كم عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم

كم عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم

كم عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم ؟ سؤالٌ يكثر البحث عنه، ومن المعلوم أنَّ القراءات عبارة عن  اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفيتها من: تخفيف، وتثقيل وغيرها، وسيتمُّ في هذا المقال الإجابة على السؤال المطروح في هذا المقال، وذكر نبذةٍ عن صاحب كلِّ قراءةٍ، كما سيتمُّ بيان الحكمة من تعدد هذه القراءاتثمَّ بيان الفرق بين القرآن الكريم وقراءاته.

كم عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم

يبلغ عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم سبع قراءات،[1] ثمَّ زيدت عليها ثلاث قراءتٍ أخرى حتى صرن عشرُ قراءات،[2] نسبت كلُّ قراءةٍ منها إلى صاحبها التي اشتُهرت عنه، والقراءات السبع الأولى هي قراءات كل من: ابن عامر الشامي، وابن كثير المكي، وعاصم بن أبي النجود، وأبو عمرو البصري، وحمزة الزيّات، ونافع المدني، والكسائي، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ نسبة القراءة إلى صاحبها هي نسبة اعتناء وقراءة وإقراء لا نسبة اختراع وابتداع، فالقرآن الكريم كلام الله تعالى، والذي قام باختيار هؤلاء القرَّاء هو أبو بكرٍ بن مجاهد، في بداية القرن الرابع الهجري ويرجع سبب اختياره لهم أنهم كانوا المبرزين في زمانهم قراءة وإقراء، مع الضبط التام والعدالة البيّنة، مع طول أزمنتهم في القراءة والإقراء، أمَّا القراءات الثلاث المضافة فهي قراءة كل من: أبي جعفر ويعقوب وخلف.[3]

شاهد أيضًا: كم مرة ذكر السيدة مريم في القرآن الكريم

نبذة عن صاحب كل قراءة

بعد الإجابة على سؤال كم عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم، سيتمُّ ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عن صاحب كلِّ قراءة، وفيما يأتي ذلك:

  • أبو عمرو بن العلاء: هو زيان بن العلاء المازني المصري، وقيل اسمه يحيى، وقيل اسمه هو ذاته كنيته،[4] لُقّب بسيِّد القُرّاء، وهو إمام البصرة، عالم بالقرآن الكريم واللغة العربيّة، روى عنه الدوريّ والسوسي، تُوفّي بالبصرة سنة مئة وأربعة وخمسين للهجرة.[5]
  • ابن كثير: هو عبد الله بن كثير الداريّ، وكنيته أبو معبد، كان شيخ مكة وإمامها في القراءة، التقى من الصحابة بالزبير بن العوام، وأبي أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك،[6] وقد روى عنه البزيّ وقنبل، وتُوفّي بمكة المكرمة عام مئة وعشرين للهجرة.[7]
  • نافع المدني: هو أبو رويم نافع الليثي، يعود أصله إلى أصفهان،[8] كان شيخ القُرّاء في المدينة المنورة، تناول قراءته عن سبعين من التابعين ممن أخذوا قراءتهم عن أبي هريرة، وابن عباس، وأبي بن كعب، روى عنه قالون وورش، وتُوفّي بالمدينة سنة مئة وسبع وستّين للهجرة.[9]
  • ابن عامر الشامي: هو عبد الله بن عامر اليحصبي، كنيته أبو عمران، وهو من التابعين، قاضي دمشق أثناء خلافة الوليد بن عبد الملك،[10] وإمام أهلها في المسجد الأمويّ، وشيخ القُرّاء فيها، أخذ القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وعن أبي الدرداء، روى عنه هشام وابن زكوان، وهما من قُرّاء الشام، توفي سنة مئة وثمانية عشر للهجرة.[11]
  • عاصم الكوفي: هو عاصم بن أبي النجود، ويُقال له ابن بهدلة، كنيته أبو بكر، من جيل التابعين،[12] كان شيخ القرّاء بالكوفة، اشتُهر بفصاحته وإتقانه، روى عنه حفص وشعبة، وتُوفّي بالكوفة سنة مئة وسبعة وعشرين للهجرة.[13]
  • حمزة الكوفي: هو حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، كنيته أبو عمارة، من جيل أتباع التابعين، اتّصف بالورع والتقوى، وكان عالماً بالحديث والفرائض،[14] روى عنه خلف وخلاد، تُوفّي أثناء خلافة أبي جعفر المنصور، وكان ذلك سنة مئة وستٍ وخمسين للهجرة.[15]
  • الكسائي: هو علي بن حمزة الكسائي، كنيته أبو الحسن، يعود أصله إلى بلاد فارس، وهو أعلم الناس بالنحو، ولم يسبقه أحد في الكوفة في القراءة والنحو واللغة، وقد ضُبطت مصاحف الكوفة بناءً على قراءته،[16] وتعود تسميته بالكسائي كونه أحرم في كساء، وروى عنه أبو الحارث وحفص الدوري، وتُوفّي سنة مئة وتسع وثمانين للهجرة.[17]
  • أبو جعفر المدني: هو يزيد بن القعقاع المخزومي، كنيته أبو جعفر، كان إمامٌ بالمدينة المنورة، وهو من جيل التابعين، لم يسبقه أحد في قراءة السنة في المدينة المنورة كما وصفه الزّناد، وقد أخذ قراءته عن أبي هريرة، وابن عباس، وأُبيّ بن كعب،[18] وقد روى عنه ابن وردان وابن جماز، وتُوفّي بالمدينة المنورة سنة مئة وثمانٍ وعشرين للهجرة، وقيل بعد أربعة أعوام.[19]
  • يعقوب البصري: هو يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، كنيته أبو محمد، وهو رئيس القرّاء في البصرة بعد أبي عمرو، كان أعلم الناس بحروف القرآن وأكثرهم روايةً لها، وعالماً بالمذاهب النحوية كما وصفه السجستاني،[20] روى عنه رويس وروح، وتُوفّي بالبصرة سنة مئة وخمس وثمانين، وقيل سنة مئتين وخمس للهجرة.[21]
  • خلف: هو خلف بن هشام بن ثعلب البزار البغدادي، وكنيته أبو محمد، روى عنه إسحاق وإدريس، وتُوفّي سنة مئتين وتسع وعشرين للهجرة، وقيل إنّ تاريخ وفاته لم يُعرف.[22][23]

شاهد أيضًا: من الصحابي الملقب بسيد القراء

الحكمة من تعدد قراءات القرآن الكريم

إنَّ لتعدد قراءات القرآن الكريم عددٌ من الحكم، وسيتمُّ في الفقرة الثالثة من مقال كم عدد القراءا الصحيحة للقرآن الكريم بيان الحكمة من هذا التعدد، وفيما يأتي ذلك:[24]

  • تيسير القراءة على المسلمين: حيث كانت لغات من أنزل عليهم القرآن مختلفة ولسان كل صاحب لغة لا يقدر على رده إلى لغة أخرى إلا بعد تكلف ومئونة شديدة، فيسر الله عليهم أن أنزل كتابه على سبع لغات متفرقات في القرآن بمعانٍ متفقة ومختلفة ليقرأ كل قوة على لغتهم على ما يسهل عليهم من لغة غيرهم، وعلى ما جرت به عادتهم، فقوم جرت عادتهم بالهمز وقوم بالتخفيف، وقوم بالفتح، وقوة بالإمالة، وكذلك الإعراب واختلافه في لغتهم.
  • دليل على بلاغة القرآن الكريم: فيفي تعدد القراءات برهان عظيم على سمو بلاغة القرآن، ومنزلته في الإيجاز؛ إذا يترتب على ذلك سعة الوعاء المعنوي للآية، فتحمل معاني عدة متآخية، كما تدعم أحكامًا متعددة تفهم من الآية.
  • سهولة الحفظ، وتيسير النقل: لأن حفظ كلمة ذات وجوه في الأداء أيسر من حفظ جمل من الكلام تؤدي معاني تلك القراءات.
  • دليل على ضدق النبي: إذ إنه برغم تعدد القراءات، وتنوع الأداء لم يتطرق إليه تناقض ولا تضاد، ولا تخالف بل يصدق بعضه بعضًا، ويبين بعضه بعضًا، ويشهد بعضه لبعض على نمط واحد، وأسلوب واحد.
  • دليل على عظمة الأمة: التي تلقت هذا القرآن بحروفه المختلفة، ووعته هذا الوعي، وقامت بما ينبغي له من ضبط وإحكام، ودقة في الأداء، وتوفرت على وضع القواعد والأصول للعلوم التي من شأنها صيانة الكتاب العظيم ورعايته، مما يجعل أعلام هذه الأمة محلًا لفضل الله ومثوبته وتكريمه.
  •  تأثير اختلاف القراءات في الأحكام الفقهية: حيث أنَّ اختلاف القراءات مجال خصب لآراء فقهية وتشريعية تدعم التشريع الإسلامي وتكسبه خصوبة ومرونة، وطواعية في مواجهة مشكلات الحياة المتعددة والمتجددة، وفيما يأتي بيان ذلك:
    • قد تأتي القراءة مبنية لحكم أجمع عليه الفقهاء: كقراءة سعد بن أبي وقاص وغيره: “وله أخ أو أخت من أم”؛ إذ إن العلماء أجمعوا على أن الأخ في الآية هو الأخ لأم.
    • وقد تكون للجمع بين حكمين مختلفين: كقراءة: “يَطْهُرْن” “وَيَطَّهران” بالتخفيف والتشديد ينبغي الجمع بينهما وهو أن الحائض لا يقربها زوجها حتى تطهر بانقطاع حيضها، وتطهر بالاغتسال.
    • وقد تكون القراءة موضحة لحكم يقتضي الظاهر خلافه: مثل: {فَاسْعَوا إِلَى ذِكْرِ الله} يقتضي ظاهرها المشي فجاءت قراءة: “فامضوا إلى ذكر الله” رافعة لهذا الوهم.

شاهد أيضًا: ما الحكمة من نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف

الفرق بين القرآن الكريم والقراءات الصحيحة

إنَّ القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو: الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز. والقراءات عبارة عن اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفيتها من: تخفيف، وتثقيل وغيرها.[25]

شاهد أيضًا: ما هي السورة القرآنية التي تشفع لمن قرأها

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة عبى سؤال كم عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم ؟ كما تمَّ ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عن أصحاب القراءات، ثمَّ تمَّ تعداد وبيان الحكمة من تعدد قراءات القرآن الكريم، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان الفرق بين القرآن الكريم وقراءاته.

 

المراجع

  1. ^ المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز، أبو شامة المقدسي، ص173 , https://al-maktaba.org/book/22676/180 , 29/4/2021
  2. ^ islamweb.net , عدد قراءات القرآن والفرق بينها وبين القرآن , 29/4/2021
  3. ^ مختصر العبارات لمعجم مصطلحات القراءات، إبراهيم الدوسري، ص93 , https://al-maktaba.org/book/31894/93 , 29/4/2021
  4. ^ مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، عبد الجواد خلف، ص226 , https://al-maktaba.org/book/33763/209#p1 , 29/4/2021
  5. ^ المدخل إلى علوم القرآن الكريم، محمد النبهان، 206 , https://al-maktaba.org/book/32474/199#p1 , 29/4/2021
  6. ^ المدخل إلى علوم القرآن الكريم، محمد النبهان، ص205 , https://al-maktaba.org/book/32474/198 , 29/4/2021
  7. ^ مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، عبد الجواد خلف، ص227 , https://al-maktaba.org/book/33763/210#p1 , 29/4/2021
  8. ^ مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، عبد الجواد خلف، ص227 , https://al-maktaba.org/book/33763/210#p1 , 29/4/2021
  9. ^ المدخل إلى علوم القرآن الكريم، محمد النبهان، ص205 , https://al-maktaba.org/book/32474/198 , 29/4/2021
  10. ^ مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، عبد الجواد خلف، ص227 , https://al-maktaba.org/book/33763/210#p1 , 29/4/2021
  11. ^ المدخل إلى علوم القرآن الكريم، محمد النبهان، ص205 , https://al-maktaba.org/book/32474/198 , 29/4/2021
  12. ^ مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، عبد الجواد خلف، ص228 , https://al-maktaba.org/book/33763/211#p1 , 29/4/2021
  13. ^ المدخل إلى علوم القرآن الكريم، محمد النبهان، ص205 , https://al-maktaba.org/book/32474/198 , 29/4/2021
  14. ^ المدخل إلى علوم القرآن الكريم، محمد النبهان، 206 , https://al-maktaba.org/book/32474/199#p1 , 29/4/2021
  15. ^ المدخل إلى علوم القرآن الكريم، محمد النبهان، 206 , https://al-maktaba.org/book/32474/199#p1 , 29/4/2021
  16. ^ مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، عبد الجواد خلف، ص227 , https://al-maktaba.org/book/33763/210#p1 , 29/4/2021
  17. ^ المدخل إلى علوم القرآن الكريم، محمد النبهان، 206 , https://al-maktaba.org/book/32474/199#p1 , 29/4/2021
  18. ^ مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، عبد الجواد خلف، ص229 , https://al-maktaba.org/book/33763/212#p1 , 29/4/2021
  19. ^ المدخل إلى علوم القرآن الكريم، محمد النبهان، 207 , https://al-maktaba.org/book/32474/200#p1 , 29/4/2021
  20. ^ مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، عبد الجواد خلف، ص229 , https://al-maktaba.org/book/33763/212#p1 , 29/4/2021
  21. ^ مدخل إلى التفسير وعلوم القرآن، عبد الجواد خلف، ص229 , https://al-maktaba.org/book/33763/212#p1 , 29/4/2021
  22. ^ المدخل إلى علوم القرآن الكريم، محمد النبهان، 207 , https://al-maktaba.org/book/32474/200#p1 , 29/4/2021
  23. ^ مدخل في علوم القراءات، السيد رزق الطويل، ص147-148 , https://al-maktaba.org/book/8633/132#p1 , 29/4/2021
  24. ^ islamweb.net , عدد قراءات القرآن والفرق بينها وبين القرآن , 29/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *