق وإسناد لإظهار الفوائد الإسنادية، ولتقوية الحديث وتأكيد صحّته، وكان هذا من النقاط التي سهّلت التعامل مع صحيح مسلم، فطالب العلم يجد جميع طرق الحديث الواحد في نفس الموضع، وليست متفرّقة في طيّات الكتاب وصفحاته، كما قسّم الإمام مسلم صحيحه إلى 54 كتاب، والمقصود بالكتاب جزء من المصنّف يحمل عنوانًا خاصًّا ويضم أحاديث متقاربة بالموضوع، وأوّل هذه الكتب كان بعنوان كتاب الإيمان أمّا آخرها فكان بعنوان كتاب التفسير، وقد جمع الإمام مسلم في صحيحه 4000 حديث بدون تكرار، ووصل عدد أحاديث صحيح مسلم مع التكرار إلى نحوٍ من 7275 حديث.[1]

شروح صحيح مسلم

اهتّم العلماء بصحيح مسلم، وألّفوا الكتب والمصنّفات الكثيرة في شرحه وتفصيله، والوقوف على أسراره وبيان منهجه، وغير ذلك من الأغراض العلمية التي شرح لأجله العلماء قديمًا وحديثًا كتاب صحيح مسلم، وفيما يأتي ذكر لبعض من شروح صحيح مسلم مع بيان اسم مؤلفيها:[1]

  • المعلِم بفوائد كتاب صحيح مسلم: صاحب هذا الكتاب هو أبو عبد الله محمد بن علي المازري المالكي، المتوفّى سنة 536 للهجرة.
  • إكمال المعلِم في شرح صحيح مسلم: وضع هذا الشرح إمام المغرب المالكي القاضي عياش بن موسى اليحصبي السبتي، المتوفّى سنة 544 للهجرة.
  • المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: مؤلّف هذا الكتاب هو أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي، المتوفّى سنة 611 للهجرة.
  • إكمال إكمال المعلِم: جمع هذا الشرح بين شرح المازري والقاضي عياض وشرح النووي والقرطبي، ووضعه الأُبّي المالكي أبو عبد الله محمد بن خليفة، وهو من أهل تونس وهو منسوب إلى قريته “أُبّة”، وتوفي سنة 728 للهجرة.
  • الديباج على صحيح مسلم بن الحجّاج: ومؤلف هذا الكتاب هو الإمام جلال الدين السيوطي، المتوفّى سنة 911 للهجرة.
  • شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري: توفّي الشيخ زكريا الأنصاري سنة 926 وكان شافعي المذهب.
  • شرح الشيخ علي القاري: يتكوّن هذا الشرح من مجلداتٍ أربع، وقد توفّي الشيخ علي القاري الحنفي نزيل مكة سنة 1016 للهجرة.

من اشهر شارحي صحيح مسلم

بعد الحديث عن شروح صحيح مسلم، وبيان أبرز تلك الشروح وعرض لأسماء مؤلفيها، لا بدَّ من الإجابة عن السؤال الأهم، وهو: من اشهر شارحي صحيح مسلم والجواب هو: الإمام النووي، وشرحُهُ معروف بين الناس بشرح النووي على مسلم، وفيما يأتي تعريف بهذا الشرح وإعطاء نبذة عن صاحبه:

المنهاج في شرح الجامع الصحيح

المنهاج في شرح الجامع الصحيح للحسين بن الحجّاج هذا هو اسم أشهر وأهم شرح لصحيح مسلم، فهو شرحٌ وافٍ من الناحية اللغوية؛ حيث حلّل الإمام النووي فيه العبارات والجمل والأحاديث الموجودة في صحيح مسلم، وفصّل في معانيها، وعلى الصعيد الفقهي فقد أظهر الإمام النووي مافي أحاديث الصحيح من فوائد علمية وأحكام فقهية، وعرض إلى ذكر أقوال الفقهاء في تلك المسائل، بالإضافة إلى ذكر روايات أخرى للكثير من أحاديث الصحيح.[2]

وهو من الشروح التي لا يستغني عنها طلّاب العلم، وكثير منهم يعتمدون عليه فقط؛ وذلك لأنّه جمع بين شروح من سبقه، واعتمد بشكل كبير على شرح القاضي عياض، وشرح آخر يسمّى “التحرير في شرح صحيح مسلم”، وهذا الكتاب غير مطبوع ولم يُوقف عليه، إلّا أنّ الإمام النووي ينقل عنه معلومات ونقولات نفيسة ومهمّة.[3]

نبذة عن اشهر شارحي صحيح مسلم

الإمام النووي هو أشهر شارحي صحيح مسلم، واسمه: يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني النووي الدمشقي الشافعي، وكنيته هي أبو زكريا، ويُلقّب بمحيي الدين، وقد كان النووي -رحمه الله- أحد علماء الأمة الذين كرّسوا حياتهم وأوقاتهم لخدمة الدين، فأنتج مؤلفات جليلة ومصنفات عظيمة أثرت المكتبة الإسلامية، وأغنت التراث الإسلامي بالمعلومات القيّمة والفوائد الباهرة؛ حيث صنّف النووي في الفقه والحديث وكان علّامة في كليهما، وقد ولد الإمام النووي في قرية “نوى” من قرى حوران في سورية، وكانت ولادته سنة 631 للهجرة، أمّا وفاته فكانت سنة 676 للهحرة، في قريته “نوى” ودُفن فيها.[2]

وبهذا نكون قد عرّفنا بكتاب عظيم من الكتب الإسلامية التي يجب أن يعتني بها المسلمون وينكبوا على دراستها وتعلّم ما بها، وهو صحيح مسلم وذكرنا بعضًا من شروحه، وأجبنا عن سؤال من اشهر شارحي صحيح مسلم وعرّفنا بشرحه هذا وبيّنا الأسباب التي جعلته من أشهر وأهم شروح صحيح مسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *