فضائل سورة البقرة

فضائل سورة البقرة

فضائل سورة البقرة من أكثر التساؤلات التي يتساءل عنها الكثير من الناس؛ وذلك نظرًا لما أعده الله -عز وجل- من الأجر العظيم لمن داوم على قراءة القرآن بصفة عامّة، وقراءة سورة البقرة بصفةٍ خاصّةٍ، فقد ذُكرت الكثير من الأحاديث النبوية التي تُرغّب في تعاهد سورة البقرة بالقراءة والتّدبُّر.

التعريف بسورة البقرة

سورة البقرة أول سورة من السّور المدنية، والسور المدنية هي التي أُنزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- بعد الهجرة ولو كان بغير المدينة، ومن المعلوم حقيقةً أن القرآن الكريم نزل مُنجّمًا حسب الأحداث التي حدثت، وقد ذكر بعض المُفسّرين أن سورة البقرة قد أُنزلت على عدّة مرات، وليس على مرّة واحدة؛ نظرًا لتفرّق الوقائع التي حدثت فيها.

وسورة البقرة من السبع الطّوال، بل هي أطول سورة من سور القرآن الكريم، وفيها أطول آية أُنزلت على المُصطفى، وهي آية الدين، وقد احتلّت السورة المرتبة الثانية في ترتيب سُور القرآن تابعةً سورة الفاتحة، ويبلغ عدد آياتها مائتان وست وثمانون آية في العد الكُوفي، أما العدّ المدني؛ ففيه يبلغ عدد آياتها مائتان وخمس وستون آية.

اقرأ أيضًا: بحث عن سورة البقرة

سبب تسمية سورة البقرة بهذا الاسم

وقد ذُكرت الكثير من الأسباب لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم، ومن أهم تلك الأسباب:-

ما ورد فيها عن قصة سيدنا موسى -عليه السلام- مع قومه، وقضية القتيل الذي أمر الله -عز وجل- موسى فيها بأن يأمُر قومه بأن يفدوا هذا القتيل الذي لم يُعرف من قاتله ببقرة، فتمادى بنو إسرائيل في طلب أوصاف البقرة من موسى؛ فلما تشدّدوا في ذلك؛ شدّد الله عليهم، كما ذُكرت لسورة البقرة أسماء أخرى، ومن أهم تلك الأسماء:-

  • سورة الزهراء: وذلك نظرًا لما ورد عن النبي-صلى الله عليه وسلّم-:” (اقرؤوا الزهْرَاوينِ: البقرةَ وآلَ عمرانَ، فإنَّهما يأتيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غمامَتانِ أو غيايتانِ..”.
  • سنام القرآن: أُطلق عليها هذا اللفظ، لأنها أطول سورة في القران، والسنام في اللغة هو “المكان المرتفع”.
  • سورة الفسطاط: والفسطاط يُطلق على ما يُحيط بمدينةٍ ما أو بمكانٍ ما، ولما كانت سورة البقرة تُحيط بالكثير من الأحكام التشريعية وغيرها؛ سُمّيت بذلك.
  • سورة الكُرسي: وذلك نظرًا لاشتمالها على أعظم آية في القُرآن، وهي آية الكُرسيّ.

شاهد أيضًا: سورة البقرة وفضلها وأحكامها

فضائل سورة البقرة

ذخرت السنة النبوية المُطهرة بالكثير من الأحاديث التي تتحدّث عن فضل سورة البقرة، وأهم فضائل سورة البقرة تتمثل في:

  •  شافعةً لمن قرأها يوم القيامة، ومما ورد في ذلك، عن النّوّاس بن سمعان -رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلّم- أنه قال:”(يؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما).
  • الوقاية من شياطين الإنس والجنّ؛ فهي سببًا في التحصُّن من الشياطين، والدليلُ على ذلك: ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-: ” (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).
  • احتوت على آية تحدّثت عن توحيد الله، وتعظيمه، وتُعدّ أعظم آية في القُرآن الكريم، وهي آية الكُرسي، ومن الأحاديث التي دلّت على فضل آية الكُرسي،  ما ثبت في صحيح مسلم في فضلها: (يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ} [البقرة:255]. قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ)

شاهد أيضًا: آخر آيتين من سورة البقرة

فضائل خواتيم سورة البقرة

وقد ذُكرت في خواتيم سورة البقرة الكثير من الفضائل، ومن أهم تلك الفضائل:-

  • هي النّور الذي يهتدي به المُسلم يوم القيامة.
  • أنها تكفي المُسلم في ليلته، وقد قيل: إنها تكفيه عن صلاة قيام الليل، أو تكفيه عن الأذكار والأدعية، ومما ورد في ذلك حديث عن عقبة بن عمرو -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ).
  • حينما نزل قول الله -تعالى-:” (لِّلَّـهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)؛ خشي المؤمنون من محاسبة الله لهم على ما يُبدونه وما يُعلنونه؛ فأخبرهم النبي-صلى الله عليه وسلّم- بوجوب السّمع والطاعة؛ حتى ينجوا من ذلك، كما ذكر في اواخدر سورة البقرة من قوله تعالى:” آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ…” ومن هُنا نستشفّ أن تلك الآيات دليلٌ على رحمة الله -عز وجلّ- بعباده.

فضائل حفظ سورة البقرة

لحفظ سورة البقرة فضائل كثيرة، ومن تلك الفضائل: أن حافظ سورتي البقرة وآل عمران يُقدَّم عن حافظ غيرهما، ومما ورد في ذلك: عن عثمان بن أبي العاص أنّه قال: (اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ- وَأَنَا أَصْغَرُ السِّتَّةِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَيْهِ مِنْ ثَقِيفٍ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ قَرَأْتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ)، وفي هذا دلالةٌ على ما أضفاه عليه حفظ سورة البقرة من تفضيله على غيره.

شاهد أيضًا: كم عدد ايات سورة البقرة

فضائل قراءة سورة البقرة في قيام الليل

قيام الليل من أفضل القُرُبات التي بها يتقرّب العبدُ من ربه، وسورة البقرة من أعظم السُّور القُرآنية، ومما يدُل على ما لقراءة سورة البقرة من فضائل في قيام الليل، ما ورد عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه-، أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (من قامَ بعشرِ آياتٍ لم يُكتب منَ الغافلينَ ،ومن قامَ بمائةِ آيةٍ كتبَ منَ القانتينَ، ومن قامَ بألفِ آيةٍ كتبَ منَ المقنطرينَ)، وراوي الحديث قد حفظ تلك السُّورة في ثمان سنوات؛ لأن الصحابة-رضوان الله عليهم- كانوا لا يحفظون الآية إلا إذا عملوا بما قبلها.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرّف على فضائل سورة البقرة ، كما تعرّفنا على السُّورة، ومكيّتها أو مدنيّتها، وتعرفنا على فضل حفظ سورة البقرة، وفضل قرائتها في قيام الليل، وتعرّفنا على السبب الذي من أجله سُمّيت السورة بهذا الاسم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *