ما الكِبْرُ الذي لا يُدخل صاحبه الجنةِ مُطلقاً؟

ما الكِبْرُ الذي لا يُدخل صاحبه الجنةِ مُطلقاً؟

ما الكِبْرُ الذي لا يُدخل صاحبه الجنةِ مُطلقاً؟ فهذا النوع من الكِبر يبعده عن الجنة ويقرّبه من النار، لذا حثنا الله تعالى ونبيه الكريم على البعد عن الكِبر بكل أشكاله وأنواعه، لا سيما هذا النوع من الكِبر، وفي مقالنا التالي سوف نتعرّف على هذا النوع من الكِبر.

ما الكِبْرُ الذي لا يُدخل صاحبه الجنةِ مُطلقاً؟

ما الكِبْرُ الذي لا يُدخل صاحبه الجنةِ مُطلقاً؟ هو الكبر الذي يتضمن عدم قبول الإسلام، وعدم الإنقياد لله بالطاعة وهو كفر الاستكبار، فإن العبد قد يتكبر على الخالق لشدّة جهله بهذا الكبر، ولشدة جهله بعظمة ومكانة الخالق، الذي خلقه وصوره وخلق كل من في الأرض والسماء جميعًا، وكبر الكفر يجعل الشخص يكفر بخالقه، ويتكبر عن عبادته وطاعته، وربما يتكبر حتى على أنبيائه ورسله وكل ما أنزل به الله تعالى، وهذا النوع من الكِبر لا يمكن أن يُدخل صاحبه الجنة بأي حالٍ من الأحوال، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[1].[2]

شاهد أيضًا: من أنواع الكفر الأصغر

ما هو الكِبر

الكِبر هو: العظمة، والتجبّر كالكبرياء والإستكبار، والتعظّم والكِبر هو اسم من التكبّر، ومعنى الكِبر في الأحاديث النبوية الشريفة: هو بطر الحق، وغمط الناس، وقد جاء تعريف الكِبر في الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:( لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ)[3]، وهذا الحديث يبيّن لنا سوء عاقبة الكِبر، فلا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، وقال الزبيدي: “الكبر حالة يتخصص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وأن يرى نفسه أكبر من كل شيء حوله”، وقيل الكِبر هو: “استعظام الإنسان نفسه، واستحسان ما فيه من فضائل، والاستهانة بالناس، واستصغارهم، والترفع على من يجب التواضع له”.[4]

شاهد أيضًا: أفضل شعب الايمان

حديث الرسول عن الكِبر

ورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تنهى عن الكِبر، وتبيّن نهايته وآخرته الوخيمة، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخلُ الجنةَ رجلٌ في قلبِه مثقالُ ذرةٍ من كِبرٍ ولا يدخلُ النارَ رجلٌ في قلبِه مثقالُ ذرةٍ من إيمانٍ)[5]، فالكبر المباين للإيمان لا يُدخل صاحبه الجنة، ومن هذا الكِبر، كِبر إبليس وكِبر فرعون وغيرهما ممن كان كبرهما منافيًا للإيمان، وكذلك كِبر اليهود الذين أخبر عنهم الله تعالى في الكثير من الآيات الكريمة، فالكبركلّه مبايت ومضاد للإيمان، والواجب على مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر يستغفر ربه ويكثر من العبادات ويعود عن ذلك كله، لأن كِبره يجعله يجحد الحق ويحتقر الخلق.[6]

شاهد أيضًا: من وصايا لقمان لابنه

ذمّ الكِبر والنهي عنه

الكِبر من أول الذنوب التي عُصي بها الله تعالى، وذلك بعد أن أبى إبليس السجود للملائكة تكبرًا، قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}[7]، وإن كان هذا خبرًا من الله تعالى عن إبليس، فإنه تقريع لبقية خلق الله تعالى الذين يتكبرون عن عبادته وطاعته سبحانه، والكِبر سبب رئيس في هلاك الأمم والقرون السابقة، فهؤلاء قوم ما منعهم عن قبول الدعوة، والإستماع لنداء الإيمان سوى الكِبر، وقوم عاد ظنّوا أنهم بسبب تكبرهم أنه لاقوة أشدّ من قوتهم، فأرسل الله عليهم الريح الصرصر العاتية، وها هم قوم ثمود ينهجون نفس النهج بالإستكبار والتعالي، فيردون دعوة الله تعالى، ويكذّبون نبيهم، وغيرهم الكثير من القرون والأمم الذين أخذهم الله بسبب كِبرهم عن الحق، والكِبر سبب للصرف عن دين الله تعالى، وهو سبب لدخول النار والخلود فيها، قال تعالى:  {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ}[8].[9]

شاهد أيضًا: هل ابليس من الملائكة

في نهاية مقالنا تعرفنا على ما الكِبْرُ الذي لا يُدخل صاحبه الجنةِ مُطلقاً؟ هو الكبر الذي يتضمن عدم قبول الإسلام، وعدم الإنقياد لله بالطاعة وهو كفر الاستكبار، وتعرفنا على ذمّ الكِبر والنهي عنه، وما هو معنى الكِبر، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكِبر.

المراجع

  1. ^ غافر , 60
  2. ^ islamweb.net , الكبر الذي لا يدخل صاحبه الجنة , 19/02/2022
  3. ^ صحيح مسلم ,  عبدالله بن مسعود ، مسلم ،صحيح مسلم ،91 ،[صحيح]
  4. ^ dorar.net , معنى الكِبْر لغةً واصطلاحًا , 19/02/2022
  5. ^ تحريج المسند لشاكر , عبدالله بن مسعود ، أحمد شاكر ،تخريج المسند لشاكر ،6/22 ، إسناده صحيح
  6. ^ islamweb.net , مجموع فتاوى ابن تيمية , 19/02/2022
  7. ^ البقرة , 34
  8. ^ الأحقاف , 20
  9. ^ dorar.net , ذم الكِبْر والنهي عنه في القرآن الكريم , 19/02/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *