سورة يس مكتوبة

سورة يس مكتوبة

نتناول من خلال هذا المقال معلومات عن سورة يس مكتوبة فسنسلط الضوء على فضلها كما سنتطرق للحديث عن المواضيع التي تناولتها حتى نستنبط منها ما تحمله من قيم يجب علينا التحلي بها، فالقرآن الكريم  هو المصدر الذي يجب أن يستقي منه المسلمين منهجهم في الحياة لضمان نيل مرضاة الله عز وجل وتجنبًا لعقابه والعياذ بالله. وسورة يس واحدة من سور القرآن الكريم التي احتوت على أكثر من قيمة تربوية وخلقية تطرقت إليها من خلال طرحها لعديد من الموضوعات المختلفة التي تدعو في مجملها لإعمال العقل والتدبر في خلق الله، لذا فيما يلي نتناول موضوعات سورة يس مكتوبة بشكل أكثر تفصيلًا.

سورة يس مكتوبة

  • نزلت سورة يس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة قبل أن يهاجر للمدينة المنورة، وبذلك فهي سورة مكية.
  • عدد آياتها هي ثلاثة وثمانون آية، وترتيبها في القرآن الكريم هو السادس والثلاثين.
  • تبدأ السورة بحرفين هما الياء والسين ولهما ترجع تسمية السورة وفي تفسير هذين الحرفين انقسم رأي العلماء لشقين، الأول يرى أنه اسم من أسماء النبي -صلى الله عليه وسلم-، والثاني يرى بأنها من الحروف المقطعة وهو الراجح لدى الكثير من العلماء.
  • أما عن فضل سورة يس وما تطرقت إليه من موضعات مختلفة فنتناوله فيما يلي بالتفصيل.

فضل سورة يس

هناك الكثير من الأحاديث التي يتداولها الناس فيما بينهم وينسبونها للمصطفى -عليه الصلاة والسلام- والتي تؤكد على عدد من الفضائل المختلفة لسورة يس، وفيما يلي نبني مدى صحتها من عدمه:

  • قراءة سورة يس في المقابر تخفف عن الموتى وتكتب لمن يقرأها حسنات بعدد من فيها، وذلك طبقًا لحديث “من دخل المقابر فقرأ سورة يس، خفف عنهم يومئذٍ، وكان له بعدد من فيها حسنات”، وذلك غير صحيح فهذا حديث موضوع لا يصح الأخذ به.
  • في قراءتها مغفرة للذنوب تبعًا لحديث:”من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاءَ وجه الله، غُفر له في تلك الليلة”، وهو حديث كذلك غير صحيح بالتالي لا يمكن الأخذ به.
  • كذلك هناك حديث جامع للكثير من الأفضال التي تشتهر بين الناس عن فضل سورة يس وهو “سُورَةُ يس تُدْعَى فِي التَّوْرَاةِ الْمُعِمَّةُ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا الْمُعِمَّةُ؟ قَالَ: تَعُمُّ صَاحِبَهَا بخير الدنيا والآخرة، وتكايد عَنْهُ بَلْوَى الدُّنْيَا، وَتَدْفَعُ أَهَاوِيلَ الآخرة” هو كذلك حديث موضوع لا يصح الأخذ به.
  • ومن أكثر الأحاديث شهرةً على الإطلاق بين عموم المسلمين في فضل سورة يس هو “يس لما قرئت له”، أي أنها تيسر كل أمر يقرأها المسلم له وهو حديث موضوع لا يصح أن ننسبه للمصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
  • يتداول الناس كذلك دعاء معين يقرأ بعد يس لقضاء الحاجات، وهو مما لا يصح ولم يشر إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والراجح في القول لدى العلماء أن القرآن الكريم كله كلام الله عز وجل فيمكن الاستعانة به لقضاء الحاجات ولإجابة الدعوات ولجمع الحسنات ونيل مغفرة الله.

موضوعات سورة يس

حينما نتدبر آيات سورة يس نجد أنها تطرقت للعديد من الموضوعات التي يمكننا تقسيمها لشقين رئيسيين هما:

الشق الإيماني والذي يتمثل فيما يلي:

  • التأكيد على أن الله سبحانه وتعالى هو إله الكون لا شريك له وأن جميع المصائر بين يديه ولا يملك أحد نفع أو ضرر للعباد سواه، وجاء ذلك في أكثر من آية في السورة منها قوله تعالى:”وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ * لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ”.
  • ومن ثم التأكيد على أن النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- هو نبي مرسل من عند الله وما يحدث به من قرآن ما هو إلا بوحي من الله سبحانه وتعالى، كما جاء في قوله تعالى:”وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ”.
  • أيضًا يرد على المشككين في يوم البعث فيؤكد أن يوم القيامة حق وأنه آتٍ لا محالة وذلك في أكثر موضع من السورة، كما جاء في قوله تعالى:”إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ”.

الشق التربوي والذي يتمثل فيما يلي:

  • تطرق القرآن الكريم من خلال سورة يس لواحدة من أكثر العادات الاجتماعية انتشارًا بين الناس ألا وهي التشاؤم وهي من العادات التي يكره للمسلمين اتباعها فالله سبحانه وحده من يملك الضر والنفع للعباد ولا يصح التشاؤم بشخص أو مكان وما شابه، وذلك ما جاء في قوله تعالى:”قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ..”.
  • أما عن الظاهرة التربوية الثانية فهي كيف أن انتشار الفساد بين الناس يتسبب بوقوع البلاء بهم جميعًا وهي دعوة عامة للإصلاح ولإتباع ما أمر به الله سبحانه وتعالى، وذلك من خلال قوله تعالى:”وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ”.

فوائد سورة يس مكتوبة

ومما يمكن تعمله من سورة يس من دروس يستفيد المرء منها في حياته اليومية هي:

  • أهمية التأمل والتدبر في الكون بما فيه من مخلوقات مختلفة تؤكد على مدى عظم الله سبحانه وتعالى، وتبرهن بما لا يدع مجالًا للشك على وجود خالق لهذا الكون فلا يمكن له أن يوجد فقط دون وجود من أبدعه، وذلك من شأنه أن يرسخ في نفس الإنسان الإيمان بالله عز وجل.
  • تدبر الإنسان في خلقه ليرى إبداع المولى في ذلك وليرى كم هو ضعيف ومفتقر لخالقه، ومن الجدير بالذكر أنها من سبل تأكيد الإيمان بالله وبأنه مطلع على الغيب وخالق الكون وبأن القرآن الكريم من عنده وحده، فما ذكره القرآن الكريم من مراحل خلق الإنسان أكده العلم بعدها بآلاف السنين.
  • الاتعاظ من مصير الأمم السابقة التي أبَت الاستماع للرسل وما جاؤوا به من نذير ووعيد لمن يعصي الله عز وجل وأصرت على كفرها فأخذهم عذاب الله في الدنيا وكان مصيرهم النار في الآخرة.
  • الاستعداد للقاء المولى عز وجل بتحري طاعته في كل أمر يقدم عليه المرء فالموت يأتي بغتةً والساعة آتية لا ريب في ذلك وحينها لن ينفع الندم ولا يرجع المرء ولو ساعة لإصلاح حياته، لذا من الواجب أن يتحرى العبد ما أمر به الله ويسرع بالتوبة.
  • الاطمئنان لحقيقة أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم العبيد فيوم القيامة توفى كل نفس ما كسبت فلا يظلم أحد، فمن عمل صالحًا فمثواه جنات النعيم ومن كان عاصيًا وتاركًا لما أمر به الله أن يؤتى ولم يعجل بالتوبة وطلب المغفرة من الله ومات على شركه فمثواه جهنم وبئس المصير.
  • أن يسعى المرء في الحياة الدنيا ويأخذ بالأسباب والبينات ويتوكل على الله سبحانه وتعالى وحده ويترك التشاؤم بمجمله، فمصير العباد أجمعين بين يدي الله عز وجل ولن يصيب المرء مكروه أم نفع لم يكتبه الله عليه حتى وإن اجتمع الناس أجمعين على ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *