بحث عن التوابع وسبب تسميتها بهذا الاسم

بحث عن التوابع

بحث عن التوابع ،يدرُس علم النحو بناء الجمل وتراكيبها، والتّوابع من أبواب النّحو التي يحتاح إليها طُلّاب العلم عامّة، وطُلاب علوم اللغة بصفة خاصةً، ولن يخُلوَ كلامٌ من تابعٍ من التّوابع؛ لذا وجب أن يكونوا على بيّنة واضحة من هذا الباب؛ حتى يستطيعوا أن يبينوا عن مكنونات صدُورهم، ويُفيد كل تابعٍ من التّوابع معنًى غير الآخر، وفيما يلي سنتعرّف على التوابع، والسرّ في تسميتها بهذا الاسم.

لماذا سميت التوابع بهذا الاسم

يُمكننا التعرّف على سر تسمية التوابع بهذا الاسم من خلال معرفة المعنى اللغوي للفظ “تابع”، فالتّابع هو الذي يتبع متبوعًا، ويُوافقه في إعرابه، وإفراده، وتثنيته، وجمعه، وتذكيره، وتأنيثه، والتعريف والتنكير، وغيرها من الحالات التي تطرأ عليه، فإن كان المتبوع مرفوعًا؛ وجب أن يكون التّابع مرفوعًا، وإن كان مُذكّرًا؛ وجب في التابع التذكير، وإن كان مفردًا؛ وجب إفراد التّابع، فالتّابع والمتبوع كالقرينيْن لا ينفكّ أحدهما عن الآخر، وإذا لم يوافق التابع المتبوع في ما ذُكر؛ خرج من تبعيّته إلى شيء آخر من أبواب النّحو.

شاهد أيضًا: علامات الاعراب الاصلية والفرعية

بحث عن التوابع

مقدمة بحث عن التوابع

يُمكننا إنشاء بحث عن التوابع من خلال التعرّف على معنى التّابع اللغويّ والاصطلاحيّ، وما هو السّر وراء تسميته بهذا الاسم، وما هي الشروط الواجبة في التّابع؛ حتى يُطلق عليه تابعًا، وما هي أقسام التّوابع على الإجمال والتفصيل، وما هي الفروع التي تتفرّع إليها التّوابع، وشروط كل تابع من التّوابع، واستظهار تلك الفروق من خلال الأمثلة التي تُوضّح التابع، وإعرابه، ومعناها الذي قد يختلف من موضعٍ لموضعٍ آخر.

التوابع والاساليب النحوية

تنقسم التّوابع إلى خمسة أقسام: القسم الأول: النعت، وقد يُسمّى صفة، وليس هناك فرقٌ بين النعت والصفة غير التسمية؛ فقد اصطلح البصريون على تسميتها صفة، واصطلح الكوفيّون على تسميتها نعتًا، وأما الثاني فهو البدل، والثالت التوكيد، والرابع عطف البيان، والخامس عطف النسق، وقد اختُلف في الرابع والخامس هل يتمّ دمجهما تحت عنوان واحد هو العطف، أما أن فصلهما، وإدراج كلّ منهما على أنه تابعٌ أفضل، ويندرج تحت كل تابع من التوابع أقسام أخرى ستُبيّن من خلال الأسطر التالية.

شاهد أيضًا: الفرق بين الجملة الاسمية والفعلية

التوابع النعت

النعت أو الصفة تابعٌ يُذكر لبيان صفة من صفات الاسم قبله، ويُشترط في النعت أن يتوافق مع منعوته في الإفراد، والتثنية، والجمع، والتذكير، والتأنيث، والتعريف، والتنكير، وذلك نحو: الرجل المُهذبُ يحترمه الجميع، فـ(المهذّب): نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة، ويُلاحظ أنه وافق المتبوع (الرجل) في أن كلّا منهما معرف بــ(ال)، كما أن كلًّا منهما مرفوع، كما أن كلًّا منهما مفردًا، فتوافُر تلك الشروط مكّنت من إعراب (المهذب) صفةً، وجاز أن يدخل تحت إطار التّوابع.

وينقسم النعتُ قسمين: نعتٌ سببيٌّ ونعتٌ حقيقيّ، وينقسم النعت الحقيقيّ إلى ثلاثة أقسام، فقد يكون هذا النعت مفردًا كالمثال السابق، وقد يكون جملةً اسمية، وذلك نحو: ألفتُ كتابًا أسلوبه ممتع، فــ(أسلوبه ممتع) في محل نصب صفة، وذلك لأنها وقعت بعد نكرة (كتابًا)، أو جملة فعلية، وذلك نحو قوله -تعالى-: ” ربنا إننا سمعنا مناديًا يُنادي للإيمان..”، فجُملة (يُنادي للإيمان) في محل نصب صفة؛ لأنها وقعت بعد نكرة (مُناديًا).

وقد يكون النعت شبه جملة، وشبه الجملة قد تكون جارا ومجرورا، وقد تكون ظرفًا، أما الجرّ والمجرور فنحو قوله -تعالى: “”يريد الله ألا يجعل لهم حظًّا في الآخرة..”، فــشبه الجملة (في الآخرة) في محل نصب نعت، وأما الظرف فنحو: رأيت خطيبًا فوق المنبر، فــ(فوق المنبر) شبه جملة في محلّ نصب صفة، وهناك قاعدة نحويّة في النعت الجملة وشبه الجملة، يقول فيها النحويون:

” الجُمل وأشباه الجُمل بعد المعارف أحوال، وبعد النّكرات صفات”

شاهد أيضًا: الممنوع من الصرف

التوابع البدل

البدل التابع الثاني من التّوابع، لو أردنا إنشاء بحث عن التوابع ، ويصحُّ فيه أن تحذف المتبوع، على أن يكون التابع بدلًا منه، فلو قُلت: جاء معتصم عمّي، فكلمتا (معتصم وعمي) يُفيدان نفس المعنى، فعمي اسمه معتصم، ومعتصم هو اسم عمّي، فيجوز أن تقول: جاء معتصم، ويجوز أن تقول جاء عمّي، وينقسم البدل أربعة أقسام:

  • بدل كلّ من كلّ: وفيه يقع البدل مكان المبدل بشكل كامل، وذلك نحو: رأيت محمد أخاك، فــ(محمد)، و(أخاك) يُشيران إلى شيء واحدٍ، فيُمكن حذف أحدهما؛ لدلالة الآخر عليه.
  • بدل بعض من كلّ: وفيه ينوب البدل عن جزء من المبدل منه، وذلك نحو: انهدم البيتُ بابُه”، فالبيت كلّ، والباب بعض منه.
  • بدل اشتمال: وفيه يكون البدل شيء يشتمل عليه المُبدل، وذلك نحو: (أعجبني الكتاب أسلوبه)، فالكتاب يشتمل على الأسلوب وعلى غيره، فالأسلوب بدل اشتمال من الكتاب.
  • بدل اسم الإشارة: وفيه يقع البدل بعد اسم الإشارة مباشرة، ولا بد وأن يكون معرّفًا بــ(ال)، وذلك نحو: (هذا الطالب مجدّ)، فالطالب بدل من اسم الإشارة (هذا)

ويُوافق البدل المبدل منه في كلّ من الإفراد، والتثنية، والجمع، والتذكير، والتأنيث، والتعريف والتنكير، والرفع، والنصب، والجرّ.

العامل في التوابع

اختلف النحاة في عامل التوابع، فقال بعضهم: إن العامل في التابع هو العامل في المتبوع، والعامل في المتبوع هو الفعل؛ إذًا فالعامل في التابع هو الفعل أيضًا، وهذا ما ذهب إلى سيبويه، أما الأخفش والخليل فذهبا إلى أن العامل هو تبعيّته لما جرت عليه العادة، وهذا الحكم خاصٌّ بكلّ من النعت، والتوكيد، والعطف، أما البدل فما عليه الجمهور أن عامله محذوف.

تلخيص التوابع

التوابع مفرد التابع، وهو الذي يتبع ما قبله في إعرابه، وتعريفه، وتنكيره، وتذكيره، وتأنيثه، وإفراده، وتثنيته، وجمعه، ويُسمّى ما قبله متبوعًا، وتنقسم التوابع إلى أربعة أقسام: النعت، وينقسم إلى نعت حقيقي وسببيّ، وقد يكون النعت الحقيقي مفردًا، أو جملةً، أو شبه جملة، والقسم الثاني البدل، وينقسم إلى: بدل كل من كلّ، وبدل بعض من كلّ، وبدل اشتمال، وبدل اسم الإشارة.

والقسم الثالث التوكيد، وينقسم التوكيد إلى: توكيد لفظيّ، ويتحقّق بإعادة اللفظ كما هو مرّةً أخرى، وتوكيدٌ معنويّ، ويتحقّق بتكرار المعنى دون اللفظ، والتوكيد في اللغة العربية جُعل لأجل التأكيد على الشيء، وما يأتي قبله يُسمّى مؤكّدًا، والقسم الرابع هو العطف، وهو الذي يفصل بينه وبين متبوعه بحرف من حروف العطف، وحروف العطف هي: الواو، وثم، وأو، ولكن، وبل، ولا، والفاء، وكلّ حرفٍ من تلك الحروف له معنى خاص، فالواو تُفيد مُطلق الجمع بين الشيئين، والفاء تُفيد الترتيب مع التعقيب، وثمّ تُفيد الترتيب مع التّراخي، وهكذا، وينقسم العطف إلى عطف بيان وعطف نسق.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على بحث في التوابع ، وتعريف النعت أو الصفة، وأقسامها، ومجيئها مفردة، أو جملة، أو شبه جملة، والتعرّف على البدل، وأقسام، وتعرّفنا على آراء العلماء في عامل التوابع، وخُتم بتلخيص موجز للتوابع الأربعة: النعت، والبدل، والتوكيد، والعطف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *