ما حكم الايمان بالكتب السماوية

ما حكم الايمان بالكتب السماوية

ما حكم الايمان بالكتب السماوية من الأحكام العقَديّة التي يجب على كلّ مسلمٍ ومُسلمةٍ معرفتها؛ وذلك لأنه من صميم العقيدة الإسلامية، والتي يجب أن يكونا على بيّنةٍ منها؛ حتى يتحصّنوا من المخالفات العقدية التي قد تؤدّي بهم إلى الخروج من دائرة الإسلام، وفيما يلي سنتعرّف على ما هو الإيمان، وما هو حكم الإيمان بالرُّسُل، وما الأدلة على ذلك.

التعريف بالإيمان

لقد تعدّد التعريفات الاصطلاحيّة للإيمان، ولعلّ من أقرب التعريفات يُسرًا، ما قاله العلماء بأنه: اعتقاد بالقلب، وتصديق باللّسان، وعملٌ بالجوارح، فالإيمان هو اعتقادٌ باطنيّ لا يعلم حقيقته إلا الله -سُبحانه وتعالى-، ومن هنا كان الفرق بين الإسلام والإيمان، فالإسلام اعتقاد ظاهريٌّ؛ بمجرّد أن تجد رجلًا يعتاد المساجد، أو يُردّد لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ تسهد له بأنه مسلمٌ، أما إيمانه من عدمه؛ فلا يُحدّده إلا الله -عزّ وجلّ-، وعلى ذلك قالوا: كلّ مؤمن مُسلمٍ، وليس كُلّ مسلم مؤمن.[1]

كم أركان الإيمان

للإيمان أركان، وتتمثّل أركانه في: الإيمان بالله، وملائكته، وكُتُبه، ورُسُله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشرّه، فالإيمان بالله: أن تؤمن بأن الله المستحقّ للعبادة، وأنه وحده لا شريك له، فردٌ صمدٌ، لميلد، لوم يُولد، ولم يكُن له كفوًا أحد، وأن تشهد أن لله ملائكةً منهم الرّاكع، ومنهم السّاجد، ومنهم القائم، وأنهم يُسجّلون كلّ كبيرةٍ وصغيرةٍ يفعلها العبد، وأن منهم ملك الموت، والملك الذي ينفخ في الصّور، ومنهم خازن الجنّة، وخازن النّار، وغيرهم، وأن تؤمن بالكُتُب السّماويّة التي أنزلها الله على رُسُله، وأن تؤمن بيوم القيامة الذي فيه يلقى كلّ امرئٍ حسابه، وأن تؤمن بأن لله رُسُلًا مبشّرين، ومنذرين، وأن الله أنزلهم ليُخرج النّاس من ظُلُمات الكفر إلى نور الإسلام، وأن تؤمن بالقدر وترضى به؛ سواء أكان خيرًا أو شرًّا، والخير والشرّ إنما هو بالنّسة للمرء نفسه، لا إلى الله؛ لأن الله -عزّ وجلّ- لا يُريد بالإنسان إلا خيرًا[2]، والدليل على ذلك من القرآن الكريم: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا”[3]

ما حكم الايمان بالكتب السماوية

المقصود بالإيمان بالكتب السّماويّة هو الاعتقاد الجازم بأن الله -عزّ وجلّ- قد أنزل رُسُلًا، وأيدهم بالكتب السّماوية التي تدُل على صحّة دعوتهم، وأنهم مُرسلون من عند الله، وحكم الإيمان بهذه الكتب واجبٌ على كلّ مسلمٍ ومُسلمة، ومنكر هذه الكُتُب السّماوية في حكم الكّافر؛ لأنه قد أنكر أمرًا معلومًا من الدّين بالضّرورة، والدّليل على ذلك، قوله -تعالى-:”وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”[4]، والواجب على المُسلم أن يُؤمن أن الله أرسل التّوراة على موسى -عليه السّلام-، والإنجيل على عيسى -عليه السّلام، والزّبور على داوود-عليه السّلام-، وصحف إبراهيم وموسى على إبراهيم وموسى -عليهما السّلام-، والقرآن الكريم على النبي -صلى الله عليه وسلّم-، وأن هذه كُتُبٌ سماويّةٌ من عند الله، ولكنّ القرآن الكريم قد نسخ تلك الكُتُب؛ فلا نأخذ منها إلاما وفق النّصّ القرآنيّ.[5]

ومن خلال  هذا المقال يُمكننا التعرُّف على ما حكم الايمان بالكتب السماوية ، وما هو تعريف الإيمان في اصطلاح الفقهاء، وما الفرق بين المسلم والمؤمن، وهل كل مسلم مؤمن، أو العكس، أم لا، وما هي أركان الإيمان، وما حكم من أنكر تلك الكتب السّماوية، وما هي الأدلة  التي وردت في ذلك من القرآن الكريم.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , المقصود بالإيمان بالكتب , 6/10/2020
  2. ^ islamway.net , الغاية من إرسال الكتب , 6/10/2020
  3. ^ النساء: , الآية 136 , 6/10/2020
  4. ^ البقرة: , الآيتان 135، 136 , 6/10/2020
  5. ^ alukah.net , الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله , 6/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *