عيد بأي حال عدت يا عيد مكتوبة وبالصور

عيد بأي حال عدت يا عيد

إنَّ قصيدة عيد بأي حال عدت يا عيد من أشهر القصائد العربية التي انتشرت بين الناس والتي يرددونها في فترة العيد من كل عام، وهي قصيدة من القصائد الخالدة لما لها من وقع في قلوب سامعيها ولما فيها من إبداع في الصياغة وقوَّ في التعبير وبراعة في التراكيب وفحولة في الشعر، وفي هذا المقال سوف نتحدَّث عن صاحب قصيدة عيدٌ بأيِّ حَال عُدت يا عِيد وسوف نضع نص هذه القصيدة كاملة، بالإضافة إلى مناسبتها وبعض الأبيات المقتبسة منها والموضوعة على الصور.

صاحب قصيدة عيد بأي حال عدت يا عيد

إنَّ صاحب قصيدة عيد بأيَّة حال عُدت يا عيد هو الشاعر العباسي أبو الطيب المتنبي، وهو واحد من أعظم شعراء العرب عبر التاريخ إنذَ لم يكن أعظمهم وأكثرهم شاعرية وأفضل شعرًا، فهو شاغل الدنيا ومالئ الناس، وهو شاعر زمانه وشاعر كل زمان بحسب رأي أغلب النقاد، اسمه الكامل هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي المعروف بأبي الطيب المتنبي، وُلد في الكوفة في عام 915 ميلادية وهو ما يوافق عام 303 هجرية، وكانت ولادتها في محلة اسمها كندة فنُسب إليها، نشأ المتنبي في الشام وألقى الشهر وهو في التاسعة من عمره، وقد سُمِّي بالمتنبي لأنَّه ادَّعى النبوة في صباه وتبعه خلق كثيرون، فحبسه أمير حمص حتَّى تاب ورجع عن دعوته.[1]

اشتهر المتنبي بقصائد المديح التي كان يكتبها، وخاصة تلك التي كتبها في مديح سيف الدولة الحمداني، ثمَّ القصائد التي كتبها في مديح كافور الإخشيدي، وكان شعره قويًا، فهو من فحول شعراء العرب إن لم يكن أفحلهم على مر العصور، تميزت قصائده بالحكمة والقوة، بيد أنَّها كانت تحمل الكثير من المعاني الفلسفية عن الحياة، وهو الشاعر الذي قتله شعره، فقد قُتل على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بين بغداد والكوفة عام 965 ميلادية وهو ما يوافق عام 354 هجرية، لأنَّه رفض أن يهرب وهو القائل:[1]

الخيل والليل والبيداء تعرفني       والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ

أنام ملء جفوني عن شواردها     ويسهر الخلق جراها ويختصموا

عيد بأي حال عدت يا عيد مكتوبة

تُعدُّ قصيدة عيد بأي حال عدت يا عيد من أشهر قصائد أبي الطيب المتنبي، وفيما يأتي نذكر نص هذه القصيدة كاملًا:[2]

عِــيــدٌ بِــأَيَّــةِ حَــالٍ عُــدْتَ يَـا عِـيـدُ                 بِـمَـا مَـضَـى أَمْ بِـأَمْـرٍ فِـيـكَ تَـجْـدِيـدُ
أَمَّــا الْأَحِــبَّــةُ فَــالْــبَــيْــدَاءُ دُونَــهُـمُ                فَــلَــيْــتَ دُونَــكَ بِــيـدًا دُونَـهَـا بِـيـدُ
لَـوْلَا الْـعُـلَا لَمْ تَجُبْ بِي مَا أَجُوبُ بِهَا                وَجْــنَــاءُ حَــرْفٌ وَلَا جَـرْدَاءُ قَـيْـدُودُ
وَكَـانَ أَطْـيَـبَ مِـنْ سَـيْـفِي مُضَاجَعَةً                أَشْــبَــاهُ رَوْنَــقِــهِ الْــغِــيـدُ الْأَمَـالِـيـدُ
لَـمْ يَـتْـرُكِ الـدَّهْـرُ مِنْ قَلْبِي وَلَا كَبِدِي               شَــيْــئًــا تُــتَــيِّــمُــهُ عَـيْـنٌ وَلَا جِـيـدُ
يَـا سَـاقِـيَـيَّ أَخَـمْـرٌ فِـي كُـئُـوسِـكُـمَـا               أَمْ فِــي كُــئُـوسِـكُـمَـا هَـمٌّ وَتَـسْـهِـيـدُ
أَصَــخْــرَةٌ أَنَــا مَــالِــي لَا تُـحَـرِّكُـنِـي                  هَــذِي الْــمُــدَامُ وَلَا هَــذِي الْأَغَـارِيـدُ
إِذَا أَرَدْتُ كُــمَــيْــتَ اللَّــوْنِ صَـافِـيَـةً                   وَجَـدْتُـهَـا وَحَـبِـيـبُ الـنَّـفْـسِ مَـفْقُودُ
مَــاذَا لَـقِـيـتُ مِـنَ الـدُّنْـيَـا وَأَعْـجَـبُـهُ                   أَنِّــي بِــمَــا أَنَــا بَــاكٍ مِـنْـهُ مَـحْـسُـودُ
أَمْــسَــيْــتُ أَرْوَحَ مُـثْـرٍ خَـازِنًـا وَيَـدًا                     أَنَــا الْــغَــنِــيُّ وَأَمْــوَالِـي الْـمَـوَاعِـيـدُ
إِنِّــي نَــزَلْــتُ بِــكَــذَّابِـيـنَ ضَـيْـفُـهُـمُ                  عَـنِ الْـقِـرَى وَعَـنِ الـتَّـرْحَـالِ مَحْدُودُ
جُـودُ الـرِّجَـالِ مِـنَ الْأَيْـدِي وَجُودُهُمُ                    مِــنَ اللِّـسَـانِ فَـلَا كَـانُـوا وَلَا الْـجُـودُ
مَـا يَـقْـبِضُ الْمَوْتُ نَفْسًا مِنْ نُفُوسِهِمُ                 إِلَّا وَفِــي يَــدِهِ مِــنْ نَــتْــنِــهَــا عُــودُ
مِـنْ كُـلِّ رِخْـوِ وِكَـاءِ الْـبَـطْـنِ مُـنْفَتِقٍ                   لَا فِـي الـرِّجَـالِ وَلَا الـنِّـسْوَانِ مَعْدُودُ
أَكُــلَّـمَـا اغْـتَـالَ عَـبْـدُ الـسَّـوْءِ سَـيِّـدَهُ                 أَوْ خَــانَــهُ فَــلَـهُ فِـي مِـصْـرَ تَـمْـهِـيـدُ
صَــارَ الْــخَـصِـيُّ إِمَـامَ الْآبِـقِـيـنَ بِـهَـا                   فَـالْـحُـرُّ مُـسْـتَـعْـبَـدٌ وَالْـعَـبْـدُ مَـعْـبُودُ
نَـامَـتْ نَـوَاطِـيـرُ مِـصْـرٍ عَـنْ ثَـعَـالِبِهَا                    فَـقَـدْ بَـشِـمْـنَ وَمَـا تَـفْـنَـى الْـعَـنَـاقِيدُ
الْــعَــبْــدُ لَــيْــسَ لِــحُــرٍّ صَـالِـحٍ بِـأَخٍ                   لَــوْ أَنَّــهُ فِــي ثِــيَــابِ الْـحُـرِّ مَـوْلُـودُ
لَا تَــشْــتَـرِ الْـعَـبْـدَ إِلَّا وَالْـعَـصَـا مَـعَـهُ                  إِنَّ الْــعَــبِــيــدَ لَأَنْــجَــاسٌ مَــنَـاكِـيـدُ
مَـا كُـنْـتُ أَحْـسَـبُـنِـي أَحْـيَـا إِلَى زَمَنٍ                يُـسِـيءُ بِـي فِـيـهِ كَـلْبٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
وَلَا تَـوَهَّـمْـتُ أَنَّ الـنَّـاسَ قَـدْ فُـقِـدُوا                    وَأَنَّ مِــثْــلَ أَبِـي الْـبَـيْـضَـاءِ مَـوْجُـودُ
وَأَنَّ ذَا الْأَسْـوَدَ الْـمَـثْـقُـوبَ مِـشْـفَـرُهُ                   تُـطِـيـعُـهُ ذِي الْـعَـضَـارِيـطُ الـرَّعَادِيدُ
جَـوْعَـانُ يَـأْكُـلُ مِـنْ زَادِي وَيُمْسِكُنِي                   لِـكَـيْ يُـقَـالَ عَـظِـيـمُ الْـقَـدْرِ مَـقْصُودُ
إِنَّ امْـــرَأً أَمَـــةٌ حُـــبْـــلَـــى تُـــدَبِّــرُهُ                  لَـمُـسْـتَـضَـامٌ سَـخِـيـنُ الْـعَـيْنِ مَفْؤودُ
وَيْــلُــمِّــهَــا خُــطَّــةً وَيْــلُــمِّ قَـابِـلِـهَـا                   لِــمِــثْــلِــهَــا خُـلِـقَ الْـمَـهْـرِيَّـةُ الْـقُـودُ
وَعِــنْـدَهَـا لَـذَّ طَـعْـمَ الْـمَـوْتِ شَـارِبُـهُ                   إِنَّ الْــمَــنِــيَّــةَ عِــنْــدَ الــذُّلِّ قِـنْـدِيـدُ
مَـنْ عَـلَّـمَ الْأَسْـوَدَ الْـمَـخْصِيَّ مَكْرُمَةً                   أَقَــوْمُــهُ الْــبِـيـضُ أَمْ آبَـاؤُهُ الـصِّـيـدُ
أَمْ أُذْنُــهُ فِــي يَــدِ الـنَّـخَّـاسِ دَامِـيَـةً                   أَمْ قَــدْرُهُ وَهْـوَ بِـالْـفَـلْـسَـيْـنِ مَـرْدُودُ
أَوْلَــى اللِّــئَــامِ كُــوَيْــفِــيـرٌ بِـمَـعْـذِرَةٍ                   فِـي كُـلِّ لُـؤْمٍ وَبَـعْـضُ الْـعُـذْرِ تَـفْـنِيدُ
وَذَاكَ أَنَّ الْـفُـحُـولَ الْـبِـيـضَ عَـاجِـزَةٌ                     عَـنِ الْـجَـمِـيلِ فَكَيْفَ الْخِصْيَةُ السُّودُ

مناسبة قصيدة عيد بأي حال عدت يا عيد

تُعدُّ قصيدة عيد بأية حال عُدت يا عيدُ من أشهر القصائد التي كتبها المتنبي وأكثرها انتشارًا بين الناس على مر العصور، وهي قصيدة عصماء كتبها المتنبي بعد الجفاء الذي حصل بينه وبين سيف الدولة الحمداني، حيث ارتحل المتنبي من حلب إلى مصر، وفي مصر تقرَّب من كافور الإخشيدي الذي كان واليًا على مصر، ولمَّا فشل في كسب مراده من كافور، قرر مغادرة مصر، فغادرها وكتب هذه القصيدة هاجيًا بها كافورًا الإخشيدي، وهي من قصائد العصر العباسي الثاني، كتبها على البحر البسيط وكان الغرض منه الهجاء مع أنَّه بدأها بذكر العيد.

شاهد أيضًا: كلمات العيد هل بفرحته مكتوبة

عيد بأي حال عدت يا عيد بالصور

بعد ما ورد من حيدث عن قصيدة المتنبي عيد بأية حالٍ عُدت يا عيد، فيما يأتي نذكر بعض أبيات قصيدة عيد بأي حال عدت يا عيد بالصور:

عيد بأي حال عدت يا عيد بالصور

عيد بأي حال عدت يا عيد بالصور1

قصائد عن العيد

لقد كتب الشعراء العرب عبر عصور الأدب العربي الكثير من القصائد عن العيد، وفيما يأتي نذكر بعض القصائد عن العيد:

قصيدة يا عيد عرج

يقول الشاعر العراقي السيد مصطفى جلال الدين:

يا عيدُ عرِّجْ فقد طالَ الظّما وجَفَتْ          تِلكَ السنونُ التي كم أيْنَعَتْ عِنَبـا

يا عيدُ عُدنْـا أعِدْنا للذي فرِحَتْ               به الصغيراتُ من أحلامنا فخبـا

مَنْ غيّبَ الضحكةَ البيضاءَ من غَدِنا           مَنْ فَـرَّ بالفرحِ السهرانِ مَنْ هَربَا

لم يبقَ من عيدنا إلا الذي تَرَكَتْ              لنا يـداهُ ومـا أعطى وما وَهَبـا

من ذكرياتٍ أقَمنا العُمرَ نَعصِرُها               فما شربنا ولا داعي المُنى شَرِبـا

يا عيدُ هَلاّ تَذَكرتَ الذي أخَـذَتْ                منّا الليالي وما من كأسِنا انسَكَبا

وهل تَذَكَّرتَ أطفالاً مباهِجُهُـم                   يا عيدُ في صُبْحِكَ الآتي إذا اقتربا

هَلاّ تَذَكَّرتَ ليلَ الأَمـسِ تملؤُهُ                   بِشْراً إذا جِئْتَ أينَ البِشْرُ؟..قد ذَهَبا

قصيدة اليوم عيد

يقول الشاعر إبراهيم عزت في قصيدته اليوم عيد:

اليومَ عيد
قد عشتُ فيه ألفَ قصةٍ حبيبةِ السِّمات
أردِّدُ الأذانَ في البُكور
أراقبُ الصغارَ يمرحونَ في الطريقِ كالزُّهور
وهذه تحيةُ الصَّباح
وهذه ابتسامةُ الصديقِ للصديق
الكلُّ عائدٌ بفرحةٍ تطلُّ مشرِقة
من الشفاهِ والعيون
ودارُنا ستنتظر
صغيرتي ستنتظر
والشُّرفةُ التي على الطريقِ
تسمَعُ الصدور
تعزفُ الأشواقَ
تعصِرُ الأسى
هشامُ لن ينام
قد كان نومه على ذراع والده
نهادُ لن تذوقَ زادَها
لأنها تعوّدتْ أن تبدأَ الطعامَ من يدِ الأسير
شريكةُ الأسى بدا جناحُها الكسير
تُخَبِّئُ الدُّموعَ عن صغارِها
وحينما يلفُّها السُّكون
سترتدي الصَّقيع
كي تقدّمَ الحياةَ للرضيع

بهذه القصائد عن العيد نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على قصيدة عيد بأي حال عدت يا عيد فتحدَّثنا عن صاحب هذه القصيدة وذكرنا نص هذه القصيدة كاملًا،  بالإضافة إلى بعض الصور التي تحوي أبياتًا من هذه القصيدة.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com , أبو الطيب المتنبي , 09-05-2021
  2. ^ aldiwan.net , عيد بأية حال عدت يا عيد , 09-05-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *