ما أحكام النون الساكنة، والتنوين

ما أحكام النون الساكنة، والتنوين

ما أحكام النون الساكنة، والتنوين، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلومِ أنَّ هذه الأحكامُ تعدُّ جزءً من علم التجويدِ، وفي هذا المقال سيتمُّ تخصيص الحديثِ عنها، حيث سيتمُّ ذكرَ كلِّ حكمٍ على حدة مع بيان شرحه وذكر بعض الأمثلة عليه، كما سيتمُّ بيان الفرقِ بين النونِ الساكنةِ والتنوينِ على شكلِ نقاطٍ.

ما أحكام النون الساكنة، والتنوين

تعرَّف النون الساكنة على أنَّها كلٌ نونٍ خاليةً من الحركةِ، سواء في الوصلِ و الوقفِ وسواء في الخطِّ واللفظ، وهذه النون تكونُ في الأسماءِ والأفعالِ والحروف، بينما التنوين يعرَّف على أنَّه نونٌ ساكنةٌ زائدةٌ لغيرِ توكيدٍ تلحقُ آخر الأسماء وصلًا ولفظًا وتفارقه خطًا ووقفًا، وهذه النون الساكنةُ والتنوينَ لهما أحكامًا في علمِ التجويد،[1] وفي هذه الفقرةَ من هذا المقال سيتمُّ بيانُ كلُّ حكمٍ على حدة، وفيما يأتي ذلك:

شاهد أيضًا: حكم التجويد الميم الساكنه اذا جاء بعدها حرف الواو

الإظهار الحلقي

يعرَّف الإظهارُ الحلقي على أنَّه إخراجُ الحرفِ المظهرِ من مخرجِه من غير غنةٍ كاملةٍ، وفيما يأتي ذكر تفاصيل هذا الحكمُ الذي يعدُّ أحد أحكام النون الساكنة التنوين:[2]

  • حروفه: للإظهارِ ستةُ حروفٍ، وهنَّ: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء، وقد جمعها العلماء في جملة “أخي هاك علمًا حازه غير خاسر”.
  • سبب تسميته: سُمي هذا الحكمُ بالإظهار الحلقي؛ لأنَّ حروفه تخرج من الحلقِ.
  • سبب الإظهار: يرجع سبب هذا الحكمِ إلى التباعدِ بين مخرجي النون الساكنةِ، وبين مخارج حروف الإظهار، حيث أنَّ النون الساكنة والتنوين تخرجان من طرف اللسان، بينما حروف الإظهار تخرُج من الحلقِ.
  • حقيقة الإظهار: أن يتمَّ النطقُ بالنونِ الساكنةِ أو التنوينِ نطقًا واضحًا من غير غنةٍ، ثمَّ النطقُ بحروف الإظهارِ من غير فصلٍ ولا سكتٍ بينهما.
  • أمثلة على الإظهار: وفيما يأتي ذكر بعض الأمثةِ على الإظهار من القرآن الكريم:
    • قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
    • قال تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
    • قال تعالى: {مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}.
    • قال تعالى: {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
    • قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.
    • قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}.

شاهد أيضًا: أمثلة على أحكام النون الساكنة والتنوين من سورة البقرة

الإدغام

يعرَّف الإدغامُ على أنَّه إدخال حرفٍ ساكنٍ بحرفٍ متحركٍ بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشددًا، وفيما يأتي بيان بعض التفاصيل الخاصةِ بهذا الحكمِ، وفيما يأتي ذلك:[3]

  • حروفه: إنَّ حروفَ الإدغام ستة، وهنَّ: الياء، والراء، والميم، واللام، والواو، والنون، وقد جمعها العلماء في كلمةِ يرملونَ.
  • أقسامه: للإدغامِ قسمان، وهنَّ:
    • الإدغام بغنة: إنَّ الإدغام بغنةٍ له أربعةُ حروف وهي مجموعة بكلمةِ ينمو، فعند وقوعِ حرفٍ من حروفِ الإدغامِ بغنةٍ بعد النون الساكنة أو التنوين، فإنَّ هذا الحرفَ يُنطق مشددًا مع الغنةِ بقدار حركتين.
    • الإدغام بغير غنة: إنَّ الإدغام بغير غنةٍ له حرفان اثنان، وهنّ: اللام والراء، فعند وقوع حرفٍ من هذين الحرفينِ بعد النونِ الساكنةِ أو التنوينَ فإنَّه يتمُّ النطقَ بالحرفِ الثاني مشددًا مع عدمِ نطقِ النونِ أو التنوينِ.
  • أمثلة على الإدغام: وفيما يأتي ذكر بعض الأمثلة على الإدغامِ:
    • قال تعالى: {لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ}.
    • قال تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}.
    • قال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ}.
    • قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
    • قال تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا}.

تنبيه: الإدغام لا يأتي إلا بكلمتين، وإن جاءت النونِ الساكنة مع أحد حروف الإدغام بكلمةٍ واحدة، وجب في هذه الحالة إظها النون وعدم إدغامها؛ حتى لا يختلَّ المعنى، ويُسمَّى الحكمُ حينئذٍ بالإظها المطلق، وقد جاءت هذه الحالة في أربع مواضعٍ من القرآن الكريم، وهنَّ: الدُّنْيَا، صِنْوَانٌ، قِنْوَانٌ.

شاهد أيضًا: علل يعد علم التجويد من أشرف العلوم

الإخفاء

يعرَّف الإخفاء على أنَّه النطقُ بالنون الساكنة أو التنوينِ بين الإظهار والإدغامِ، العارِ من التشديد، مع بقاء الغنةِ في الحرف الأول، وفيما يأتي ذكر بعض التفاصيل الخاصةِ بهذا الحكمِ، وفيما يأتي ذلك:[4]

  • حروفه: حروف الإخفاء خمسة عشر حرفًا، وهنَّ: وقد جمعها العلماء في البيت التالي” صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبًا زد في تقى ضع ظالمًا” وحروف الإخاف هي الحرف الأول من كلِّ كلمةٍ موجودة في هذا البيت.
  • سبب الإخفاء: يرجع سبب الإخفاء في كون مخارج حروفه  ليست قريبة من مخرج النونِ والتنوين مثل قرب حروف الإدغام منها، وليست بعيدة مثل بعدِ مخارج حروف الإدغام، فوجب التوسط بين الادغام والاظهار.
  • مراتب الإخفاء: للإخفاء ثلاث مراتب، وفيما يأتي بيانها:
    • المرتبة الأولى: وهي أقوى المراتب، وتكون عند الطاء والدال والتاء، وسبب قربها هو قرب مخارج هذه الحروف من مخرجي النون والتنوين.
    • المرتبة الثانية: وهي أدنى المراتب وتكون عند الكاف والقاف لبعد مخارجهما عن مخرجي النونِ والتنوينِ.
    • المرتبة الثالثة: وهي أوسط هذه المراتب وتكون عند باقي حروف الإخفاء.
  • أمثلة على الإخفاء: وفيما يأتي ذكر بعض الأمثلة من القرآن الكريم على الإخفاء:
    • قال تعالى: {أَفَلا يَنْظُُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَتْ}.
    • قال تعالى: {أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.
    • قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ}.
    • قال تعالى: {وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ}.
    • قال تعالى: {وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ}.
    • قال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}.
    • قال تعالى: {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ ۗ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ}.

شاهد أيضًا: معنى علم التجويد إعطاء كلمات، وحروف القران حقها دون

الإقلاب

يعرَّف الإقلاب على أنَّه قلب النون الساكنة إلى ميم مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب، وفيما يأتي ذكر بعض التفاصيل الخاصةِ بهذا الحكم:[5]

  • حروفه: للإقلاب حرفٌ واحد وهو الباء.
  • سبب الإقلاب: يرجع سبب الإقلاب إلى أنَّه لا يُستحب للقارئ الإظها لأنَّه يستلزم الإتيان بالغنة في النون الساكنة والتنوين ثمَّ إطباق الشفتين للإتيانِ بالباءِ، وهذا عسيرٌ عليه، كذلك لا يُحسن له الإدغام بسبب بعد حرف مخرج الباء عن مخرج النون، وحيث لم يحسن الإظهار ولا الإدغام تعين له الإخفاء ثم توصل إليه بالقلب ميمًا لمشاركتهما للباء مخرجًا وللنون بالغنة.
  • أمثلة على الإقلاب: وفيما يأتي ذكر بعض الأمثلة على الإقلاب من القرآن الكريم:
    • قال تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
    • قال تعالى: {كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ}.
    • قال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

شاهد أيضًا: الإخفاء الشفوي هو النطق بالميم الساكنة وسطا بين

الفرق بين النون الساكنة والتنوين

ينحصر الفرق بين النونِ الساكنةِ والتنوينِ في خمسِ فروقاتٍ، وفي هذه الفقرة من مقال ما أحكام النون الساكنة سيتمُّ ذكر هذه الفروقات، وفيما يأتي ذلك:[6]

  • أنَّ النونَ الساكنةِ تعدُّ حرفًا أصليًا من حروف اللغة العربيةِ، بينما التنوينِ فهو حرفٌ زائد.
  • أنَّ النونَ الساكنةِ تثبتُ لفظًا وخطًا، بينما التنوينِ يثبت لفظًا لا خطًا.
  • أنَّ النونَ الساكنةِ تثبتُ وصلًا ووقفًا، بينما التنوينِ يثبت وصلًا لا وقفًا.
  • أنَّ النونَ الساكنةَ تكون في الأسماء والأفعال والحروف، بينما التنوين لا تكون إلا في الأسماء.
  • أنَّ النونَ الساكنة قد تأتي في وسط الكلمة وتأتي كذلك في طرف الكلمةِ، بينما التنوين لا يكون إلا في طرف الكلمة.

شاهد أيضًا: نوع المد في كلمة السماء حال الوصل والوقف وما هي أنواع المد بالتفصيل

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان ما أحكام النون الساكنة، والتنوين ؟ والذي تمَّ في ذكر الأحكامِ المتعلقةِ بالنونِ الساكنةِ والتنوينِ مع شرح كلِّ حكمٍ على حدة وذكر بعض الأمثلة من القرآن الكريم، كما تمَّ في ختام هذا المقال بيان الفرق بيان النونِ الساكنةِ  والتنوينِ على شكلِ نقاطٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *