ما هو حكم نكاح الشغار

ما هو حكم نكاح الشغار

ما هو حكم نكاح الشغار؟ لقد أباح الله تعالى الزواج الحلال بكل أشكاله وحث عليه، ولكن ظهر في الفترة الأخيرة عدد من أنواع الزواج، ومنها زواج الشغار، وقد يتساءل الكثير من الناس عن حكم زواج الشغار، وما هو زواج الشغار؟ وفي مقالنا التالي سوف نتعرف على حكم زواج الشغار؟ ورأي الشرع فيه؟

تعريف زواج الشغار

الشغار في اللغة هو: الخُلوّ، وأصله مأخوذ من شغور الكلب، فيقال: شَغَرَ الكلب، إذا رفع إحدى رجليه للبول لخلو الأرض منها، وسمّي بهذا الاسم تقبيحًا له، ومنه شَغرَ المكان: إذا خلا ولم يكن فيه أحد، ومنه بلد شاغر: إذا خلا من سلطان، وأمر شاغر: إذا خلال من مُدبّر، ومنه قول: وظيفة شاغرة: أي وظيفة خالية، ولذلك سمّي نكاح الشغار بهذا الاسم لخلوّه عن المهر، وقال ابن قدامة: “إنما سمّي شعارًا لقُبحه، تشبيهًا برفع الكلب رجله ليبول في القُبح يُقال: شغر الكلب: إذا رفع رجله ليبول”، وحكي عن الأصمعي: أنه عرّف الشغار: أنه الرفع، فكأن كل واحد منهما رفع رجله للآخر عما يريد، وأما زواج الشغار في الاصطلاح: أن يزوّج الرجل ابنته أو أخته أو غيرهما، ممن له الولاية عليها، بشرط أن يزوّجه الآخر ابنته أو أخته، بدون صِداق بينهما، وليس بينهما صداق: أي يكون تزويج كل منهما مهرًا للأخرى، أيّ جعل بُضع كل منهما صداقًا، والبُضع هو الفرج، والشِغار بكسر الشين: نكاح كان في الجاهلية.[1]

شاهد أيضًا: ما حكم نكاح المتعة عند السنة؟

ما هو حكم نكاح الشغار

أجمع العلماء على أن زواج الشغار منهيّ عنه، ومعناه في الشريعة: هو أن ينكح الرجل وليّته رجل، على أن يُنكحه الآخر وليّته، ولا صِداق بينهما، ولا خلاف بين العلماء أن الشغار منهي عنه، وصفة نكاح الشغار: هو أن ينكح الرجل وليته رجل آخر، على أن ينكحه الآخر وليته، ولا صداق بينهما إلا بضع هذه ببضع الأخرى، واتفقوا على أنه نكاح غير جائز لثبوت النهي عنه، ومذهب الحنفيّة: يوافق ما اتفق عليه جمهور العلماء بأن هذه الصورة من صور النكاح منهي عنه ولا يجوز، وقد ورد نكاح الشغار في حديث عبدالله بن عمر  عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- نَهَى عَنِ الشِّغَارِوالشِّغَارُأنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ علَى أنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ ابْنَتَهُ، ليسَ بيْنَهُما صَدَاقٌ)[2]، فقد نهى الحديث النبوي الشريف عن زواج الشغار وحرّمه.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الزواج بالكلام فقط

السبب في النهي عن نكاح الشغار

اختلف العلماء في علة النهي عن زواج الشغار، فقال بعضهم: إن العلّة هي خلوه من الصداق، وجعل بضع كل واحدة مهرًا للأخرى، ويترتب على ذلك أنها لا تنتفع بصداقها، لأن نفعه عاد إلى الولي، وهو ملكه لبضع زوجته بتمليكه لبضع موليته، وهذا فيه ظلم لكل واحدة من المرأتين، لخلو النكاح عن مهرها الذي تنتفع به، وقيل: أن علة النهي أنه نكاح مشروط، أي أن كل واحد من الرجلين مُشترط فيه أن ينكحه الآخر موليته، فكأنه يقول له: لا ينعقد زواج ابنتي حتى ينعقد زواج ابنتك، وقيل: العلة التشريك في البضع، وجعل كل واحدة مهرًا للأخرى، وهي لا تنتفع به، فلم يرجع إليها المهر، بل عاد المهر إلى الولي.[4]

في نهاية مقالنا تعرفنا على ما هو حكم نكاح الشغار وهو منهي عنه، وقد برر العلماء النهي عنه بعدة أمور منها: خلوه من الصداق الواجب للمرأة، وجعل صداق كل واحدة مهر للأخرى، وهذا فيه ظلم لكلتا المرأتين، وقيل السبب في النهي عنه: أنه نكاح مشروط، ولا يجوز الشرط في عقد النكاح.

المراجع

  1. ^ ar.islamway.net , المقصود بنكاح الشغار وحكمه , 24/05/2022
  2. ^ صحيح البخاري , عبدالله بن عمر ،البخاري ، صحيح البخاري ،5112 ،[صحيح]
  3. ^ ar.islamway.net , المقصود بنكاح الشغار وحكمه , 24/05/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *